تحيي حفل الفنان عوض دوخي نخبة من الأصوات الكويتية المميزة، منهم سلطان المفتاح، ومشعل حسين، وولاء الصراف. يختتم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعد برنامج غني بالأنشطة الثقافية والفنية، النصف الأول من موسمه الثقافي 2017-2018 بحفل موسيقي لأعمال الفنان الراحل عوض دوخي. ويأتي الحفل، الذي سيقام الثلاثاء المقبل، مكملا لما سبقه من عروض قدمها المركز احتفاء بالموسيقى والموسيقيين الكويتيين، وبمصاحبة الأداء المميز لفرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الموسيقية. وينتمي الفنان الراحل دوخي إلى جيل مخضرم عاصر الكويت القديمة، وركب البحر وتعلم فنونه، وغيرها من الفنون العريقة المميزة، كما شهد الكويت الحديثة التي بدأت مع الاستقلال عام 1961، فكان من أكثر أبناء جيله وعيا بالتراث القديم، الذي قدم منه الغناء البحري والصوت والسامري الخماري. ومنذ عام 1958 بدأ عوض تشكيل ملامح الأغنية الكويتية المعاصرة، المتأثرة بالموروث المحلي الممزوج بتأثيرات عربية آتية بشكل أساس من مصر. ألوان غناء مختلفة واهتم دوخي بغناء مختلف ألوان الغناء المتوارث، مثل الصوت، الذي كان يقدمه بشكل تقليدي تارة وبشكل مطور تارة أخرى، والسامري والخماري والردحة والليوة، وكانت في أغلبها تقدم بشكل مطور، وإن كانت أصول هذه الألحان قديمة. واهتم دوخي أيضا بتقديم الغناء الجديد الذي يحتوي على عناصر مصرية واضحة، مثل أغنية «رد قلبي» و«مستحيل أنسى اللي فات» و«صوت السهارى»، وسجل العديد من أغاني أم كلثوم، ما يعكس حبه لها وتأثره بغنائها، وامتازت تلك التسجيلات بلهجته المصرية الممزوجة باللكنة الكويتية، وبطريقته الخاصة في الأداء، والتي اتسمت بالعذوبة والرقة والإكثار من العُرب (الحليات أو المزينات) الموسيقية. ومن الممكن إجمالا تقسيم مسيرة دوخي الغنائية إلى مرحلتين: الأولى تغطي تقريبا عقد الستينيات، والتي قدم فيها الكثير من الألحان المشبعة بالروح المصرية، بجانب تطوير الموروث وتقديمه بشكل معاصر مستعينا بآلات جديدة، بعضها يعتبر خاصا بالموسيقى الغربية مثل الكلارينيت والترومبيت. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة السبعينيات، والتي مال فيها دوخي إلى التلحين والغناء على القوالب المحلية، والتحرر شيئا فشيئا من الطابع المصري، وقدم فيها الأغاني الخفيفة والسريعة، قياسا إلى المرحلة السابقة، مثل أغنية «أهلا يا بوقذلة». تغير الألحان وأشار دوخي، في لقاء له مع إذاعة قطر عام 1974، إلى هذا التباين أو التغير في طريقة ألحانه التي يغنيها، ويقول إن التطور سمة الإنسان، وإن المناخ الموسيقي في الكويت قد تغير. وتعبر أغاني دوخي في مجملها عن التغيرات الاجتماعية والفنية التي طرأت على الكويت، ويتضمن الحفل عددا من أغنياته الشهيرة مثل «قل للمليحة»، و«يا ويل ويلي»، و«يا ساهر الليل»، و«ياللي غيابك»، و«صوت السهارى»، و«يا حبيبي»، و«يا عونة الله»، و«أهلا يا بو قذلة». وتحيي الحفل نخبة من الأصوات الكويتية المميزة: سلطان المفتاح، ومشعل حسين، وولاء الصراف، وبمصاحبة فرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الموسيقية، لتقدم لجمهور المركز أغنيات لألوان مختلفة من الغناء، تحت مظلة الموسيقى الكويتية، التي عبر عنها عوض بأغانيه بأصالة وتجديد وابتكار.
مشاركة :