ننام على حفل نصحو على حرب !

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كانت إجازة اليوم الوطني حافلة بالصور ومقاطع الفيديو والنقاشات المتوترة، ظهرت على القوم فارسة ملثمة في الثمامة ترفع بيرق الوطن وتصول وتجول في الميدان، مستغلة عدم وجود قانون يمنع المرأة من ركوب الخيل حتى الآن، وأثارت صور زهرة حائل التلميذة جنى الشمري وهي تلقي كلمة خلال زيارة سمو وزير التربية التعليم للمنطقة حفيظة المتشددين ومن سايرهم من الجهلة الذين لا يترددون في الإساءة إلى عباد الله كلما لاحت فرصة ما. كذلك ظهر مقطع تلفزيوني للأمير الوليد بن طلال وهو يوزع شققا سكنية على عدد من العائلات في إطار جهود المؤسسة التي تحمل اسمه لنرى من وراء الصورة حجم تقصير وزارتي الشؤون الاجتماعية والإسكان اللتين لو كانتا تقومان بعملهما على الوجه الصحيح لما احتاج المواطن إلى مبادرات المحسنين ومساعدة المؤسسات الخيرية كي يحصل على أبسط حقوقه وأقلها كلفة، ولعل مثل مقطع الفيديو هذا يكون مسليا لوزير الاقتصاد الذي قال في تصريحات اليوم الوطني: (المواطن يعيش مستوى عاليا من الرفاهية)!. وهذا كله يشكل جزءا بسيطا من صور اليوم الوطني التي تشمل بالطبع صور ومقاطع (أبو سروال وفنيلة الأخضر) وهو يجوب الشوارع المزدحمة محتفلا باليوم الوطني، وصور الزحامات المريعة في المطارات المنافذ البرية لاستغلال الإجازة والاحتفال بيوم الوطن خارج الوطن، والأغاني الوطنية الجديدة التي لم يسمعها أحد، والأغاني الوطنية القديمة التي لا يمل أحد من سماعها.. وألعاب نارية، وأطول سارية علم في العالم، ونشر ما يقارب 3000 عضو في هيئة المعروف والنهي عن المنكر لضبط من لا ينضبط.. وبرامج تلفزيونية تتبارى فيها مذيعات القنوات الفضائية في اختيار أجمل الفساتين الخضراء. والآن انتهت السكرة وجاءت الفكرة، انتهت الإجازة والاحتفالية، وها نحن نستيقظ من النوم لنجد أن قواتنا الجوية تخوض حربا ضد تنظيم داعش، صحيح أنها حتى هذه اللحظة حرب (من بعيد لبعيد)، ولكنها في نهاية الأمر حرب وليست نشاطا سياحيا ولا يستطيع أحد أن يتكهن بموعد نهايتها، خصوصا أن مثل هذه الحروب ضد التنظيمات والميليشيات المسلحة عادة ما تمتد لسنوات، ولا يمكن لأحد أن يتكهن بمواعيد نهايتها أو كلفتها الاقتصادية، ومع دعواتنا لقواتنا المسلحة بالنصر على هذا التنظيم الإرهابي الظلامي، إلا أن جهودنا الدبلوماسية يجب ألا تقل فعالية عن جهودنا العسكرية، فالتعجيل برحيل بشار الأسد من السلطة ومغادرة حزب الله وغيره من المليشيات الأجنبية الموالية لإيران الأراضي السورية سوف يقصر بالتأكيد أمد الحرب على الإرهاب، وسوف يمنحها مصداقية أكبر، أما الجهد الأهم الذي نحتاجه للوقاية من تأثيرات هذه الحرب على الداخل، فهو أن نحسم الأمر ونقرن العمل العسكري والأمني بالعمل الفكري والإنساني، فنخطو كل الخطوات المؤجلة التي من شأنها تعزيز مكانة مؤسسات الدولة المدنية التي لا توفر المجال لانتشار مثل هذه الأفكار الإرهابية التي لم نتوقف يوما ما عن التأكيد بأننا نرفضها قبل أن يرفضها الآخرون، ولكننا رغم ذلك نتردد كل مرة في الوقوف بوجهها بصورة حاسمة، فتعود إلينا مكشرة عن أنيابها المفخخة بعد عدة سنوات!. نقلا عن عكاظ

مشاركة :