الصخير – جامعة البحرين «علي الصباغ»: أكد منتدون في فعالية أقيمت بجامعة البحرين، أن السلام الروحي والاجتماعي هو مقدمة للنهوض بالذات وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة، داعين الشباب إلى التماس طرق التحلي بالسلام من خلال معرفة أنفسهم، والمؤمل منهم، والجد في طلب العلم، وملء القلب بالفضيلة والابتعاد عن الرذائل الأخلاقية. جاء ذلك في ندوة نظمتها جمعية «البيارق البيضاء» بمشاركة رئيسها القس هاني عزيز، الذي تحدّث عن الأخلاق وأثرها في التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي، كما شارك عميد كلية التعليم التطبيقي في الجامعة الدكتور صادق سيد مهدي العلوي، الذي تحدث عن دور البحث العلمي في خدمة التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي. ومهّدت للندوة وللمتحدثين فيها المحامية سهام ناصر صليبيخ، بمقدمة عن السلام والتنمية، حيث قالت: «إن السلام هو الأصل في العلاقات بين الأفراد والمؤسسات والدول، إذ أنّ الفطرة السوية دائماً ما تميل إلى البحث عن أسباب الرخاء والاستقرار، والبعد عن كل ما يؤدي إلى الحروب والخراب». ونوّهت صليبيخ إلى أن من بين أهداف جمعية «البيارق البيضاء»، التي أشهرت في أبريل الماضي: نشر ثقافة السلام، ونبذ العنف ومكافحة التطرف والإرهاب، وتجسيد التنوع، ودعم التعايش والتسامح بين أطياف المجتمع، بالإضافة إلى التنمية البشرية المستدامة والانتماء إلى المفهوم الكوني. وأشارت إلى أن موضوع التنمية المستدامة بات من الموضوعات العالمية، ورغم الانتشار السريع لمصطلح التنمية المستدامة إلا أن تفسيرها لا يزال مختلفاً فيه، لافتة إلى أن الندوة تبحث دور الشباب في صنع السلام والتنمية المستدامة. ومن ناحيته، شدد د. العلوي على أهمية البحث العلمي بوصفه ركيزة أساسية لصناعة المستقبل، ومواجهة تحديات التنمية المختلفة، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة أن يقترن البحث العلمي بالسلام والإنسانية. وقال: «من دون السلام والإنسانية قد يذهب البحث العلمي إلى أمور تضر المجتمع، مثل: أسلحة الدمار الشامل على اختلافها وتنوعها كالأسلحة الانفجارية، وغير الانفجارية، والبيولوجية، والكيميائية»، مشيراً إلى أن بعض التجارب العلمية المريرة ساهمت في ارتفاع الأصوات المطالبة بإعادة النظر في مقاصد البحوث العلمية وآلية اتساقها مع الاحتياجات الإنسانية. ونبه د. العلوي إلى أن ميثاق الأرض الذي أصدرته منظمة اليونسكو في بداية الألفية الجديدة أوصى بضرورة توحيد جهود البحث العلمي باتجاه الإنسانية وخدمتها، مشيراً إلى أن قيم الاستدامة الأساسية بحسب الميثاق تتمثل في: احترام الطبيعة والمحافظة عليها، واحترام حقوق الإنسان، وإفشاء ثقافة السلام. ولفت إلى أن منظمة اليونسكو بلورت العديد من الموضوعات والمفاهيم في الميثاق، منها على سبيل المثال: السلام وعدم العنف، والمسؤولية العامة، وحقوق الإنسان، والمصلحة العامة. وأشار د. العلوي في ختام حديثه إلى الجهود التي تبذلها جامعة البحرين في سبيل النهوض بثقافة الطلبة ومهاراتهم من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة، التي تصب في خانة بناء القدرات، تمهيداً لإنجاز الأهداف الإنمائية. ومن جهته، شدد القس هاني عزيز على أهمية السلام الداخلي في رحلة الإنسان لبناء نفسه ومجتمعه، مؤكداً أن السلام الداخلي لا يكون إلا من خلال القرب من الله، والتمسك بالأخلاق الفاضلة. وقال: «إن انتشار الحروب، والقتل، والكره، والنميمة، والكذب سببه البعد عن السلام الداخلي، وسوء العلاقة بين العبد وربه»، مشيراً إلى أن التنمية الشاملة تتطلب أرضية من الأمن والسلام والاستقرار. وانتقد ظاهرة تعدد الوجه لبعض الأفراد في المجتمع، مؤكداً أن الازدواجية في المعايير والقيم هي سبب ضياع الأخلاق. وأشار إلى أهمية الأدوار التي يؤديها الشباب في صنع السلام، والنهوض بالتنمية الاقتصادية، مؤكداً أن استقطاب رؤوس الأموال وزيادة الإنتاجية لا يكون إلا في ظل سيادة السلام والأمن والاستقرار. وخاطب القس عزيز الطلبة الحاضرين قائلاً: «املؤوا قلوبكم بالحب والصدق والتعاطف، وستجدون أثر ذلك في سلوككم العملي، وتعاملكم مع الناس».
مشاركة :