أدان الفلسطينيون استخدام الولايات المتحدة الأمريكية “الفيتو” ضد مشروع قرار تقدمت به مصر في مجلس الأمن لرفض وإبطال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله “إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية ‘الفيتو’ ضد مشروع قرار بشأن القدس في مجلس الأمن يعني إمعانا في انحيازها للاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكا للشرعية الدولية وكافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأضاف الحمدالله، في تصريح له اليوم الثلاثاء “إن القرار الأمريكي لن يعط أية شرعية لإسرائيل في عاصمة دولتنا الأبدية القدس التي لن نتنازل عن عهدنا لها، ولن نساوم على عروبتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية، ولن نسلم مفاتيح المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة مهما كان الثمن”. وتابع: “سنواصل تحركاتنا بكافة الطرق السلمية ونحن نستمد الأمل من شعبنا العظيم حتى إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة”. بدورها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين “إن الإدارة الأمريكية أصرت على إشهار عدائها لشعبنا الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة وتحديها للشرعية الدولية في موقفها المشين من مشروع القرار المصري بتأكيده على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بمدينة القدس والتي رسمت حالتها القانونية باعتبارها مدينة محتلة”. وأشارت الجبهة في تصريح صحفي إلى أن الإدارة الأمريكية بقرارها الليلة الماضية تكون قد لجأت إلى الفيتو لصالح إسرائيل ومنذ ولادتها وحتى الآن 43 مرة من أصل 80 مرة مارست فيها واشنطن حق النقض في مجلس الأمن الدولي. ووجهت الجبهة في بيانها التحية إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي صوتت لصالح مشروع القرار، التي أكدت صدق صداقتها للشعب الفلسطيني وصدق حرصها على صون الشرعية الدولية وصون قراراتها أساساً للحلول العادلة للقضايا الإنسانية، وفي مقدمها قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم”. من جهته، قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” :”إن هذا القرار الأمريكي غير المستغرب بالنسبة له كون تاريخ الولايات المتحدة حافل بالمواقف المماثلة التي تنحاز فيها على الدوام لصالح إسرائيل، ولم تكن ولن تكون وسيطا في أي عملية سياسية تستهدف الوصول إلى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وفقا للقرار 194″. ورحب “فدا” بمواقف الدول الأربعة عشر التي صوتت في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار، ويدعوها لترجمة مواقفها المهمة إلى أفعال ودعم الشعب الفلسطيني لتمكينه من تجسيد دولته على أرض وطنه، وإلى مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها لاستمرارها في سياستها التي تضرب عرض الحائط بكل القرارات والقوانين والاتفاقيات الدولية. من ناحيتها، أكدت حركة حماس أن الإدارة الأمريكية بهذا الموقف تقدم نموذجا لممارسة سياسة “التسلط والعربدة” على المؤسسات الدولية وقراراتها، مشددة على أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، ولن يغير أي قرار أمريكي أو إسرائيلي هذه الحقيقة الراسخة، وأن المساس بوضعية القدس لا يمس الفلسطينيين فقط، بل يمس ملايين العرب والمسلمين حول العالم، بما تمثله له هذه المدينة ومقدساتها من مكانة وقدسية. واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية إحباط الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع القرار بشأن القدس في مجلس الأمن الدولي استخفافا بإجماع العالم على رفض الاحتلال، وتماهيا مع إسرائيل وإرهابها، ودفاعا عن الاستيطان والتطهير العرقي. وأكدت الوزارة أن الفيتو الذي استخدمته واشنطن لا يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني فقط، بل يطال العالم الرافض للاحتلال، ويمس بالقيم الديمقراطية والعدالة، ويثبت أن الولايات المتحدة لم تعد الوسيط المحايد والنزيه لإحلال السلام المتوازن. ورأت الوزارة في الخطاب المراوغ للمندوبة الأمريكية نيكي هايلي ودفاعها المستميت عن إسرائيل مخالفة للإجماع العالمي، وخروجا على ميثاق الأمم المتحدة، ومسا بقرارات مجلس الأمن الرافضة لاستمرار الاحتلال والاستيطان، وتزيفا للحقائق الساطعة كالشمس، وتطابقاً مع الراوية الإسرائيلية المزعومة. بدورها، اعتبرت جبهة التحرير الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة لحق نقض الفيتو يشكل ضربة للدول العربية ومكانتهم ولكل القوى المحبة والمناصرة للسلام والأمن والاستقرار في العالم. ووصفت الجبهة في بيان صحفي استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” بخلاف بقية أعضاء مجلس الأمن، بأنها شريك في العدوان والاحتلال، وهذا يؤكد انهيار شامل لمصداقية الإدارة الأمريكية لحديثها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي والشرعية، مؤكدا أن القدس ستبقى عاصمة دولة فلسطين. وأكدت أن الموقف والسلوك الأمريكي هو سلوك “صهيوني”، داعيا إلى تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والتأكيد على إعادة الاعتبار للعلاقة مع كافة القوى الشعبية العربية وقوى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه وتعزيز الحراك الدولي مع كافة المجموعات الإقليمية والدولية، ودعوتها للتصدي للسياسة الأمريكية التى باتت تعرض منطقة الشرق الأوسط والسلم العالمي للخطر. وأشادت بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع القيادة الفلسطينية، داعيا للتحرك من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة بديلاً عن الاحتكار الأمريكي المعادي لحقوق الشعب، والدعوة لعقد مؤتمر دولي فاعل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوجه الفورى لمحكمة الجنايات الدولية للشروع فورا في إحالة قادة الاحتلال المسؤولين عن اقتراف جريمة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس بشكل خاص، إلى المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت قوى حركة التحرر الوطني العربية بتحمل مسؤولياتها في احتضان قضية الشعب الفلسطيني والدفاع عنها باعتبارها قضية العرب الأولى، وإلى التصدي لخطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تسارع إليها بعض الأنظمة العربية، مؤكدة على مواصلة الكفاح والنضال حتى استرادد الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية في العودة والحرية واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس. وكانت الرئاسة الفلسطينية أدانت الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار بشأن القدس، واعتبرته استهتارا بالمجتمع الدولي وانحيازا للاحتلال والعدوان الاسرائيلي. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة” إن الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي اليوم، ضد مشروع قرار بشأن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو ضد الاجماع الدولي، ومخالف لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ويمثل انحيازا كاملا للاحتلال والعدوان. وأكد أبو ردينة، أن هذا الفيتو سيؤدي الى مزيد من عزلة الولايات المتحدة، كما سيشكل استفزازا للمجتمع الدولي. وقال: “سنواصل تحركاتنا في الأمم المتحدة وفي كافة المؤسسات الدولية للدفاع عن حقوق شعبنا”. واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار عربي يطالب بسحب القرار الأمريكي بشأن القدس، ويطالب بعدم الاعتراف به، في حين وافقت 14 دولة أعضاء مجلس الأمن على مشروع القرار.
مشاركة :