بين الفينة والأخرى تخرج تقارير دولية تدين الانتهاكات القطرية لحقوق الإنسان، منها ما يدينها في سياساتها الداعمة للإرهاب في المنطقة أو من خلال تجاوزاتها بحق العمالة الأجنبية الوافدة فيها. وأكد العديد من التقارير المرفقة بالتوثيق، على نظام العبودية الذي تمارسه الدوحة بحق العمال العاملين في مجال الإنشاءات المتعلقة بكأس العالم 2022، التي قضى مئات العاملون فيها موتاً لعدم وجود أنظمة تحميهم، أو حتى سياسة تؤمن على حياتهم، وتمنحهم حياة تليق بالآدميين. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية في قراءات لأحدث تقارير منظمة العفو الدولية فيما يختص بالعمال الأجانب في قطر، إن العمال الأجانب بمنشآت كأس العالم في قطر يتم انتهاك حقوقهم ويتم تشغيلهم في ظروف حرجة جدا، مشيرة إلى استمرار تلك الانتهاكات منذ البدء في تلك الأعمال الإنشائية، وهم محصورون الآن في دوامة من الديون وسوء الاستغلال، ويتقاضون رواتب أقل مما وعدوا به. وأضافت «الجارديان» أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يعاني ضغوطا متزايدة هذه الفترة من جانب مجلسه الاستشاري للنظر في مسألة الكفالة التي تتخذ نهجا متشددا في قطر.وألقى تقرير المنظمة الضوء على التكاليف التي تتكبدها العمالة الأجنبية والأوضاع السيئة التي تعانيها في قطر، بداية من التأخير المستمر للأجور ورسوم التوظيف المرتفعة التي تتقاضاها جهات وساطة تقوم باستجلابهم من بلدانهم. وأظهر مسح هاتفي أجرته المنظمة على 414 عاملا من نيبال، أن 88% منهم دفعوا مبالغ طائلة لمكاتب توظيف في سبيل الحصول على وظائفهم الحالية، وأنهم اضطروا لاقتراض الأموال تحقيقا لتلك الغاية، فيما قال 53% ممن استطلعت المنظمة آراءهم إنهم يتلقون أجورا أقل مما تم الاتفاق عليه مسبقا.وقال جيمس لينش نائب رئيس المنظمة للبرامج العالمية: «يتم في قطر استغلال العمالة النيبالية بشكل متواصل، ويتم إرغامهم على اقتراض الكثير من الأموال كرسوم للتوظيف في الخارج، وهو ما يؤدي إلى معاناتهم من الديون حتى قبل التحاقهم بعملهم في قطر ولا يترك لهم أي خيار آخر سوى الاستمرار في العمل الذي يكون في الغالب مرهقا جدا وخطرا في بعض الأحيان». وأضاف لينش أن مكاتب التوظيف التي تمتلك صلات وثيقة بالجهات المشغلة في قطر، تستغل ضعف القوانين النيبالية المنظمة للهجرة والتوظيف في الخارج، مشيرا إلى أن العمالة غالبا ما تستغرق سنوات طويلة في العمل داخل قطر لمجرد سداد الديون التي نشأت عن دفعهم للأموال كرسوم للعمل في قطر.
مشاركة :