«من لوفر إلى آخر».. حكاية متحف للجميع

  • 12/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما يقرب من 150 قطعة نادرة من أولى مجموعات قصر فرساي واللوفر، يستضيفها متحف اللوفر أبوظبي، لتروي واحدة من أكثر القصص ثراءً في العالم، وهي قصة نشأة متحف اللوفر في باريس، من خلال معرض «من لوفر إلى آخر: إنشاء متحف للجميع»، الذي يستعرض تاريخ متحف اللوفر في باريس خلال القرن الـ18. رسالة تسامح قال مدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سيف سعيد غباش، إن «(من لوفر إلى آخر) يأتي ضمن سلسلة معارض في (اللوفر أبوظبي) بشكل دوري، بما يعزّز مفهوم العالمية التي تعيد الإنسانية إلى أصلها الواحد»، مشيراً إلى أن «(اللوفر أبوظبي) رسالة تسامح وعلم وحوار، وهو أيضاً ثورة فنية وثقافية، ودعوة إلى التواصل العلمي وتقبّل الآخر، من خلال عرض القصص المدهشة التي ترويها حضارات العالم». بينما قال مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، إن «هدف (اللوفر أبوظبي)، هو أن يسمح لزواره بإطلاق العنان لمخيلتهم، وبالانفتاح أكثر على علاقات جديدة مع العالم المحيط بهم. وفي هذا الإطار، يأتي أول معرض ينظمه المتحف ليروي قصة إنشاء أهم متحف في العالم، فافتتاح متحف اللوفر شكّل نقطة تحوّل في تاريخ البشرية». «الوقت» محور «كو-لاب» حول موضوع «الوقت»، يستضيف «اللوفر أبوظبي» أيضاً، معرض «كو-لاب: الفن المعاصر والإبداع الحرفي»، الذي يضم أعمالاً فنيةً معاصرةً من تصميم أربعة فنانين في دولة الإمارات، تمثل ثمرة لمشروع فني جاء بالتعاون مع مصانع فرنسية عريقة. ويعدّ المعرض، الذي يستقبل الزوار من الغد إلى 25 مارس المقبل، جزءاً من مبادرة «البرنامج الثقافي الإماراتي - الفرنسي: حوار مع اللوفر أبوظبي». والفنانون هم: تالين هذبار، خالد شعفار، زينب الهاشمي، وفيكرام ديفشا. يضم المعرض، الذي يفتح أبوابه لاستقبال الجمهور بداية من الغد، حتى السابع من أبريل المقبل، ثلاثة أقسام رئيسة تروي من خلال العديد من القطع النادرة مراحل نشأة متحف اللوفر، بداية من القسم الذي يضم المقتنيات الملكية في قصر فرساي خلال عهد الملك لويس الـ14 الملكية المعروضة في الحدائق والأجنحة الملكية الفخمة في قصر فرساي، مروراً بحقبة تحويل هذا القصر إلى أكاديمية وصالونات مخصصة للفنانين، وصولاً إلى إنشاء متحف اللوفر الحديث وافتتاحه أمام الجمهور، عقب الاضطرابات السياسية التي لحقت الثورة الفرنسية. أعمال نادرة يستقبل المعرض زواره بلوحة الفنان جون غارنييه «لويس الـ14 حامي الفنون والعلوم» التي تعود إلى عام 1672، وهي من مقتنيات المتحف الوطني لقصور فرساي وتريانون، يليها تمثال «ديانا فرساي»، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي، الذي اكتشف في أرض القصر، إلى جانب عدد كبير من التحف التي تنتمي إلى مجموعة قصر فرساي في أواخر القرن الـ17، وخلال القرن الـ18، مثل إناء من البورسلين الياباني، وغطاء مزخرف بأسلوب كاكيمون (1770)، وتمثال «مونتيسكيو» للفنان كلوديون التابع لسلسلة تماثيل «رجال فرنسا الأبطال». كما يستعرض هذا القسم طريقة عرض المجموعات الملكية العريقة في الحدائق وغرف القصر والجناح الخاص بالملك، خصوصاً أنه مع حلول القرن الـ18، باتت المجموعة الملكية الفرنسية تضم أكبر مجموعة فنية في أوروبا، كما أصبح قصر اللوفر المخصص للفنون مقراً وموقعاً مثالياً لإنشاء متحف يتيح أمام الجميع الفرصة لدراسة المجموعات الملكية ورؤيتها، وقد فتح متحف اللوفر أبوابه للجمهور خلال الثورة الفرنسية، وتحديداً في عام 1793. إلى قصر اللوفر ينتقل المعرض ليعكس، من خلال مجوعة من المقتنيات ما شهده القصر من رواج فني استثنائي خلال القرن الـ18، إذ كان مقراً لاستوديوهات الفنانين والأكاديمية الملكية للرسم والنحت ومعرض «الصالون»، الذي كان ينظم في صالون كاريه سنوياً. وتنتمي المعروضات في هذا الجزء من المعرض إلى ما أنتجته ورش العمل التي أقيمت في قصر اللوفر، التي تحتضن أعمالاً فنيةً تنم عن براعة فنية عالية مثل «ساعة نشأة العالم» لعالم الفلك والآلات كلود سيميون، والفنان فرانسوا توماس جيرمين. ولوحة «ذا يونغ درافتس مان»، أو «الرسام الصغير» (1772) للفنان نيكولا برنارد ليبيسييه، التي تعدّ مثالاً على إبداع أعضاء الأكاديمية الملكية للرسم والنحت. هناك أيضاً تمثال «جون بابتيست بيغال» ميركوري يربط نعليه المجنحين «الذي يعود إلى عام 1744. نشأة يتتبع المعرض مراحل نشأة متحف اللوفر وتحوله إلى متحف عالمي خلال القرن الـ19، كما يرصد الحقب التاريخية والحضارية التي لم تحظ بقدر كافٍ من الأهمية في القارة الأوروبية آنذاك، بما في ذلك اليونان القديمة والعصور الوسطى والحضارات غير الأوروبية، عبر تصميم يستوحي من الحدائق والأضواء الخارجية في قصر فرساي، مستلهماً لمسات الفخامة في مباني القصر، بما يعيد أجواء الحيوية في استوديوهات الفنانين داخل اللوفر، وعروض الأزياء المكتظة بالزوّار، التي تُعرض فيها اللوحات الفنية. ويركز الجزء الأخير من المعرض على مفهوم المتحف العالمي، ساعياً إلى استكشاف أوجه التشابه بين جذور اللوفر أبوظبي واللوفر الباريسي، كما يستحضر الأسلوب الانتقائي في عرض مجموعات متحف اللوفر أبوظبي في القرن الـ19. من جهته، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، في تصريح له بمناسبة افتتاح معرض «من لوفر إلى آخر»: «يمثل افتتاح متحف اللوفر أبوظبي إنجازاً عظيماً ومهماً ومصدر فخر لأبوظبي ودولة الإمارات. وتنبع أهمية المعارض الخاصة للمتحف من كونها تروي قصصاً من مختلف أنحاء العالم تعكس المفاهيم المتنوّعة للمعارض الدائمة. والجميل في الأمر أن أول معرض من سلسلة معارضه الخاصة يسرد تاريخ متحف اللوفر في باريس منذ نشأته، ويسهم في توثيق الرحلة الاستثنائية لهذا الصرح الثقافي العريق بقيمه العالمية التي يشاركها مع متحف اللوفر أبوظبي». وأشار المبارك إلى أن «كو-لاب» يصطحب زواره في رحلة لاستكشاف تجربة فنية رائعة تجمع بين العراقة والابتكار والماضي والحاضر، باعتبارها مصدر إلهام للجيل الجديد من الفنانين.

مشاركة :