مَشْهَدٌ لا يُفَارِق ذاكِرَتِي لمجموعة من القُرَويين المصريين البسطاء، وأقاربهم، ومظاهر الفَرح والبهجة تُصاحبهم إلى (مطار القاهرة) في بداية رحلتهم للحَج!! أحدهم أخبرني ودموع السّعادة تُسابق كلماته: آهٍ سنوات طويلة مَضت وانقضت، وأنا أنتظر هذه اللحظات التي أكحلُ فيها عيني برؤية بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، سنوات وأنا أجمع المال اللازم لهذه الرحلة الإيمانية، تَلا ذلك انتظار (القُرعَة) التي ابتسمت لي أخيراً هذا العام، بعد أن عَبَسَت في وجهي أعواماً عديدة!! هذا المشهد تتكرر تفاصيله سنوياً في العديد من دول العَالَم، ولاسيما ذات الأكثرية المسلمة، حيث يبحث فيها المسلمون عن فرصة الحَجّ في ظل صعوبات اقتصادية يعانونها تمنع أو تؤجِلّ حَجّهَم، وكذا أنظمة مهمة وواقعية تَفْرِض أعداداً معينة منهم كلّ سنة!! في مقابل تلك المشاهد في (الخارج) الإسلامي، هُنا في الدّاخِل طائفة تُصِرّ على تكرار الحَجّ سنوياً في أنانية مفرطة، ومخالفة صريحة للأنظمة، حتى تحوّل الأمر عند البعض إلى تَحَدٍّ وتنافسٍ في مَن حَجّ أكثر!! أولئك ودون أن يشعروا يُساهمون بطريقة أو أخرى في التضييق على حجاج بيت الله الذين ينشدون فريضتهم وحجتهم الأولى، وفي زيادة المشاعر ازدحاماً، التي رغم ما نُفّذ ويُنَفّذ فيها من مشروعات عملاقة للتخفيف على ضيوف الرحمن إلا أنها تبقى محدودة الظّرْفَيْن المكاني والزّمَاني!! صدقوني تلك الفئة ليست قليلة ولها تأثيرها السّلبِي الواضح، وبالتالي فلابد من الحَدّ منها، وأن يُقال لها: (كِفَايَة حَجّ)، وذلك بالتوعية وتلك مهمة العلماء والدعاة، ثم بإصدار العقوبات النظامية عليهم، وإعلانها!! وأخيراً لعل أولئك الأعزاء يتذكرون دائماً بأنّ (الدِّين المعاملة)، وأنّ هناك مجالات وأبوابا يكسبون منها الأجر الكبير دون مخالفة الأنظمة ومزاحمة المسلمين!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :