تحتفل دولة قطر يوم غد الاثنين بالعيد الوطني الذي يقام تحت شعار «ابشروا بالعز والخير» وسط مظاهر احتفالية شعبية ورسمية تسعى إلى توضيح مدى التطور الذي شهدته في كل المجالات وتسليط الضوء على نهضتها العمرانية والاقتصادية والثقافية. وتشهد المدن القطرية إقامة فعاليات متنوعة بهذه المناسبة منذ أيام تتوج غداً باحتفالات كبيرة يشارك فيها المواطنون والمقيمون تعبيراً عن فخرهم بالانجازات التي حققتها قطر وهي تسعى إلى أن تكون بلداً متطوراً في كل المجالات وخاصة الاقتصادية والرياضية والثقافية. وتستذكر دولة قطر وهي تحتفل بهذه الذكرى انجازات الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي يعتبره القطريون واضع أسس بناء دولتهم إذ تخلد الاحتفالات ذلك اليوم التاريخي من عام 1878 الذي خلف فيه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني والده الشيخ محمد في قيادة البلاد واستمر حتى التأسيس والوحدة. وتحتفل قطر بيومها الوطني في 18 ديسمبر منذ صدور القانون رقم 11 لسنة 2007 باعتبار يوم تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني باني نهضة قطر الحديثة يوماً وطنياً تعطل فيه المؤسسات والدوائر الحكومية. ويعد هذا اليوم يوماً لترسيخ معاني الوفاء والمحبة التي سطرها أهل قطر عندما التفوا حول قائدهم المؤسس الأول فأخلصوا له بعد أن وجدوا فيه زعيماً متحلياً منذ شبابه بالتقوى والشجاعة وروح الفداء وحكمة القيادة. وتشهد قطر نهضة حضارية شاملة وحققت انجازات مهمة في الآونة الأخيرة نتج عنها ترسيخ وتثبيت مكانتها في المحافل الدولية فيما حرصت على مواكبة رؤية قطر الوطنية 2030 عبر زيادة تنويع اقتصادها خارج قطاع النفط والغاز من خلال تطوير قطاعات رئيسية بما فيها الخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم والرياضة. ووفقاً لما حددته رؤية قطر الوطنية 2030 وبسعي دؤوب من الحكومة الموقرة الى ترجمة استراتيجية التنمية الوطنية الثانية (2017 - 2022) استطاعت قطر تحقيق مجموعة من الأهداف في طريقها نحو تعزيز التنمية المستدامة والتعليم والتدريب والصحة وتنمية الموارد البشرية اضافة الى تعميق التنويع الاقتصادي. وحققت قطر وهي تحتفل بيومها الوطني العديد من النجاحات أهلتها لتنال مراتب متميزة في معظم المؤشرات الدولية التي يقاس عليها نجاح وتميز الدول من عدمه. وفي المجال التشريعي البرلماني أصدر أمير قطر في نوفمبر الماضي قراراً بتعيين 28 عضواً جديداً في مجلس الشورى بينهم أربع سيدات للمرة الأولى في تاريخ الدولة. وفي مجال البترول حققت «قطر للبترول» العديد من الانجازات خلال العام الحالي منها تأسيس شركة قطرية جديدة تعرف باسم «شركة نفط الشمال» مملوكة بنسبة 70 بالمئة لقطر للبترول و30 بالمئة لشركة «توتال» لاستلام أعمال التشغيل ومتابعة التطوير لحقل نفط الشاهين البحري. وأسست قطر للبترول شركة «أوشن إل إن جي ليميتد» لإدارة وتسويق محفظتها العالمية المستقبلية من الغاز الطبيعي المسال المنتج خارج قطر في اطار تعزيز مكانة الشركة الرائدة في هذا المجال والاستثمار في مشاريع الغاز الطبيعي المسال في الخارج. كما أن تحول الاقتصاد القطري من الاعتماد في نموه على قطاع الهيدروكربونات إلى القطاعات غير النفطية يعكس مظهراً آخر لقوة أداء الاقتصاد بما يعني أن الاقتصاد القطري ستتنوع ايراداته ولن يعتمد فقط على قطاع بعينه فيما تولي قطر قطاع الصناعة ولاسيما صناعة الطاقة اهتماماً فائقاً بوصفه عماد البنية التحتية للبلاد. وفي المجال الصحي حققت قطر العديد من الانجازات والتقدم حيث تم التوسع في الطاقة الاستيعابية عبر النظام الصحي من خلال افتتاح المزيد من الخدمات والمرافق الجديدة منها أربعة مستشفيات جديدة وستة مراكز صحية جديدة واطلاق الاطار الوطني للسرطان (2017 - 2022) والخطة الوطنية للتوحد (2017 - 2021) والإعلان عن استراتيجية الصحة العامة لدولة قطر (2017 - 2022) كجزء من مسح وطني لاشراك الجمهور. وشهد المجال الرياضي ثورة كبيرة أبرز محطاتها تسارع الخطى لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 إضافة إلى تنظيم العديد من الدورات الرياضية العالمية والخليجية والعربية والآسيوية. وعلى الصعيد الثقافي تتمتع قطر بثروة ثقافية زاخرة وتراث شعبي فريد وترعى الدولة هذه الثروة وتعمل على تنميتها واغنائها باستمرار بما ينسجم مع التطور الذي تشهده كما تبدي اهتماماً كبيراً بانشاء المكتبات والمتاحف والمسارح ومراكز الفنون ودعم النشر والمجلات الثقافية. واحتفاءً باليوم الوطني ازدانت البلاد باللونين الأبيض والعنابي وهما لونا علم الدولة الذي بات يرفرف في الطرقات وشرفات المنازل والوزارات والمؤسسات وارتدت البلاد حلة زاهية امتزجت فيها الأضواء والألوان لتشكل لوحة قطرية خالصة جمعت بين الماضي والحاضر وتطلعات المستقبل.
مشاركة :