صنعاء - شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية الأربعاء سلسلة غارات في محيط مدينة صنعاء وفي مناطق أخرى تحت سيطرة المتمردين الحوثيين، غداة اعتراض صاروخ باليستي فوق الرياض أطلقه الحوثيون. وقال شهود إن الغارات استهدفت معسكرا للمتمردين جنوب صنعاء ومعسكرا ثانيا غرب العاصمة ومواقع أخرى شمال المدينة. وذكر مصدر أمني مقرب من المتمردين أن طائرات التحالف هي التي شنت هذه الغارات. وشنت طائرات التحالف أيضا غارات على صعدة معقل الحوثيين التقليدي وباستثناء الغارة على صعدة، لم تؤكد مصادر أمنية وطبية وقوع قتلى أو جرحى في الغارات الأخرى، إلا أن وكالة سبأ التابعة للانقلابيين قالت إن 38 شخصا قتلوا في أنحاء مختلفة من اليمن جراء الضربات الجوية. ووقعت الغارات غداة قيام الحوثيين باستهداف العاصمة السعودية بصاروخ باليستي جرى اعتراضه فوق الرياض قبل أن يصيب هدفه. وقال المتمردون إن "هدف الصاروخ الباليستي اجتماع موسع لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة"، حيث عقدت الحكومة اجتماعا برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلنت فيه عن موازنة العام المقبل. ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر/أيلول 2014. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015 دعما للشرعية في مواجهة انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة بقوة السلاح. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، تبنى المتمردون الحوثيون اطلاق صاروخ باليستي يبلغ مداه نحو 750 كيلومترا واستهدف مطار الرياض. وجرى اعتراض الصاروخ فوق المطار وكانت هذه المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أطلق من اليمن إلى هذه المسافة داخل السعودية. وتتهم الرياض وواشنطن إيران بالوقوف خلف الهجمات الصاروخية ضد السعودية. وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام أن الصاروخ الباليستي الأول "من صنع ايراني"، وهو اتهام نفته طهران. ونفى ناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بحزم" الأربعاء الاتهامات الأميركية والسعودية لطهران بتسليح المتمردين الحوثيين في اليمن. وبعيد اعتراض الصاروخ الأول، فرض التحالف العسكري حصارا شاملا على اليمن لنحو ثلاثة أسابيع أغلق خلاله المنافذ الرئيسية التي يستخدمها الحوثيون في تهريب الأسلحة والامدادات من إيران وتدخل عبرها أيضا المساعدات الانسانية وأهمها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين. إلا أن التحالف أصدر بيانا الأربعاء أكد فيه أنه لن يغلق الميناء غداة اعتراض الصاروخ الثاني. وقال عبر وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن "قيادة التحالف تعلن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية والسماح بدخول السفن التجارية بما فيها سفن الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوما". وشهد النزاع اليمني تصعيدا اضافيا في الرابع من ديسمبر/كانون الأول عندما قُتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين بعد أيام من انهيار التحالف معهم ما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما أطلقت القوات الحكومية اثر ذلك حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر غربا. وشن مسلحون مجهولون هجوما مباغتا على منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على أيدي المتمردين وقتلوا بعض حراس المبنى من الحوثيين. ومساء الثلاثاء، أفاد سكان في الحي المجاور لمنزل الرئيس السابق وسط العاصمة إن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة عناصر من المتمردين في محيط المنزل وقتلوا معظم المسلحين المكلفين بحراسة المبنى ثم لاذوا بالفرار. ولم يعرف عدد القتلى في الهجوم أو الجهة التي تقف خلفه. واعتبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا بعد قتل المتمردين حليفهم السابق، مؤكدا أن حكومته لن تدخل في حوار معهم إلا بعد أن يتخلوا عن السلطة. وقال هادي في لقاء مع عدد من السفراء في محل اقامته الموقت في الرياض مساء الثلاثاء "اثبتت الميليشيات أنها لا تجنح للسلم وأن أي عمليات سلام معها قبل انتزاع السلاح يعتبر اهدارا للوقت وخدمة مجانية للميليشيات". وتابع "لن تتوقف العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني ولا يمكن اجراء أي حوار أو مشاورات إلا على قاعدة المرجعيات الثلاث التي تنص بصورة واضحة على انهاء الانقلاب وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة".
مشاركة :