المملكة بقيادة الملك سلمان تعيش أمناً وارفاً واستقراراً راسخاً ونهضة حضارية شاملة

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أكد د. وليد أمين الكيالي أن الشعب السعودي يستقبل الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -وهو يعيش أمناً وارفاً واستقراراً راسخاً ونهضة حضارية واعدة وشاملة. وأشار د. الكيالي في حوار خاص ل «اليمامة» بمناسبة ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله إلى وضع المملكة على مسارات مستقبل جديد وحسم مهددات أمنها الوطني من خلال تصد حازم للإرهاب ولمخططات النظام الإيراني الطائفي في المنطقة.. وطرح رؤية المملكة 2030م كخريطة طريق ذات أهداف طموحة وعالية القيمة. * الذكرى الثالثة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله تأتي متزامنة مع متغيرات عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي فكيف ترون المشهد الوطني في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل المواطنين؟ - ابتداءً، أهنئ نفسي وكل مواطن سعودي بهذه الذكرى الغالية، وأدعو المولى العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مسيرته الظافرة، والتي يمكن أن نصفها بعنوان عريض هو: ترسيخ مكانة المملكة وتعزيز عطاءاتها المميزة في جميع المجالات الحضارية: فكرياً وسياسياً واقتصادياً وعلى المستويات: الوطنية والإقليمية والدولية، ولا يمكنني أن أحصي المنجزات التي تحققت في ظل قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - فتلك قد تحتاج إلى مساحات لا يتسع لها حديث صحفي محدود. ففي الداخل تمكن الملك سلمان - بحكم خبرته المديدة في تولي المسؤوليات الكبرى - من إحداث نقلة نوعية تاريخية، عندما أضاف إلى مؤسسة الحكم ضوابط حظيت بإجماع وطني، واستطاع بحنكته المشهود له بها، أن يفسح المجال أمام الجيل الثاني من العائلة المالكة، للمشاركة في صنع القرار، وتأهيلهم لقيادة السفينة في المراحل اللاحقة، وبذلك عزز خادم الحرمين الشريفين سمة الاستقرار المتجذرة في المملكة التي شكلت أهم عوامل استقرارها وتقدمها. وهو ما يعتبر بمنزلة إعادة تأسيس للدولة السعودية، حتى إن بعض المراقبين وصفوا هذه الخطوات الحكيمة بأنها تأسيس ضمني للدولة السعودية الرابعة. ومن أهم ملامح الإنجاز في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الحملة الجادة لمحاربة الفساد وتصميم خادم الحرمين الشريفين على استئصال هذا الداء، وحماية المال العام من كل عبث، وتسخير جميع الموارد في خدمة تنمية الوطن ورفاهية المواطن؛ ولهذا الأمر أكبر الآثار الإيجابية في تعزيز قيمة المواطنة لدى الجميع، وتعزيز الشعور بالغيرة الصادقة على كل منجز وطني. أما على الصعيد الاقتصادي فقد انطلقت بتوجيهاته السامية رؤية المملكة 2030، كثمرة لجهود علمية هائلة - تحت إشراف مباشر من سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - بمشاركة عقول سعودية متميزة وذات مخزون كبير من العلم والخبرة المتخصصة، حيث تبشر الرؤية الطموحة بإعادة هيكلة جذرية لبنيات اقتصادنا الوطني والاستفادة من كل الإمكانات من خلال تطوير قطاعات جديدة تكون رافداً قوياً للاقتصاد بما يحررنا من اعتمادنا على مصدر الدخل الواحد النفط. ملك الحزم والعزم * خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تصدى بحزم وعزم لمهددات أمننا الوطني وجسدت عملية «عاصفة الحزم» ومواقف المملكة القوية لوقف المد الإيراني في المنطقة هذا النهج الحازم.. كيف ترون أصداء هذا النهج؟ - لن ينسى التاريخ للملك سلمان عاصفة الحزم التي أطلقها بعد فترة قصيرة جداً من توليه مسؤوليات قيادة الوطن، وذلك لدرء الشر عن بلادنا، ولنجدة أشقائنا في اليمن، الذين فوجئوا بانقلاب مدعوم من النظام الإيراني الطائفي، وقام الانقلابيون بشن حرب جائرة على أكثرية الشعب اليمني الذي رفض اختطاف الدولة من قبل ميليشيات ومرتزقة ارتضوا أن يكونوا أدوات في يد الطامعين ببلادهم منذ القدم، واستطاع الملك سلمان بحنكته إنشاء تحالف واسع يضم عدداً من الدول الشقيقة، لإنقاذ اليمن من مخالب المعتدين عليه بواجهات محلية مأجورة، وبفضل حزم الملك سلمان ها هو المخطط الإيراني الطائفي في اليمن يتصدع وينهار. كما تمسكت المملكة خلال العامين الماضيين بموقفها الثابت في الدفاع عن حق الشعب السوري الشقيق الذي يواجه ديكتاتوراً دموياً يقتل العزل ويدمر المدن ويشرد أهلها. وبعد عقود من الصبر السعودي على سياسات إيران الداعمة للإرهاب في المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية والسعي لزعزعة أمنها واستقرارها؛ جاء القرار التاريخي للملك سلمان بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ رداً حازماً على رفض المملكة للسلوك الإيراني الذي يخالف القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية ونحن نرى اليوم جهوداً سعودية حثيثة وناجحة لعزل النظام الإيراني وتقليم أظافره وأدواته في المنطقة مثل حزب الله الذي يجثم على صدر الشعب اللبناني. نعمة الأمن والأمان * يعتز السعوديون جميعاً بنعمة الأمن والأمان التي أنعم الله بها على المملكة، بفضل الله ثم بفضل الخصوصية المستمدة من اتباع الكتاب والسنة، وحرص ولاة الأمر على أمن الوطن والمواطن.. ما الجديد الذي تم في مجال ترسيخ دعائم الأمن في هذا العهد المبارك؟ - قبل أن أجيب، أجدني أستعيد كلمات بليغة قالها الملك سلمان لأبنائه قادة وكبار ضباط القطاعات العسكرية كافة، في مستهل عهده المبارك- في مطلع عام 1436-، حدد فيها الأسس التي تقوم عليها رؤيته الرصينة لمفهوم الأمن الوطني بمعناه العلمي الشامل. قال - أيده الله-: «يسعدني أن أكون هذا اليوم بينكم، بين قواتنا التي تدافع عن ديننا قبل كل شيء، وعن بلاد الحرمين، ومن دافع عن بلاد الحرمين وحدودها وأمنها الداخلي فهو يدافع عن وطن يستحق منا الدفاع عنه، وشعب وفيّ يستحق منا توفير أمنه في الداخل والخارج، أعني بالخارج الحدود الخارجية، الحمد لله أن هذه الدولة نشأت وأُنشئت على جمع أبناء هذه البلاد، تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، من أولها إلى تاليها، إلى عهد الملك عبدالعزيز، وأبنائه من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وأولياء العهود سلطان ونايف - رحمهم الله جميعاً. وأنا الآن لقبي كما هو رسمياً خادم الحرمين الشريفين ومن خدم الحرمين الشريفين خدم دينه وبلاده، بلادكم قبلة المسلمين، كل مسلم يتجه لها في اليوم خمس مرات، لذلك أمنها واستقرارها، الداخلي والخارجي مسؤوليتنا جميعاً، والحمد لله، أنتم بكل قواتنا المسلحة العسكرية قائمون بواجبكم، وأنتم كما قلت لكم وأكرر أبناء هذا الوطن وأحق من يدافع عنه أبناؤه. والحمد لله إن بلدنا يتمتع بالأمن والاستقرار، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته، ويجعلنا هداة مهتدين ويجمع شملنا كما هو حالنا دائماً الحمد لله، والحمد لله رب العالمين، إن شاء الله أشوفكم في كل المناسبات على خير وفي بلد الأمن والاستقرار، والحمد لله». وكعهد شعبه به، اقترنت أفعال الملك سلمان بأقواله فقد أحيا الحكمة الراسخة المستمرة التي أطلقها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - بإرساء قواعد الأمن والأمان لشعبه الكريم والاستقرار لكل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية. ولذلك كان على رأس أولويات الملك سلمان: استتباب الأمن والاستقرار لهذه البلاد والذود عنها بكل قوة ومواجهة ما يحاك من مؤامرات تسعى إلى زعزعة أمن المملكة وتهديد استقرارها، فكانت النتائج - بفضل الله - نقيضاً لما أراده المتربصون، حيث ازددنا أماناً وترسخ استقرارنا أكثر وأكثر، وتعضدت وحدتنا الوطنية وتعزز تلاحمنا الذي يغيظ أعداءنا وينهش صدورهم حسداً وكمداً. ريادة المملكة في مكافحة الإرهاب * المملكة لها الريادة في مكافحة الإرهاب.. كيف ترون الإنجازات التي تحققت في هذا المجال؟ - الإرهاب خطره عظيم وهو سرطان يهدد كل المجتمعات ولم تسلم منه دولة في شتى أنحاء العالم، ولقيت المملكة من آفة الإرهاب نصيباً أكبر من الجميع، لكنها أصبحت رائدة في مكافحته أمنياً وعسكرياً وفكرياً، حتى إن كثيراً من البلدان تطلب الاستفادة من تجربتنا المتميزة، حيث وفقنا الله إلى وقف انتشار الداء وتسديد ضربات وقائية قوية متلاحقة شلت قدرة الإرهابيين، بل يمكن القول إن المملكة نجحت في اجتثاث خلايا الإرهاب من أراضيها. وقد انبهر الآخرون بنجاحاتنا، وفوجئوا بأن السر وراء هذه الإنجازات يأتي من الرؤية الشاملة التي تقوم عليها محاربة الإرهاب في المملكة، وأولها أن الإرهاب ليس مشكلة أمنية محضاً وإنما له جذور وتشعبات فكرية يجب استئصالها فلا تنجح الجهود الأمنية وحدها في القضاء على هذه الظاهرة المتوحشة؛ ومن هنا كانت نجاحات المناصحة. أما العنصر الثاني في الحرب على الإرهاب فتمثل في حشد طاقات المجتمع وسائر قواه الفاعلة والمؤثرة من مفكرين وعلماء ومثقفين وإعلاميين وتربويين في خندق المواجهة. ولذلك كانت تجربة المملكة في التصدي لظاهرة الإرهاب تجربة مهمة وحظيت بتقدير دولي نظراً لإنجازاتها، المستندة إلى أرضية علمية صلبة. وباتت بخبراتها المتراكمة أنموذجاً يحتذى باعتراف أجهزة الأمن في الدول المتقدمة والمنظمات الأممية ذات العلاقة. ويثمن المجتمع الدولي للمملكة مبادراتها المتلاحقة لدعم جهود مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي بما في ذلك تنظيم مؤتمرات عالمية لمحاربة الإرهاب وفتح قنوات لتعاون أكبر بين مختلف الدول في مجال تبادل المعلومات والرصد والمتابعة. وتعتبر المملكة اليوم شريكاً فاعلاً ورئيسياً في جهود المجتمع الدولي الرامية لاجتثاث الإرهاب من جذوره. علاقة الشعب بقيادته * علاقة الشعب السعودي بولاة أمره كانت على الدوام علاقة إنسانية متفردة ومتميزة.. إلى أي مدى يمكننا أن نرى ملامح هذا التلاحم بين القيادة والمواطنين في مناسبة ذكرى البيعة؟ - ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - ذكرى غالية وعزيزة على قلب كل مواطن في هذه البلاد، فأولاً نحن نعتبر البيعة قيمة إسلامية عالية ونحن شعب مسلم ودولتنا قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالبيعة والوفاء بالنسبة لنا عبادة والتزام ديني وأخلاقي. وثانياً: بيعة ولاة الأمر تقليد راسخ في تراثنا العربي العريق وهو جزء من أصالتنا الثقافية. وثالثاً: فإننا بايعنا قائداً من طراز خاص له مكانة كبيرة في نفوسنا حتى قبل أن يتولى سدة الحكم، فالملك سلمان بن عبدالعزيز كان له حضور قوي وفاعل في معترك الحياة العامة في بلادنا طوال أكثر من 50 عاماً وكل هذه الأبعاد تجعل لذكرى بيعته وقعاً خاصاً في نفوس مواطنيه. ونحن نعرف الملك سلمان - أيده الله - لأكثر من 50 عاماً كأحد أهم الشخصيات في القيادة السعودية وهو دون شك أحد صناع نهضة المملكة الحديثة.. فقد واكب مراحل طفرة البناء والتحديث الاقتصادي والعمراني منذ بداياتها، ومن خلال عمله لسنوات طويلة أميراً لمنطقة الرياض أسهم إسهاماً كبيراً في نهضة وتطوير إمارة العاصمة وبرز كمخطط وإداري من الطراز الأول وكان بالفعل قائداً ملهماً لكثير من المبادرات الطموحة التي أصبحت واقعاً ملموساً على شكل مشاريع كبرى في مجالات البنيات التحتية والعمرانية والصناعية والتعليمية، وبالطبع لم تكن إسهامات الملك سلمان قاصرة على إنجازاته العظيمة في الرياض فقد كان مستشاراً مقرباً من إخوانه الملوك الذين سبقوه وكان أحد رجال دائرة صنع القرار السياسي والاقتصادي الذي نهض بالبلد كله تنموياً واقتصادياً. وحتى قبل أن يصبح ملكاً برز خادم الحرمين الشريفين كسياسي وإداري ذي باع طويل وقارئ نهم ومتابع للأحداث السياسية والاجتماعية، وكشف عن مواهب متعددة في مجالات القيادة والإدارة الذكية والإعلام والعلاقات العامة، وأذكر كيف كان مكتب الملك سلمان في إمارة الرياض قبلة للزوار من الرسميين والعلماء والمفكرين والإعلاميين، وقد اكتسب الملك سلمان من خلال سنوات عمله الطويلة خبرات كبيرة زادته حنكة وحكمة، ويمكن القول إن الملك سلمان جاء إلى سدة الحكم مسلحاً بمعارف وخبرات وتجارب تجعله بالفعل رجل دولة من طراز خاص. * كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟ - أكرر التهنئة لكافة المواطنين بهذه المناسبة الوطنية المهمة وأسال الله العلي القدير أن يحفظ مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين وأن يديم على وطننا الغالي نعم الأمن والرخاء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة :