< جمع معرض جدة الدولي للكتاب الثالث - ضمن برنامجه الثقافي أمس - رؤساء الأندية الأدبية بمثقفين في لقاء عنوانه «ماذا يريد المثقفون من الأندية الأدبية؟»، انقسم فيه الطرفان، طرف يطلق التهم والطرف الآخر يصدها عنه، ما تسبب في حال ملل وشعور باللاجدوى عمت الحضور حتى في مداخلاتهم. وأحيا هذا اللقاء رئيس نادي مكة الثقافي الدكتور حامد الربيعي، ورئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي، ورئيس نادي الطائف الثقافي عطا الله الجعيد، والمسؤول الإداري بنادي تبوك الأدبي عبدالرحمن الحربي، والكاتب محمد المنقري، والكاتب نبيل زارع. وإداره المذيع سعد زهير. وبدأ حامد الربيعي حديثه قائلاً: «الأندية الأدبية جزء من حياتنا الأدبية، على رغم أن المثقف أعطى ظهره لها وبكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها تسعى جاهدة لإرضائه وإرضاء جميع الأطياف، على رغم ما تعانيه من قلة الموارد المالية والإدارية والمجتمعية»، مضيفاً: «نقرأ كلاماً عن تقصير الأندية الأدبية من أشخاص ومن أقلام لا تعرف النادي، ولم تطأ أقدامهم عتبة بابه». وأكد «ضرورة المؤاخاة بين المثقف والنادي الأدبي». وعدّ الدكتور عبدالله السلمي عنوان اللقاء غير مُسلّم به، متسائلاً: «من المثقف الذي تعنونه؟ هل هو المثقف الذي لديه طرح إرادة أو رغبة وتطلع وطموح في النادي الأدبي؟ أم المثقف الذي يعرف الإمكانات المكانية والمادية للنادي؟ أم المقصود المثقف الذي يعطي بإيجابية وسلبية أياً كانت مع فعاليات النادي؟ أم القصد المثقف المنزوي بعيداً ويفكر كيف ينتقد هذه المؤسسة الثقافية؟»، مؤكداً أن أي نادٍ أدبي «لا يمكن أن يتشكل إلا من خلال المثقفين، ولا يمكن لمثقف أن يلبس عباءة الثقافة ما لم يكون فاعلاً ومتفاعلاً مع ناديه»، ذاكراً الحصانة التي تشكلت لدى مجلس إدارة كل نادٍ ضد ما يُكتب «فليس هناك كتابة تستفزهم على مستوى العمل بقدر ما تستنهض الهمم». وعقَّب رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد على عنوان اللقاء قائلاً: «سؤال يحتاج إلى وقت طويل للإجابة عليه»، ملتمساً الهاجس الأكبر لدى غالبية المثقفين، الذي – كما يقول - يتمثل في الشللية والمحسوبية. وقال عطا الله: «حرصنا على الخروج إلى المجتمع، واستقطاب الشباب، وهذه الجهود التي وُجدنا من أجل تحقيقها وخدمتها تستوجب منا النأي بخلافتنا أياً كانت بعيداً عن هذه المؤسسة الثقافية، وسخرنا أنفسنا للاستماع إلى ملاحظات من يساهمون في طرح الأفكار والمقترحات للنادي». من جهته، وصف الكاتب محمد المنقري ملف الأندية الأدبية بـ«الشائك والمحاصر بعلامات استفهام كبيرة. ويبدو أن جهات خفية لها تدخلات في عمل وسيرورة الأندية الأدبية»، مشيراً إلى تذمر رؤساء الأندية الأدبية من المعونة السنوية التي مقدارها مليون ريال، إضافة إلى مكرمة ملكية إبان عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، داعياً وزارة الثقافة والإعلام إلى وجود مراقب مالي «وهذا موضوع مهم جداً، إذ لا أحد يعرف كيف تصرف هذه الموارد المالية، إضافة إلى دعم القطاع الخاص الذي وصل لبعض الأندية، لكن للأسف لم يتم استغلاله استغلالاً أمثل، كإنشاء مطبعة أو مكتبة». من جهته، تطرق عضو نادي تبوك المسؤول الإداري فيه إلى لائحة الأندية الأدبية «كونها سبباً في تسلق عدد ممن يسمون مثقفين على أسوار الأندية من خلال هذه اللائحة التي تحمل خللاً في شرط العضوية، مقترحاً أن تحذو الأندية الأدبية حذو الشركات من النواحي الإدارية، مشيراً إلى أن عمل الأندية إداري بحت، وبالتالي لا بد من وجود كوادر إدارية وليس مثقفين يديرون الأندية. وقال الحربي إن الثناء الذي تتلقاه الأندية الأدبية «يكون عادة من ضيوف النادي»، متسائلاً: «لماذا لا يُبادر المثقف المهمش بطلب استضافة من النادي، سواء بطباعة كتاب أم دعوة ويعلنها على الملأ». ودعا الكاتب نبيل زارع إلى إتاحة الفرصة للجيل الجديد من الطرفين بتقديم إبداعهم الفكري، معتبراً ذلك أحد عناصر الجذب للأندية. وطالب الأندية بمواكبة المرحلة الراهنة، ودخول «السوشيل ميديا»، مبدياً تحفظه اتجاه عدم إقبال مشاهير التواصل للنادي، معتبراً أن ذلك «دليل دامغ على ضعف عنصر الجذب». واقترح «دعم وتسويق إصدارات الأندية الأدبية، وتكريم أصحابها، وربط طلبة المدارس بالنادي، وعمل زيارات مستمرة».
مشاركة :