موسكو – رويترز - تعاقد مئات الأشخاص سراً مع الحكومة الروسية للقتال في سورية منذ بدء عمليات موسكو العسكرية عام 2015، كما أكدت مصادر مطلعة. وكشف إحصاء أعدّته وكالة «رويترز» استناداً إلى مسؤولين روس محليين مقتل 28 متعاقداً على الأقل خلال العام الحالي، فيما أوضحت الوكالة أن وثائق قنصلية روسية أشارت إلى أن عدد القتلى «ربما يزيد على ذلك كثير». ونفت موسكو سابقاً إرسال متعاقدين عسكريين غير حكوميين للقتال خارج حدود البلاد، معتبرةً أن التقارير عن المتعاقدين «محاولة لتشويه مهمة روسيا لاستعادة السلام في سورية». في المقابل، أكدت مصادر مطلعة أن «المتعاقدين عملوا تحت قيادة الحكومة الروسية وساعدوا في تحويل دفة الحرب لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد». وقال صديق وأحد أقارب المتعاقد العسكري فلاديمير كابونين (38 سنة) والذي قتل في سورية هذا العام، أن «الحكومة لا تعترف بأنه كان هناك، لذلك دفِنَ من دون أي تكريم عسكري أو إشارة إلى أنه سقط خلال عمليات عسكرية». وكشف أحد أقارب كابونين أنه «غادر روسيا في آخر رحلة له إلى سورية في الرابع من كانون الثاني (يناير) الماضي، لكنه أصيب في 31 كانون الثاني وتوفي في السابع من شباط (فبراير) في محافظة حمص». وأضاف: «علمت بذلك من رجال شرطة سابقين كانوا زملاء لكابونين وخدم بعضهم في سورية ومن شهادة وفاته التي جرى تسليمها لأرملته». وأوضح أقارب متعاقدين روس آخرين إنهم «كانوا يحصلون في سورية على أجور تصل إلى 6500 دولار شهرياً، ما يزيد على متوسط الأجور في روسيا بأكثر من 12 ضعفاً». وأشاروا إلى أن «أنباء سقوط قتلى من بين المتعاقدين تأتي عبر أصدقاء أو هاتفياً من أشخاص يقولون إنهم يمثلون شركة خاصة». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري إنجاز مهمة القوات الروسية في سورية، معرباً عن تقديره لتضحيات الجنود الروس الذين قتلوا هناك، فيما لم تشر الحكومة الروسية إلى الخسائر في صفوف المتعاقدين.