أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «الشرق الأوسط لن يعرف السلام ما لم تجد الشرعية الدولية حلاً عادلاً ودائماً وشاملاً للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع بأن تكون له دولته الخاصة على الأرض التي عاش فيها طوال قرون، وسقاها بعرق جبينه، ورواها بدماء شهدائه». وقال الراعي في عظة قداس الأحـــد في كنيسة التجلي، في بلدة رميش الحدودية، بعد تدشينها أمس: «لا يمكن القبول بتهويد القدس، كما يرمي إليه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب»، مشدداً على «ضرورة التَّمسك بأن يكون للقدس وضع دولي خاص يحمي جميع الأماكن المقدسة التابعة لكل من الديانات الثلاث، وأن تكون القدس رمزاً عالمياً للأخوة والسلام، مبنياً على سلام مستقر فيها». ورأى أن «تاريخ المدينة البعيد والقريب أظهر أنه لا يمكن أي شعب أو دين أو دولة أن يحتكره، على رغم ما شهدته من حروب واحتلالات»، لافتاً إلى أنه «على مدى تاريخها القديم والحديث والمعاصر هوجمت القدس 52 مرة، وتم الاستيلاء عليها وإعادة تحريرها 44 مرة، وحوصرت 23 مرة، ودمرت مرتين». وذكر بأن «الجمعية العمومية في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 وافقت على مشروع تقسيم فلسطين دولتين: إسرائيلية وعربية، على أن تبقى القدس تحت إدارة دولية كجسم مستقل. ونشبت الحرب بين اليهود والعرب، وكانت نكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين، أهل الأرض، وأعلنت دولة إسرائيل. وانقسمت القدس غربية إسرائيلية وشرقية عربية». وأشار إلى أنه «في 23 كانون الثاني (يناير) 1950 قرَّر الكنيست أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، فنقض مجلس الأمن هذا القرار وأعلنه باطلاً».
مشاركة :