بعد برنامج غني بالأنشطة الثقافية والفنية، يختتم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي النصف الأول من موسمه الثقافي، بحفل موسيقي لأعمال الفنان الراحل عوض دوخي. ويأتي الحفل الذي سيقام يوم الثلاثاء المقبل، مكملا لما سبقه من عروض قدمها المركز احتفاء بالموسيقى والموسيقيين الكويتيين، وبمصاحبة الأداء المميز لفرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الموسيقية. والفنان الراحل عوض دوخي ينتمي إلى جيل مخضرم عاصر الكويت القديمة، وركب البحر وتعلم فنونه، وغيرها من الفنون العريقة المميزة، كما شهد الكويت الحديثة التي بدأت مع الاستقلال عام 1961، فكان من أكثر أبناء جيله وعيا بالتراث القديم، الذي قدم منه الغناء البحري والصوت والسامري الخماري. ومنذ عام 1958 بدأ عوض في تشكيل ملامح الأغنية الكويتية المعاصرة، المتأثرة بالموروث المحلي الممزوج بتأثيرات عربية آتية بشكل أساسي من مصر. اهتم عوض بغناء مختلف ألوان الغناء المتوارث، مثل الصوت، والذي كان يقدمه بشكل تقليدي تارة وبشكل مطور تارة أخرى، والسامري والخماري والردحة والليوة، وكانت في أغلبها تقدَّم بشكل مطور، وإن كانت أصول هذه الألحان قديمة. اهتم عوض أيضا بتقديم الغناء الجديد الذي يحتوي على عناصر مصرية واضحة، مثل أغنية «رد قلبي» و«مستحيل أنسى اللي فات» و«صوت السهارى» والعديد من الاعمال الغنائية الخالدة. وقد سجل الفنان عوض دوخي العديد من أغاني أم كلثوم، ما يعكس حبه لها وتأثره بغنائها، وامتازت تلك التسجيلات بلهجته المصرية الممزوجة باللكنة الكويتية، وبطريقته الخاصة في الأداء، والتي اتسمت بالعذوبة والرقة والإكثار من العُرب (الحليات أو المزينات) الموسيقية.
مشاركة :