إنه يومك ياوطني، يا وطن العز والشموخ، تخفق القلوب بحبك ولا غرابة في ذلك لأن بلادنا يحبها الجميع، لأن وطني بلاد العروبة والإسلام فهل يستغرب أن يحبها ويعشقها أهلها وأبناؤها! أليس حب الوطن من الإيمان؟ أليس حب الأوطان من طبيعة الإنسان؟ فكم نظم الشعراء قصائد عشق في ريح نجد.. وكم انشدوا بالحجاز وساكنيه.. وكم في شمال بلادي وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها وكم في جبالها ووديانها وسهولها، وكم في ربوعها وهضابها من مآثر وفضائل وذكريات عبقة وتاريخ عريق.. عفوا فقد كانت هذه كلمات تعبر عن حبنا جميعا لوطننا، وأنا لا أشك أن كل مواطن يحب هذا الوطن.. ولكن صدق المحبة يحتاج إلى برهان ودليل. فمن يعمل بجد واجتهاد.. ومن يتعلم ويدرس ليساهم في تقدم الوطن.. ومن ينشط في مجالات الخير ويبدع في خدمة المجتمع.. ومن يسخر فكره وعلمه في سبيل خير هذا البلد.. ومن يمارس كل خير ويبذل كل بر ويحافظ على الإنجازات ويفرح بالإيجابيات ويحزن للسلبيات ويسعى لتغييرها بالأفكار والدراسات؛ فهؤلاء كلهم قد أقاموا الدليل على حبهم للوطن، أما (الحب بالكلام) فيدعيه كل أحد. وطن شامخ.. وخير كثير.. وأمن وفير.. ونوم قرير.. كل هذا ألا يستوجب من كل مواطن له ضمير ومن كل مقيم مستنير أن يحمد الله العزيز القدير؟ (فبذلك فليفرحوا) (نعمة تستوجب الشكر والعمل) الفرح باليوم الوطني (العمل لا القول): إن الشعور بالفرح والبهجة.. وتعدد مظاهر الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة؛ كل ذلك أعتبره من وجهة نظري من قبيل: (التحدث بنعم الله) و(الفرح بفضل الله). لقد قال ربنا عز وجل في القرآن الكريم: (وأما بنعمة ربك فحدث) وقال تعالى أيضا: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا). فالتوحد بعد التشرذم، والوحدة بعد التفرق، والتجمع بعد التشتت، والعلم بعد الجهل، والأمن بعد الخوف، والسلم بعد الحرب، والتعاون بعد التنابذ والاقتتال؛ كل هذا الفضل العميم والخير الجسيم الذي ننعم به في مملكتنا الغالية تحت قيادتنا الرشيدة الحكيمة، كل هذا يستوجب منا ذكر هذه النعم والتحدث بها، وإظهار الشكر عليها، قولا وفعلا. وإنني أقيس مقدار حب كل منا للوطن؛ بحسب ما يقدمه لهذا الوطن من خير وبذل، وعطاء وعمل. منصور الفقيري (جدة)
مشاركة :