أجمع عدد من الأكاديميين والمختصين في مجال الاقتصاد والتنمية بأن المملكة تمر بفترة اقتصادية حاسمة فيها يبدوا بأن هناك شكلا جديدا ومغايرا عما كانت عليه في السنوات الماضية من خلال الرؤية التي جاء بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود والتي بدت واضحة من خلال خطوات جريئة مازالت تأخذ طريقها نحو دفع عجلة التنمية والاقتصاد في المملكة ليس فقط من خلال خط واحد وهو الخط الاقتصادي والاهتمام باستثماراته إنما من خلال ملفات فتحت وأخرى أغلقت تقاطعت مع الخط الاقتصادي بل وتصب في مصلحته وتعزيزه فمكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين وتسليط الضوء على القصور الحكومي والنظر في أمور الشباب ودعم المرأة ثم التطلع إلى مشاريع استثمارية نوعية ومختلفة عن الصورة النمطية جميعها تتمشى جنبا بجنب نحو عجلة الاقتصاد متوقعين أن تبدوا الصورة أكثر وضوحا خلال السنوات الخمس القادمة والتي من المتوقع أن تنطلق المملكة العربية السعودية نحو طريق اقتصاد نوعي سيلفت نظر دول العالم إليه. شخصية محورية ويرى د. فهد العنزي -عضو مجلس الشورى في لجنة الاقتصاد والطاقة- بأن الفترة التي مضت على تسلم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد والفترة التي قضاها حمل من خلالها ملفات كثيرة لعل أهمها المشروعات العملاقة التي أعلن عنها والتي تحقق جزءا كبيرا منها على أرض الواقع فمثل هذه المشروعات يجري العمل عليها في مختلف مناطق المملكة سواء في مدينة الرياض أو في المنطقة الشمالية الغربية أو في مناطق كثيرة جدا فعلى مستوى الصعيد الاقتصادي الذي وجدنا بأنه لم يكن منفصلا على اهتمام سموه الكريم بالملفات الأخرى التي تتقاطع معه كملف مكافحة الفساد وهو الملف الذي تم طرحه بجرأة بالغة فلم يستثنى من المحاسبة أي شخص بعيدا عن مركزه الاجتماعي أو الوظيفي فهذه المحاسبة حققت عائدا كبيرا سواء على الناحية الاقتصادية للدولة أو نواحي أخرى، فرفع مستوى الشفافية أمام المواطن في محاربة الفساد فتشكلت ثقة المستثمرين في الاقتصاد فحقق خدمة كبيرة لرجال الأعمال في مشروعاتهم. وأشار العنزي إلى أن المملكة مرت بصعوبات مالية كبيرة نتيجة تدني أسعار النفط ومن خلال الجهد الذي تبذله المملكة على الصعيد العسكري لاسيما المواقف الدولية إلا أن المملكة بقيت شامخة وصامدة بميزانيتها بشكل لافت بخلاف الدول التي قد تتعثر نتيجة جميع تلك الظروف فترهق ميزانياتها بشكل كبير، مبينا بأن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استطاع أن يحشد تحالفا اسلاميا كبيرا جدا ضد الإرهاب واستطاع أن يخلص الإسلام من الفكرة السائدة أو ما زرعته الجماعات المتطرفة من أن الإسلام هو يشجع الإرهاب فاستطاع أن يثبت عكس ذلك وبأن الإسلام دين سلام ودين يجمع الكثير من الدول من أجل هدف سامٍ وهو محاربة الإرهاب. وأوضح من خلال صفته كوزير للدفاع قدرته على حشد تحالف عربي ضد الأطماع الإيرانية وحمل ملف اليمن من خلال دعم الشرعية في اليمن الشقيق وإعادة الشرعية لليمن ومحاربة التدخلات الإيرانية واستطاع تحيد إيران من اليمن وبمشاركة من دول شقيقة داعمة أن يقضي على هذا الحزب الإيراني، والحد من تدخلات إيران التي كانت تطمح لإحداث خلاف سياسي في كل دولة تحتلها أو تسيطر عليها وكذلك استطاع أن يقلم أظافرها في لبنان. العمل بكفاءة وأكد العنزي على أن سمو ولي العهد استطاع كذلك أن ينقل رسالة واضحة للعالم بأن المملكة دولة تستطيع أن تصل إلى ما هو أفضل وما يمثل نموذجا على مستوى العالم وعبر عن ذلك بشخصيته القيادية والتحولية فاستطاع أن يحول أجهزة الدولة جميعا من أجل أن تعمل بكفاءة وأن تقدم صورة مشرفة للنموذج الذي ينبغي أن تكون عليه الشخصية الشابة القيادية والطموحة بعبارته التي قال فيها: " إن الوقت يسرقنا " . أما عن تأثير تحريك عجلة الاقتصاد على المواطن فيرى العنزي بأن المواطن هو الداعم الحقيقي لهذه الرؤية فكل تنمية في المملكة إنما تدور حوله ولا شك أن المواطن تحمل صعوبات كثيرة من أجل الوصول لهذه الأهداف فالخطط التي وضعت تؤثر على الاقتصاد الحالي إلا أن الطموح في أن يكون وضع المواطن أفضل مما كان عليه في السابق فلدينا ملفات كثيرة جدا ستنجح إن شاء الله فيما يتعلق بالإسكان والبطالة والوظائف فالرؤية التي قادها ولي العهد هي خطة علاجية في المقام الأول ثم بعد ذلك ستكون هناك نتائج كبيرة جدا على مستوى وفرة الوظائف وزيادة الدخل للمواطن وعلى مستوى رفاهيته فحتى الملفات الأساسية لم تؤخر ملفات أخرى تتعلق برفاهية المواطن وذلك من خلال إيجاد مشاريع تغير من نمط معيشة الفرد من خلال إيجاد عناصر ترفيه محلية. شراكة المرأة وترى فوزية الكري -الخبيرة في العقار- بأن التنمية الاقتصادية بدأت تتجه الاتجاه السليم برؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلا أننا بحاجة إلى الصبر من أجل رؤية النتائج، فالخطوات التي تتبع في الوقت الحالي إنما سيكون لها مردود متتابع على مر السنوات ولذلك فمن المتوقع أن ينتعش الاقتصاد ويكون هناك نقلة نوعية في المملكة إلا أن ذلك التطور في دفع عجلة الاقتصاد لن ينعكس فقط على المستوى الاقتصادي إنما سيكون له مردود على المستوى الثقافي والاجتماعي خاصة في ظل دعم المرأة التي بدأت تأخذ وضعها الطبيعي من خلال رؤية ولي العهد الذي وضع الكثير من الأمور من أجل أن تشارك المرأة في تنمية الاقتصاد ودعم الاستثمار بشكل جديد وبرؤية متميزة ليس فقط من خلال النفط بل من خلال مجالات أخرى متنوعة ونجد ذلك ملموسا من خلال المجلس الاقتصادي الأخير الذي أقيم في مدينة الرياض والذي رأينا كيف تفاءل رجال الأعمال وسيدات الأعمال بتسهيل استخراج التصاريح والأوراق بطريقة ميسرة عما كانت عليه في السابق وهذا الطريق من المتوقع أن يرفع من تسارع التنمية والاقتصاد في المملكة خاصة في ظل تسارع القرارات الأخيرة من حيث توطين السعودة ودعم المرأة والتعاطي المختلف مع الجهات الحكومية. د. فهد العنزي فضل البوعينين فوزية الكري
مشاركة :