خلايا {داعش} النائمة تمهد لوجود أميركي مفتوح في العراق

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لمّح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إلى إمكانية بقاء الأميركيين في العراق إلى أمد طويل بسبب ما سماه وجود خلايا تنظيم داعش النائمة. وقال الجعفري في تصريحات أمس إن «التدخل العسكري للتحالف الدولي في العراق والدعم الذي قدمه للحكومة العراقية في حربها ضد (داعش) كان بشروط لا تخل بالسيادة العراقية». وأضاف أن وجود التحالف الدولي «مستمر حتى الانتهاء من معالجة خلايا نائمة لـ(داعش) في العراق».وبينما أربك ظهور من عرفوا بأصحاب «الرايات البيض» في مناطق معينة من العراق متاخمة للمناطق ذات الغالبية الكردية، الوضع الأمني خشية أن يكونوا نسخة جديدة من تنظيم داعش الذي انتهى وجوده العسكري في العراق الأسبوع الماضي، فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على الجهد الاستخباراتي، وهو الاستراتيجية التي بدأتها بالفعل الأجهزة الأمنية والعسكرية. ففي منطقة البتاويين التي تقع في قلب العاصمة بغداد، ألقت القوات الأمنية القبض على نحو 256 مطلوبا بعضهم، طبقا لما أعلنه وزير الداخلية قاسم الأعرجي، متهم بقضايا إرهابية. وفي منطقة الطارمية (شمال غربي بغداد) أعلن قائد «عمليات بغداد» عن القبض على «خلايا نائمة». وقال الفريق جليل الربيعي إن «قوات (عمليات بغداد) تمكنت من إلقاء القبض على الخلايا النائمة في قضاء الطارمية» شمال العاصمة، مبينا أن تلك الخلايا «كانت تنوي زعزعة القضاء». وأوضح الربيعي أن «استخبارات (العمليات) كانت لهم بالمرصاد»، مضيفا أن «عملية القبض عليهم تمت خلال عمليات تفتيش القضاء بالكامل ومداهمة أوكارهم القذرة» وأشار الربيعي إلى أن «تلك الخلايا تريد زعزعة وضع البلد بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية على الإرهاب».من جانبه، أكد مصدر مقرب من رئيس الوزراء أنه «ليس هناك أي وجود لقواعد عسكرية أميركية في العراق، وإن كل ما يقال عكس ذلك كلام غير صحيح بالمرة». وقال الدكتور إحسان الشمري، رئيس «مركز التفكير السياسي»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المستشارين الأميركيين ومن التحالف الدولي ينحصر وجودهم في قواعد عسكرية عراقية وبإمرة عراقية»، مبينا أن «وجودهم بدأ بالانخفاض التدريجي». وأضاف الشمري أن «من يتبقى منهم سيكون طبقا للخطة التي وضعها رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بشأن التدريب والتجهيز ورفع القدرة القتالية للقوات العراقية، حيث إن العبادي سيمضي في إعادة هيكلة القوات العراقية لكي تكون أكثر جاهزية واكتمالا من كل النواحي». وأوضح الشمري أن «الأمر هنا لا يتعلق بالأميركيين فقط؛ بل هناك التحالف الدولي الذي لديه مستشارون يقومون بأدوارهم في إطار التنسيق مع الجانب العراقي؛ حيث من المتوقع بقاء 7 دول من دول التحالف لغرض القيام بمهام التدريب والتجهيز للقوات العراقية، علما بأن هؤلاء لا وجود قتاليا لهم على الأرض».في السياق نفسه، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا وجود لقواعد عسكرية خالصة في العراق، عدا ما هو موجود منها في أربيل، بينما القوات الأميركية في مناطق العراق الأخرى تعمل في معسكرات مشتركة مع الجانب العراقي، بما فيها قوات التحالف الدولي التي تتولى مهام الإسناد والتدريب، ما عدا العمليات الخاصة الأحادية التي تتولاها قوة أميركية خاصة لا يزيد عدد أفرادها على 200 شخص، تتولى وحدها، ودون علم أحد، القيام بعمليات خاصة أحادية». وأكد أن «هذه الوحدة الخاصة مهمتها التعامل مع قيادات (داعش) في كل من العراق وسوريا، حيث نفذت أربع عمليات} في هذا الإطار.

مشاركة :