مضت روسيا في ترسيخ وجودها العسكري في سوريا بعد مصادقة مجلس الدوما على اتفاقية لتوسيع قاعدة طرطوس البحرية، وفيما بدأت جولة جديدة من مفاوضات أستانا بين وفدي النظام والمعارضة، كشفت موسكو عن أنّه لم يتحدّد بعد موعد لانعقاد مؤتمر سوتشي للسلام في سوريا. وصادق مجلس الدوما الروسي، على اتفاقية مع سوريا لتوسيع منشأة الإمداد البحري الروسية في ميناء طوطوس. ووفقاً لوكالة تاس الروسية، فإن الاتفاقية تنص على أنّ لروسيا الحق في نشر 11 قطعة بحرية بحد أقصى في المنشأة في نفس الوقت، وأنّ لروسيا الحق في إرسال العدد اللازم من القوات لعمل المنشأة البحرية. واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ليونيد سلوتسكي، أنّ المصادقة على الاتفاق لها أهميتها الاستراتيجية، إذ إنّ تواجد منشأة بحرية روسية في سوريا يتفق تماماً مع الأهداف المتعلقة بضمان السلام والاستقرار الإقليميين، وشدد على أنّ المنشأة دفاعية بحتة ولا تستهدف دولاً أخرى. سياسياً، بدأت، أمس، جولة محادثات سلام جديدة بين النظام السوري والمعارضة في استانا، بهدف المساهمة في التوصل إلى حل للنزاع عبر احراز تقدم ملموس. وجرت المحادثات في جلسة مغلقة أمس على أن يتمخّض عنها بيان ختامي اليوم الجمعة. وقال ناطق باسم وزارة خارجية كازاخستان، إنّ وفود روسيا وايران وتركيا وممثلين عن النظام السوري ووفد من المعارضة، وصلوا إلى استانا للمشاركة في المحادثات التي تستمر يومين، مضيفاً: «لقاءات خبراء الأطراف بدأت بالفعل، وتجري بصيغ ثنائية ومتعددة الأطراف». ودعا وفد المعارضة في بيان وزع على الصحافيين روسيا الى الضغط على دمشق من اجل التوصل الى تسوية سياسية للنزاع. وأعلنت خارجية كازاخستان، أن المحادثات ستركز على مصير المخطوفين والمعتقلين، وايصال المساعدات، وسير عمل مناطق خفض التوتر، مشيرة إلى أنّ موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، سيحضر اليوم الثاني من المحادثات اليوم. حيث التقى، أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو في موسكو. وطلب دي ميستورا من مجلس الامن الدولي طرح افكار لصياغة دستور وتنظيم انتخابات في سوريا. لا موعد على صعيد متصل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، إنه لم يتحدد موعد بعد لانعقاد مؤتمر السلام السوري. وأضاف بيسكوف، أنّ ما من أحد يريد التعجيل بعقد المؤتمر بشكل صوري. في السياق، نسبت وكالة تاس الروسية للأنباء إلى وزارة الخارجية الروسية قولها، إن المعارضة تخرب محادثات السلام في جنيف سعياً لإفساد الاستعدادات الروسية لمؤتمر للحوار السوري.