قال البيان الختامي الصادر عن «ملتقى الأعمال الأول» المنعقد على هامش المؤتمر الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية، الذي استضافته العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس الأسبوع الماضي، إن مجتمع الأعمال العالمي يؤكد دعمه الكامل والمتواصل لتوجهات منظمة التجارة العالمية. وبحسب البيان الذي أعدّته غرفة التجارة الدولية في ختام المؤتمر الوزاري الحادي عشر، فإن مجتمع الأعمال العالمي قدّم مجموعة من أولويات الأعمال، وطرح عدداً من التوصيات لأعضاء منظمة التجارة العالمية حول التوجه المستقبلي لأجندة التجارة العالمية، وهي المبادرة المشتركة التي قدّمتها غرفة التجارة الدولية وغرفة قطر.ركزت التوصيات التي وُضعت بعد مناقشات بين منظمات الأعمال وممثلي القطاع الخاص من جميع أنحاء العالم على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: تعزيز دور منظمة التجارة العالمية في ظل التحديات العالمية، وإنشاء برنامج عمل جديد للمنظمة يشمل الأمور ذات الأولوية بالنسبة للأعمال التجارية، وتوفير الدعم المناسب لأعضاء المنظمة في مناقشاتهم خلال المؤتمر الوزاري الحادي عشر وما بعده. وبحسب البيان، فإن ملتقى الأعمال -الذي يُعدّ الأول من نوعه في إطار المؤتمر الوزاري، والذي ترعاه غرفة التجارة الدولية- قد ركز على أهمية دعم منظومة تسوية النزاعات، والاعتراف بقيمة إجراءات الشفافية في منظمة التجارة العالمية، كما أكد على أهمية حماية الالتزامات التجارية متعددة الأطراف، وتجنب الحمائية. كما شدد على أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمة في تحقيق النمو الاقتصادي، وحث الحكومات على أهمية الالتزام بأجندة حديثة وعملية لمنظمة التجارة العالمية، تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. دور حيوي وشدد المشاركون في أعمال الملتقى على الدور الحيوي الذي لعبته منظومة التجارة متعددة الأطراف في تحرير ملايين الأشخاص حول العالم من الفقر، مؤكدين دعمهم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة التي تم إطلاقها عام 2015، التي تتطلب تحقيق مقاربة مرنة من أعضاء منظمة التجارة العالمية؛ لتحويل أجندة منظمة التجارة العالمية للتنمية في الدوحة إلى «أجندة تنمية مستدامة». وقدّمت غرفة قطر -بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية- تقريراً تم توجيهه إلى الاجتماع الوزاري الحادي عشر، جزءاً من مبادرة أجندة التجارة العالمية، لمناقشة موضوعات الحمائية والأولويات العالمية للتجارة، والتي يمكن توجيهها إلى كل من صانعي السياسات والشركات على حد سواء. وفي تعليقه على الملتقى، أشاد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني -رئيس مجلس إدارة غرفة قطر، ورئيس الغرفة الدولية قطر- بمبادرة أجندة التجارة العالمية ودورها المهم خلال الخمسة أعوام الماضية في تحديد أولويات أعمال من خلال التعاون بين القطاع الخاص العالمي والحكومات، من أجل تحديد أجندة أعمال عالمية شاملة ومتعددة الجوانب، تساهم بدورها في تحقيق تنمية اقتصادية، وفي توفير الوظائف؛ مما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. تطبيق ونوه سعادته بأن المنتدى دعا إلى التطبيق السريع والمستمر لاتفاقية تسهيل التجارة «TFA» التابعة لمنظمة التجارة العالمية، مؤكداً على أن هذا التطبيق يساهم في خلق شراكات ابتكارية بين القطاعين الخاص والعام، على غرار «التحالف العالمي لتسهيل التجارة»، الذي أُطلق خلال المؤتمر الوزاري العاشر لمنظمة التجارة العالمية عام 2015. وأشار إلى أهمية تجنب الحمائية في مجال الاستثمار عبر الحدود، والذي يؤدي إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، ويساهم في توفير الوظائف، منوهاً بأن المشاركين في ملتقى الأعمال أكدوا على دعمهم القوي لنظام التجارة متعدد الأطراف، والذي يأتي برعاية منظمة التجارة العالمية، داعياً الحكومات كافة إلى دعم المنظمة. ولفت سعادته إلى أن الملتقى ألقى الضوء على التجارة الإلكترونية، مشدداً على الدور الرئيسي الذي تلعبه في تمكين المشاريع الصغيرة جداً، والصغيرة والمتوسطة، من الوصول إلى الأسواق العالمية. من جانبه، قال سعادة السيد جون دانيلوفيتش -أمين عام غرفة التجارة الدولية- أن مجتمع الأعمال أكد دعمه الواضح لمنظمة التجارة العالمية، داعياً الحكومات كافة إلى تبنّي خطوات أكثر واقعية من أجل تعزيز نظام التجارة العالمي، وأشار إلى أن هذا الأمر يتطلب خلق نظام مرن يضمن استجابة المنظمة بفاعلية للتحديات العالمية كافة. مسارات جديدة وأكد على إيمان «الغرفة الدولية» العميق بالدور الحيوي الذي تلعبه منظمة الأعمال العالمية في تمكين المشاريع الصغيرة من تحقيق النمو والنجاح في الاقتصاد العالمي، داعياً أعضاء المنظمة إلى تبنّي مسارات جديدة في ما يخص التجارة الإلكترونية والمشاريع الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، أثناء الاجتماع الوزاري، مضيفاً أن «هذا الأمر يُعتبر استجابة مهمة لتحديات جعل التجارة أكثر شمولية». بدوره، قدّم سعادة السيد روبرتو ازيفيدو -مدير عام المنظمة- الشكر إلى غرفة التجارة الدولية، وإلى مجتمع الأعمال العالمي، على هذه التوصيات، مشيداً بالمشاركة الإيجابية بين القطاع الخاص ومنظمة التجارة العالمية، ومعرباً عن ترحيبه بالدعم الكبير والأفكار البنّاءة حول كيفية تعزيز وتطوير نظام الأعمال، وكيفية تحقيق تقدّم في أعمال المنظمة في المستقبل. وأضاف: «لقد لعبت الأعمال التجارية من جميع أنحاء العالم، سواء من البلدان المتقدمة أو النامية على حد سواء، دوراً بارزاً في خلق هذه المناقشات التي يُجريها أعضاء المنظمة اليوم. ولا يساورني أدنى شك في أن هذا التواصل البنّاء سيستمر في النمو والتطور، وأن الأعضاء سينظرون في هذه التوصيات بكل اهتمام وشغف».;
مشاركة :