حكمت في النمسا محكمة مدينة (كلاجنفت) على أحد موظفيها بالسجن خمسة عشر شهـرا بتهمة (الكسل) والتقاعس عن العمل، ليس هذا فحسب، بل طالبت الرجل ــ الذي وصفته بأكسل موظف في النمسا ــ بإعادة 80% من مجمل الرواتب التي استلمها خلال السنوات الماضية بسبب تدني إنتاجيته. انتهى الخبر. أولا، أحمد ربي أنني لم أكن (نمساويا)، بل إنني تعقدت من هذا الاسم في مقتبل حياتي الدراسية من كثرة ما كان يردده على مسامعي أحد الأساتذة ولا يناديني أمام زملائي إلا (بالنمس). وما إن شببت على الطوق حتى كرهت النمسا ومن فيها، ولكنني بعد أن تجاوزت ذلك الطوق ووعيت على الدنيا أكثر، وذهبت إلى النمسا وشاهدتها بأم عيني وعقلي ووجداني، حتى انقلبت عداوتي لها إلى محبة وإعجاب، وكانت لي فيها ليالٍ أين منها ليالي أنس (اسمهان) ــ رحمها الله ــ بدون رنين الكاس ورنة الألحان. ما علينا، لا أريد أن أدخل في الغويط، وليس هذا هو موضوعي، ولكن مثلما يقولون: (الحكي يجر بعضه)، وهذه هي من نقاط ضعفي، فإذا أمسكت بطرف الخيط، أخذت (ادبك)، وأخبط خبط عشواء، وأنسى ما بدأت به، وأدخل في مجالات وأحيانا في متاهات لا أعرف كيف أخرج منها، ولا شك أن بعضكم قد لاحظ ذلك. أشكر ربي أنني لم أكن موظفا في أي يوم من أيام حياتي؛ لأنني بطبعي لا أريد أن أكون لا حاكما ولا محكوما، ولا آمرا ولا مأمورا؛ اللهم إلا من (ذوات الحجول). رجعت مرة أخرى وخرجت رغما عن أنفي عن الموضوع. وها أنذا أعيد أنفي إلى قواعده سالما، وأتساءل: كم هم عدد (الكسالى) في دوائرنا الحكومية؟!، وكم هي عدد الأشهـر التي من المفروض أن يحكم عليهم بها؟!، وكم هي حصيلة المبالغ التي يجب أن تقتطع من رواتبهم؟!. أنا لا أريد أن أتحدث فقط عن صغار الموظفين، ولكن قبلهم (أدغدغ) بعض المديرين من أصحاب الكروش الكبيرة ــ و(الدهن بالعتاقي) ــ مثلما يقول إخواننا أهل مصر. وأقسم لكم بالله ــ وما لكم علي حلف ــ لو أن تلك الطريقة التي اتبعتها مدينة (كلاجنفت) في النمسا، تطبقت عندنا، لحصلنا على (المليارات)، وأي مليارات. وأطال الله بعمر ملكنا الهمام (أبو متعب) عندما بدأ أول ما بدأ بالمشايخ عندما وصف بعضهم (بالكسل). ومعذرة لو أنني استخدمت هذه الجملة: لو أن (الكسل) كان رجلا لقتلته. وأنا الذي من الصعب أن أقتل حتى بعوضة، ولكن من السهولة بمكان أن أطرد عشر نساء غبيات دفعة واحدة .. وبدون عبايات. نقلا عن عكاظ
مشاركة :