باريس - أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه سيتم الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بحلول منتصف إلى نهاية فبراير/شباط منبها إلى وجوب التباحث مع الرئيس بشار الأسد بعد ذلك. وقال ماكرون في مقابلة بثتها قناة فرانس 2 التلفزيونية الفرنسية الأحد "في التاسع من ديسمبر/كانون الأول أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الانتصار على داعش واعتقد أننا سنربح الحرب في سوريا بحلول منتصف إلى نهاية فبراير". وكان الرئيس الفرنسي أعلن قبل بضعة أيام أن العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ستتواصل حتى منتصف إلى نهاية فبراير/شباط في سوريا، في تصريح يتناقض مع تأكيد روسيا أن البلد المذكور "تحرر بالكامل" من الجهاديين. واعتبر أنه "يجب بعد ذلك التباحث" مع الأسد الذي يطالب العديد من المعارضين السوريين بتنحيه في تراجع عن موقف سابق شدد على ضرورة تنحي الأسد. واتهمت باريس النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وتقويض جهود التسوية السلمية للأزمة على اثر رفض وفد دمشق لمفاوضات جنيف التفاوض مباشرة مع وفد المعارضة. وقال ماكرون الأحد "بشار هو عدو الشعب السوري أما عدوي فهو داعش. بشار الأسد سيكون هنا. سيكون هنا أيضا لأنه محمي من جانب أولئك الذين ربحوا الحرب على الأرض، سواء إيران أو روسيا، من هنا لا يمكن القول إننا لا نريد التحدث إليه أو إلى ممثليه". وتابع "المطلوب اذن التحدث إلى بشار ومن يمثلونه"، مشددا على أن هذا لن يعفي الرئيس السوري المتهم بارتكاب عدة تجاوزات "من أن يحاسب على جرائمه أمام شعبه وأمام القضاء الدولي". وقال أيضا "في العملية التي تأمل فرنسا بأن تبدأ بداية العام المقبل، سيكون هناك ممثلون لبشار، لكنني آمل أيضا وخصوصا بأن يكون هناك ممثلون لكل مكونات المعارضة بمن فيهم اولئك الذين غادروا سوريا من أجل أمنهم بسبب بشار وليس بسبب داعش". وكان ماكرون أكد الأسبوع الماضي على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة" لإنهاء الحرب السورية، مشيرا إلى أن باريس ستقوم مع شركائها بـ"مبادرات فور انتهاء النزاع على الأرض". واقترح الرئيس الفرنسي في يوليو/تموز إنشاء مجموعة اتصال بشأن سوريا تضم دول مجلس الأمن الخمس ودولا أخرى في المنطقة للوصول إلى مرحلة انتقالية على الصعيد السياسي، لكن دون تحقيق نجاح كبير حتى اللحظة. واندلع النزاع في سوريا في مارس/اذار 2011 وأسفر عن مقتل أكثر من 340 ألف شخص وتشريد ونزوح الملايين.
مشاركة :