اطلع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، على تفاصيل الوضع الأمني شمال سيناء، إثر هجوم استهدف مطار العريش أول من أمس أثناء زيارة وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار لتفقد قوات تأمين المدينة. وفي وقت تبنى تنظيم «داعش» قصف المطار بقذيفة صاروخية من طراز «كورنيت»، قالت مصادر رسمية لـ «الحياة» إن «إرهابيين قُتلوا في اشتباكات في مناطق قريبة من مطار العريش، وأن قصفاً مدفعياً وتمشيطاً مكثفاً يجريان لمناطق في جنوب العريش والشيخ زويد ورفح». وأشارت إلى استهداف تجمعات لمتطرفين في منطقة اللفيتات جنوب شرقي العريش وجنوب غربي الشيخ زويد، القريبة نسبياً من محيط المطار. وترأس السيسي اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى، ضم صبحي وعبد الغفار ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أول محمد فريد حجازي ورئيسي الاستخبارات العامة الوزير خالد فوزي والحربية اللواء محمد الشحات، ما عكس استنفاراً سياسياً وعسكرياً وأمنياً على أعلى مستوى في أعقاب «الهجوم النوعي» على مطار العريش. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي إن الرئيس السيسي «تلقى خلال الاجتماع تقريراً من وزيري الدفاع والداخلية حول الأوضاع الأمنية في منطقة شمال سيناء، والإجراءات والتدابير التي تتخذها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من أجل مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المنطقة». وأضاف أن الرئيس «وجه خلال الاجتماع بمواصلة الجهود من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا». وذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي أن مسلحين في التنظيم قصفوا المطار، واستهدفوا طائرة بـ «صاروخ موجه من نوع كورنيت»، وتصويب هذا الصاروخ وإطلاقة في حاجة الى مسافات بعيدة نسبياً وإحداثيات واضحة لإصابة الهدف، كما ندر استخدام هذا النوع من الصواريخ شمال سيناء، خصوصاً أنه باهظ الثمن. وأفادت مصادر لـ «الحياة» بأن محيط مطار العريش استهدف سابقاً، لكن خطورة هذا الهجوم أنه نفذ بالتزامن مع زيارة وزيري الدفاع والداخلية، وتمكن الإرهابيون من التصويب بدقة، ما أسفر عن مقتل عقيد وجرح ضابطين وتضرر مروحية. ولفتت إلى أن قيادات عسكرية وأمنية، من بينها وزيرا الدفاع والداخلية، تزور سيناء من حين الى آخر علناً وسراً، إذ لم تكن زيارة الوزيرين إلى العريش مُعلنة ولم تعرف إلا بعد استهداف المطار بقذيفة. ودائماً ما ترافق زيارات المسؤولين الكبار تعزيزات أمنية صارمة تتيح لسكان مناطق شمال سيناء توقع وصول مسؤول بارز إليها. وكانت قيادات عسكرية وأمنية في استقبال وزيري الدفاع والداخلية، لدى عودتهما إلى القاهرة. ونشر الجيش فيديو وصولهما على متن طائرة عسكرية إلى قاعدة في القاهرة. وقال عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب العميد خالد عكاشة لـ «الحياة» إن الهجوم «يحمل دلالات في غاية الخطورة، ويُمكن أن يكون له بعد استخباراتي وسياسي»، لافتاً إلى أنه «ذو دلالة كاشفة عن خطورة وتعقد الوضع في شأن مدينة العريش». ودان الأزهر بشدة الهجوم على مطار العريش، وأكد أن «العمل الجبان لن يثني الجيش عن مواصلة جهوده دحر الإرهاب اللعين والقضاء عليه»، في وقت أكد المفتي الدكتور شوقي علام أن «الهجوم الإرهابي الغادر لن يزيد الشعب المصري إلا مزيداً من القوة والتلاحم والتماسك مع قوات الجيش والشرطة في مواجهة المخططات الإرهابية الآثمة».
مشاركة :