«حديقة الخير».. نشر السلام والمحبة

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وسط ديكور يحمل إلينا الطبيعة بزهورها وثمار أشجارها الخضراء، انطلق عرض مسرحية «حديقة الخير»، أول من أمس، في مركز دبي التجاري العالمي، ضمن العروض العالمية لمسرح الطفل والدمى، بتنظيم من المركز التجاري، ومركز ديرة الثقافي. العمل الإماراتي الذي كتبه وأخرجه عبدالله صالح، يحملنا إلى عالم الطفولة المحاطة بقيم الخير، والباحثة عن السعادة والمحبة والسلام بين جنبات حديقة يعيش فيها البشر والحيوانات، الذين يستطيعون الكلام والتفاهم دون وجود أية عوائق أو فوارق. • فكرة العمل جاءت استلهاماً من «عام الخير» ومعبرة عن مفهوم السنة. • مشاركة عائلية تميز عمل «حديقة الخير» بالوجود العائلي في العمل، فقد عملت على وضع لمسات الديكور ابنة المخرج عبدالله صالح، التي تدرس «الغرافيكس» في كلية التقنية، فقدمت الرسومات، كونها تحب مسرح الطفل، وأوجد لها من يساعدها في التنفيذ. في المقابل، قامت ابنته الصغيرة لطيفة برواية القصة، والتي صعدت على المسرح في بداية المسرحية وقدمتها، لتعود وتصعد في الختام. تبدأ المسرحية برواية قصة «حديقة الخير» التي يمتلكها «أبومنال»، وتعيش فيها مجموعة من الحيوانات القادرة على الحديث مع البشر. بينما تقوم منال، ابنة مالك الحديقة، بقطف الزهور يومياً، والاعتناء بالحيوانات الموجودة من كلب وأرنب وقطة وقرد وطيور. تتصاعد الحبكة في العمل مع قرار أبومنال بيع الحديقة إلى الحنتير، الذي يدفع له مبلغاً جيداً، ويوهمه بأنه سيأخذ جزءاً بسيطاً من الحديقة، للاستثمار، ويترك الجزء الأكبر له ولابنته، وهكذا يتخلص أبومنال من ديونه التي تراكمت عليه، والتي لا يمكنه سدادها من راتب التقاعد. تسعى منال إلى منع إتمام الصفقة، وإقناع والدها بالتريث، وإيجاد حلول أخرى، كأن تعمل وتساعده على سداد الديون، ولكن والدها يرفض ذلك، ويقنعها بأنه الحل الوحيد، فتوافقه على المشروع. لكن ما إن يبدأ الحنتير بتنفيذ المشروع، حتى ينكشف الأمر لمنال بأنه كان يحتال عليهم، إذ يقلب الحديقة رأساً على عقب، ويجلب العمال الذين يباشرون العمل في كل مساحاتها الخضراء، فتعمل مع الحيوانات على وضع خطة لتخويف العمال وجعلهم يتركون العمل. ينكشف بعد ذلك احتيال الحنتير، إذ تقبض عليه الشرطة، بتهمة الاحتيال، ليقرر أبومنال، بالتعاون مع الجميع، استثمار الحديقة، وقطف ثمارها وبيعها بهدف سداد الديون، ثم بالفرح والرقص يعيدونها إلى شكلها الأول، ويصلحون حالها وما حل بها من خراب. كل هذه المشاهد تقوم على الحوار، إلى جانب بعض الأغنيات المسجلة، ليكون العمل الأول الذي يخرج عن نطاق العروض الإيمائية والإيحائية خلال عروض المهرجان، كما أن الأغاني كانت لها حصة وافرة بالعمل، فقد وجدت بين أكثر من مشهد لتقدم للأطفال المتعة الممزوجة بالموسيقى. وعلى الرغم من كونها تحمل الكثير من الأحداث، ورسائل مفادها نشر الخير والتعاون، إلا أنها لا تخلو من الكوميديا، التي يقوم بها الممثلون الذين يرتدون أزياء الحيوانات. بينما كانت السنوغرافيا الموجودة من ديكور وإضاءة ومشاهد تعرض على الشاشة الخلفية كلها مساهمة في إضافة أبعاد جمالية لبيئة المسرحية. وقال مؤلف ومخرج العمل، عبدالله صالح، لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت التحضير للعمل منذ فترة، وكنت محتاراً بين فكرتين، وهما إما أن أكتب مسرحية (مدينة الألوان)، التي تتحدث عن فتاة ترتحل من الواقع إلى مدينة كلها ألوان، وبين هذا العمل، ولكن الميزانية الكبيرة للعمل الأول جعلتني اتجه إلى تنفيذ المسرحية التي عرضت». وأضاف «كما أن (عام الخير) شجعني على كتابة هذا العمل، الذي يحمل عنوان (حديقة الخير)، فقد أتى العمل معبراً عن مفهوم السنة». ولفت إلى أنه من منطلق حضوره للمهرجانات، وكذلك من خلال أطفاله، يستلهم الكثير من القصص التي يستثمرها في الكتابة المسرحية. ونوه صالح بأنه لم يتعمد في أحداث المسرحية الإشارة إلى أي مكان في العمل، فقد يجتهد البعض في وضع تأويلات للعمل، لكن لكسر هذه التأويلات تعمد استخدام الملابس التي تعيد الحضور إلى الكرتون القديم، ومنها الكرتون الشهير «سالي»، إذ يستدعي الذكريات الجميلة للكبار أيضاً، منوهاً بأنه ابتعد عن الملابس الإماراتية، وكذلك طلب من الممثلين محاولة التحدث باللغة الدارجة، والتخفيف من اللهجة الإماراتية، لتكون سهلة الفهم للأطفال غير الإماراتيين. واجه صالح بعض الصعوبات في اختيار الممثلين للعمل، وقال عن الصعوبات التي واجهته «أربكتني بعض الأمور الإدارية المتعلقة بالتمثيل، فمن الممثلين من حضر ثم لم نتفق، وهذا ما جعلني استبدل الممثلين أكثر من مرة، حتى الأطفال هناك صعوبة في إيجادهم للتمثيل، إذ إنه ومع الجوائز التي تعطى للأطفال في مهرجانات الأطفال، نجد منهم من يصاب بالغرور، وبالتالي يطلب أهاليهم مبالغ كبيرة، علماً بأنه لابد من إدراكهم أن المسرح تدرج». ومن الأمور الأخرى، التي تسبب التحديات خلال التحضير لعمل كهذا، الالتزام بظروف الأهالي، واصطحاب الأطفال إلى المسرح للتدريب، وكذلك صعوبات التنقل من إمارة إلى أخرى، وهو ما يكون ضرورياً في بعض الأحيان. ولفت إلى أنه يتعمد من خلال العمل مع الفريق على الأخذ بالملاحظات التي يضعونها، مشيراً إلى أنه ككاتب ومخرج، ولديه مخرج مساعد وهو حمد الحمادي الذي لعب دور الحنتير، يستمع دائماً إلى الملاحظات، وهذا ما أدى إلى إضافة مجموعة من المشاهد في أثناء التدريبات. أما مستوى مسرح الطفل فرأى صالح أنه في تطور مستمر في الإمارات، لكن فعاليات مسرح الطفل هي التي تعد قليلة إلى حد ما، وهذا يعود إلى ترتيب الاهتمامات في كل إمارة، منوهاً بأن المسرح لايزال يجذب الصغار، لاسيما مع السبل والطرق الجديدة التي تستخدم لجذبهم، مشيداً بالمهرجان الذي يقام للمرة الأولى في دبي، وموضحاً أنه يحتاج إلى المزيد من الدعم الإعلامي.

مشاركة :