تونس.. قرية في مصر اختصاصها الفخار فتاة مصرية تؤكد أن الفخار جذب السياح من جميع أنحاء العالم إلى قرية تونس وسط مصر، داعية كافة شباب القرى المصرية إلى أن يقتدوا بمدرسة الفخار التي نقلت قرية فقيرة إلى العالمية وقضت على البطالة فيها.العرب [نُشر في 2017/12/22، العدد: 10850، ص(24)]الدقة تنفتح على العالمية القاهرة – تشد لافتة “مدرسة الفخار”، انتباه زوارها في قرية “تونس”، بمحافظة الفيوم في وسط مصر، بعد أن نالت المدرسة شهرة عالمية. وتحتضن المدرسة الكثير من الأيدي الناعمة، التي تلتف برقة وخفة حول عجينة طين تهذبها وتشكلها، على شكل أوان وهدايا فخارية وخزفية تنطق بالجمال. ويكمن سرّ جمال المدرسة (غير الحكومية)، في مبناها المعماري المميز من الطوب ذي الدور الواحد على الطراز الأوروبي، وبداخله معرضان لمنتجات الفخار والخزف وغرف لصناعتهما، وكانت سببا في أن تشهد القرية التي تحتضن مهرجانا دوليا سنويا للفخار والأعمال الخزفية. ويُعرف الفخار بأنه أي شيء صُنع من الطين قبل حرقه في النار بعد تجفيفه، أمّا الخزف فهو طلاء أو تغطية منتج الفخار “الطين المحروق” بطبقة رقيقة من مادة زجاجية تسمى الجليز، ثم يتم حرقه مرة ثانية حتى ينضج الجليز وينصهر، ويلتصق بالجسم الفخاري فتغلق المسام ويصير لامعا، ويكتسب بريقا وجمالا. قالت صباح مصطفى (19 عاما)، إحدى طالبات المدرسة وصناع الفخار والخزف، إن قصة ميلاد ذلك الجمال في قريتها تونس، كان عبر إنشاء مدرسة للفخار والخزف، ساهمت في انتشار ورش صغيرة أبدعت في صناعة تجعل الطين ينطق بجمال يفوق الوصف. وتعتبر إيفلين بوريه (74 عاما)، التشكيلية السويسرية، التي جاءت برفقة زوجها السابق الشاعر المصري سيد حجاب، في الستينات من القرن الماضي بطلة تلك القصة، حيث أعجبت بطبيعة قرية تونس المليئة بالأشجار ومناظر النيل الجميلة، واستقرت بها. واختلط فنها التشكيلي، بجمال القرية، وأسست بوريه، مدرسة للفخار منذ نحو 30 عاما، وبدأت في تعليم أبناء القرية فنون الفخار، حتى تخرجت منها العديد من الدفعات، وصارت للقرية وللمدرسة سمعة عالمية، وصار خرّيجوها يفتتحون ورشا على نهجها. وتظهر مصطفى داخل المدرسة على إحدى الماكنات البدائية لتعليم فن الفخار والخزف، قائلة إن الطين الذي يشكل أساس المهنة يُؤتى به من أسوان (جنوب) إلى جانب مادتين البوركليه والكاولين اللتين تستخدمان في أمور عدة بينها تقوية الطين وإبراز جماله. وتابعت أن من بين المنتجات التي يتم تصنيعها من الفخار الأكواب والأطباق بالأحجام والأعماق المختلفة للطعام والزينة، والزهريات الجمالية، والعلب لحفظ الأطعمة بأشكال دائرية ومربعة، والبلاطات الصغيرة لتزيين الحوائط. وكشفت عن أذواق المشترين “هناك سياح أجانب ومصريون، يعشقون الفخار ويستخدمونه في حياتهم اليومية، الطعام والشراب والزينة، لأنه صحي جدا في طهي الطعام، فلا يُسرب مواد سامة مثل الألومنيوم والأنواع الأخرى، فضلا عن استخدامه كديكور جميل”. وأوضحت أنّ الفخار جذب السياحة إلى الفيوم من خلال المهرجانات، التي تأتي إليها الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بمشاهدة تصنيع الفخار، والتمتع بجمال الطبيعة في القرية، والمغامرة في رحلات السفاري. ونصحت كافة شباب القرى بمصر بالتفكير في الخطوة، فمدرسة الفخار كانت فكرة، ونقلت قرية فقيرة إلى العالمية وقضت على البطالة فيها، بدلا من انتظار التعيين في وظيفة حكومية، لافتة إلى أنّ “الفخار” مُربح جدا.
مشاركة :