قد لا يغيب عن المتخصصين كبر حجم فقاعة البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى، لكن كيف يمكن تفسير قيام أفرع شركات استشارات عالمية في الكويت بالإعلان عن قبولها دفعات بالبيتكوين نظير خدمات الاستشارات الرقمية في وقت يحارب فيه البنك المركزي الكويتي والاتحاد الأوروبي غسل الأموال وتمويل الإرهاب عبر منصات تداول البيتكوين؟ هل تؤيد شركات الاستشارات العالمية دخول المستثمرين في هذه الفقاعة؟ أم تحاول هي نفسها الاستثمار في البيتكوين؟ أو ربما تحاول هذه الشركات التكسب من هوس العالم بهذه العملات الرقمية وخلق دعاية إعلامية لها؟ قبل الدخول في التفاصيل لابد من معرفة أن طريقة عمل البيتكوين أتت بمفهوم تكنولوجي ثوري جديد ألا وهو البلوك تشين Blockchain أو سلسلة الكتل التي يمكن الاستفادة منها بالعديد من التطبيقات بشكل أفضل حتى من استخدام البيتكوين لها. كذلك انتشار البيتكوين وتقبل الكثيرين لمفهوم عملة إلكترونية ليس لها أي قيمة بخلاف عدم القدرة على تتبعها وسهولة تهريب الأموال عبرها شجع العديد من التجارب الأخرى لعملات إلكترونية تدعمها كبرى الشركات في العالم وقد يكون لها قيمة في مجالات مختلفة. عملات رقمية تدعمها شركات عالمية هناك العديد من العملات الرقمية التي تدعمها كبرى الشركات والبنوك العالمية والتي قد يكون لها قيمة حقيقية في المستقبل على الرغم من تأثر أسعارها بالفقاعة الحالية وأهمها: 1 – الريبل Ripple: هي عملة رقمية تم اصدارها سنة 2012 بهدف تحويل الأموال بسرعة وكفاءة عالية بدل نظام السويفت SWIFT القديم والبطيء جدا في نقل الأموال. تستخدم هذه العملة تكنولوجيا البلوك تشين وليس بها مكافآت تشفير وتم اصدار الحد الأعلى منها وهو 38 مليار وحدة تقريبا. تعتبر البنوك العالمية مثل UBS وSantander وِAmerican Express وكثير غيرها هي المسؤولة عنها وغالبا هي من كبار ملاكها والمستفيدة من ارتفاع أسعارها بالطفرة الحالية. 2 – أيوتا IOTA: هي عملة رقمية تم إصدارها سنة 2016 بهدف تبادل الدفعات بأمان من خلال الانترنت، وتعتمد تكنولوجيا تشبه البلوك تشين ولكنها متطورة عنها وهي directed acyclic graph DAG، حيث تحول سلسلة الكتل إلى شجرة الكتل لتكون أكثر كفاءة ومرونة. وليس بها مكافآت تشفير وتم اصدار الحد الأعلى منها وهو 2.7 مليار وحدة تقريبا. تدعم هذه العملة كبرى الشركات العالمية مثل Microsoft وSamsung وAirbus وHuawei وغيرها. وهم في الأغلب أيضا مستفيدون من طفرة أسعارها الحالية. الجدير بالذكر أن الريبل Ripple تحتل المرتبة الرابعة في القيمة السوقية للعملات الرقمية بأكثر من 29 مليار دولار وتحتل أيوتا IOTA المرتبة السابعة بقيمة سوقية تقارب الـ10 مليارات دولار. تطبيقات البلوك تشين بينما تستهلك البيتكوين Bitcoin كميات هائلة من الطاقة مع كل عملية، هناك العديد من التطبيقات التي من الممكن استخدام البلوك تشين Blockchain بها بكفاءة عالية لأنها ببساطة عبارة عن قاعدة بيانات لا مركزية يحميها كل مستخدميها الموثوق فيهم من العبث. وهذه التطبيقات منها سجلات الملكية وتحويلات الأموال وإدارة الأصول. تأكيدا لما سبق، تقدم كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مثل IBM وغيرها للحكومات وباقي المستفيدين المحتملين حلولا واستشارات حول الاستفادة من تطبيق تكنولوجيا البلوك تشين. استفادة شركات يتبين مما سبق أن العديد من كبرى الشركات والبنوك العالمية وحتى كبرى شركات الاستشارات مستفيدة بشكل أو بآخر من فقاعة العملات الرقمية وغالبا ستظل تستفيد حتى بعد انفجار هذه الفقاعة بسبب التطوير والاستغلال الجيد للمفاهيم التي أتت بها عملة البيتكوين Bitcoin. وهو ما يفسر قيام بعض أفرع شركات استشارات عالمية في الكويت بالإعلان عن قبولها دفعات بالبيتكوين كنوع من الدعاية والتسويق لخدمات الاستشارات الرقمية. محمد رمضانكاتب وباحث اقتصاديrammohammad@
مشاركة :