ترجمة عربية لرواية روسية عن الأنظمة المستبدة

  • 12/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تصدر قريبا ترجمة رواية «نحن» للأديب الروسي يفجيني زمياتين التي كتبها عام 1920 من القرن الماضي، أي بعد 3 أعوام من قيام الثورة البلشفية، وأصدرها في موسكو في 1926. وقد ترجم الرواية الدكتور نبيل رشوان الذي قال لنا إنها «واحدة من روايات الخيال العلمي، وتدور أحداثها في القرن السادس والعشرين، من خلال مجتمع صفوة يرى نفسه متميزا عن غيره، ويقوم بصنع مركبة فضاء، يستعد لإطلاقها للكواكب الأخرى برسالة تطلب منها قبول نموذج الدولة الموحدة المتسلطة، التي يقودها (ولي النعم)، وإلا الحرب».وذكر رشوان أنه «اكتشف تشابها كبيرا بينها وبين رواية (1984) للروائي البريطاني جورج أورويل، وكتب عن ذلك محاولا المقارنة بينها وبين روايته التي نشرها في عام 1949 قبل وفاته بعام، مما يشير إلى تأثر أورويل برواية زمياتين، والاستفادة منها، إلى حد الاقتباس أحيانا.وأشار المترجم إلى أن الأحداث تدور حول مجتمع محكوم بنظام شمولي متسلط، صمم مساكن مواطنيه من الزجاج، حتى يكشف حياتهم، ويضعهم تحت مراقبته، ويجبرهم على ممارسة أدق تفاصيل حياتهم، تحت سمعه وبصره، بما في ذلك علاقاتهم الحميمية التي يفرض عليهم قبلها الحصول على تصاريح حتى يكون لديهم مبرر لإرخاء ستائرهم، وهو ما يعني أن أفراد المجتمع مدارون طوال ساعات يومهم بآلة السلطة وقانونها الغاشم. وتتميز «نحن» بعالم كافكاوي، مما يجعل لغتها تتسم بكثير من الإلغاز، يرسم بها الكاتب لوحات سوريالية لا يفهمها القارئ بسهولة، وهو ما جعل النقاد الروس يصفونها بالغموض والتشابك، وقد زاد من حالة التعقيد بها كون شخصياتها بلا أسماء، حيث عمد يفجيني إلى جعلهم مجرد أرقام وحروف لا معني لها ولا دلالة، حسب تعبير المترجم.ويشير المؤلف إلى أن أحكام الإعدام كانت لا تنفذ بأي مواطن في تلك الدولة، لكن المحكومين بها يوضعون داخل ناقوس زجاجي، وسط حضور جماهيري كبير فيما يسمى «عيد العدالة»، ويطلق عليهم غاز حتى مرحلة ما قبل الموت، حتى لا يرتكبون جريمة الإضرار بمصلحة الدولة مرة أخرى.

مشاركة :