تهديد «داعش» للعالم مستمر على رغم هزيمته عسكرياً

  • 12/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهد العام 2017 هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي خسر تقريباً كامل أراضي «دولة الخلافة» التي أعلنها من طرف واحد في العراق وسورية، لكنه أثبت أنه يتكيف ولا يزال يشكل تهديداً، بحسب ما يؤكد خبراء ومسؤولون. ففي الساعات الأولى من العام الحالي، أقدم أوزبكي اعتبره «داعش» أحد «جنود الخلافة» على فتح النار برشاش «كلاشنيكوف» في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة وقتل 39 شخصاً. ومن خلال التسليح المباشر للمتطرفين أو توفير مثال لهم بفضل جهاز دعائي فعال عبر الإنترنت، نفذ التنظيم المتطرف أو أوعز بتنفيذ عشرات الاعتداءات الدامية خصوصاً في النصف الأول من العام، وأبرزها في باكستان والعراق وأفغانستان ومصر والصومال وبريطانيا. ففي 22 أيار (مايو) الماضي، قتل الانتحاري سلمان عبدي، البريطاني من أصول ليبية، 22 شخصاً بتفجير عبوة منزلية الصنع مع نهاية حفل موسيقي في مانشستر. وأدمت اعتداءات الدهس، التي نفذها متطرفون استجابة لدعوات التنظيم، شوارع لندن وستوكهولم وبرشلونة وضاحية لوفالوا بيري الباريسية. وأوقعت هذه الاعتداءات مئات الضحايا فيما كان التنظيم المتطرف يتعرض إلى حملة دولية منسقة انطلقت في خريف العام 2016 لتفكيك بنيته البرية في العراق وسورية، وانتهت بنجاح شبه تام أخيراً. وكان «داعش» أنشأ فرعاً كلفه إدارة الشبكات في الخارج وتجنيد مرشحين وتمويل أنشطتهم وتوجيهها. ولم يؤد هزمه ميدانياً إلى وقف الهجمات. وقال المحلل السابق لدى قسم مكافحة الإرهاب في المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي إيف تروتينيون إن «تنظيم الدولة الإسلامية هزم عسكرياً بالتأكيد... لكنه ما زال يملك حوالى ثلاثة آلاف مقاتل في سورية والعراق، وهذا كثير، فيما يجدر من جهة أخرى التذكير بأن الذين أتوا قبل داعش في العراق هزموا عسكرياً في العام 2009، لكن لم يستغرقهم أكثر من عامين ونصف العام لاستغلال ظروف الثورة السورية لينبعثوا من الرماد مجدداً». وتتخذ الطريقة التي ستدار بها مرحلة ما بعد «داعش» أهمية حيوية لتفادي التفات المتطرفين بعد أشهر أو سنوات إلى حركة متشددة أخرى، بحسب ما يرى خبراء. وتثبت في الوقت نفسه، اللائحة المطولة للهجمات والاعتداءات أو محاولات الاعتداء المحبطة في العام 2017، قدرة الحركات المتطرفة، ومنها تنظيم «القاعدة» الذي ما زال موجوداً، على المقاومة. وأضاف تروتينيون إن «العملية الجراحية في العراق وسورية نجحت، لكن وفقاً لما جرى في أفغانستان مع القاعدة، فإن السرطان انتشر وهناك أراض للتطرف في الخارج». وتابع أن «تنظيم الدولة الإسلامية هزم، لكن التهديد بعيد عن الزوال. فهو يتطور على مستوى اللاعبين والأساليب مع عدم بروز أي عنصر مطمئن (...) ويعتبر الباحثون الأميركيون أن الظاهرة ستتواصل على مدى أجيال عدة». وأكد الناطق باسم التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركية الكولونيل الأميركي رايان ديلون أخيراً، أن مقاتلي التنظيم «لم يعودوا الجيش الذي كانوا عليه في العام 2014، لكنهم ما زالوا يشكلون تهديداً. هذه ليست نهاية داعش». وبدأت القوات الأميركية فك الارتباط. ففي 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» عودة 400 عنصر من سلاح المدفعية في مشاة البحرية المنتشرين في سورية إلى بلادهم. ويظهر عدم إعلان التنظيم في آخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مسؤوليته عن مجزرة راح ضحيتها 305 أشخاص في مسجد الروضة الصوفي في شمال سيناء، أن الهروب إلى الأمام لتنفيذ عمليات تزداد دموية وعشوائية قد يغري بعض المتطرفين. واعتبر المحاضر في كلية العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو أن «فروع داعش، خصوصاً في مصر، وكذلك في ليبيا واليمن ثم أفغانستان وجنوب شرقي آسيا ما زالت تشكل تهديداً كبيراً». وقال إن «الدعاية المتطرفة ما زالت ناشطة على الشبكات حول العالم على رغم تراجع وتيرتها مقارنة مع فترة وجود الخلافة المزعومة».

مشاركة :