تسارعت الضربات الموجعة التي تتلقاها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأحدثها إعلان الجيش اليمني، مساء الخميس، السيطرة على آخر معاقلها في مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف شمال البلاد، وتحرير منطقة ومعسكر الأجاشر الاستراتيجي. وبحسب الجيش اليمني، فإن السيطرة على منطقة ومعسكر الأجاشر بشكل كامل، جاء بعد ساعات من فرض حصار خانق عليها من كل الاتجاهات، بعد تحرير منطقة المقردعة والفراصي شمال منطقة اليتمة بمديرية خب الشعف شمال الجوف. وتعد منطقة الأجاشر الجبلية استراتيجية، وآخر معاقل الحوثيين في مديرية خب الشعف أكبر مديرية محافظة الجوف، والمحاذية للسعودية. الجيش اليمني في خب الشعف بالجوف وتتكون "الأجاشر" كموقع عسكري من عدة تباب مرتفعة تعتبر الأكثر ارتفاعاً شرق الخط الدولي الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة والممتد باتجاه السعودية، وبذلك يكون هذا الخط قد تم تأمينه تماماً وبشكل كامل عقب السيطرة عليه قبل أسابيع. والسيطرة على منطقتي المقردعة والأجاشر، كما يقول خبراء عسكريون، يعني قطع الجيش اليمني خط إمداد الحوثيين الرئيسي القادم من معقلهم الرئيس في صعدة إلى الجوف، مشيرين إلى أنه لا يزال هناك خطوط إمداد لكنها جبلية ووعرة ويمكن السيطرة عليها عبر طيران التحالف العربي. وتسعى قوات الجيش إلى قطع خطوط الإمداد بالكامل للميليشيات من صعدة إلى الجوف والتقدم إلى عمق المديريات الشرقية لمحافظة صعدة معقل الانقلابيين.تحرير الأجاشر ضربة قاصمة للحوثيين استغلت ميليشيات الحوثي، وفق مصادر عسكرية ومحلية، الطبيعة الجبلية والكهوف الموجودة في منطقة الأجاشر، كمخزن استراتيجي لأسلحتها وتموين عناصرها، ومثلت تلك المنطقة منطلقاً لعملياتها بما فيها مهاجمة الحدود السعودية. خريطة توضح الموقع الاستراتيجي لمنطقة الأجاشر وعثرت قوات الجيش اليمني على كهوف في معسكر "الأجاشر" كانت تستخدمها الميليشيا الانقلابية كمخازن للسلاح. كما حولت الميليشيات معسكر الأجاشر، لاستقطاب مقاتلين ومقر استقبال لتوزيع المئات على جبهات القتال في الجوف، واستخدمته كمقر لقيادة الميليشيات الميدانية. خريطة للمواقع المحيطة بمعسكر الأجاشر في الجوف ويطل معسكر الأجاشر على أرض مفتوحة كبيرة، وبتحريره يكون الجيش الوطني قد أحكم سيطرته على حوالي 85% من مساحة مديرية خب الشعف وهي أكبر المديريات وأكثرها وعورة في محافظة الجوف. وتعد هذه هي الضربة القاصمة الثالثة للحوثيين خلال الأسابيع الأخيرة، بعد طردهم من مديرية الخوخة الساحلية غرب اليمن، وآخر معاقلهم في محافظة شبوة النفطية جنوب شرق البلاد.نزع الألغام وخسائر الحوثيين وأسفرت معركة تحرير منطقة الأجاشر، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من ميليشيا الحوثي، ووقع عدد آخر منهم في الأسر، بجانب تدمير معدات وآليات عسكرية وأسلحة تابعة لهم، واستعادت جزءاً آخر منها. مشرف وقيادي حوثي كبير أسره الجيش اليمني في الجوف وباشرت الفرق الهندسية التابعة للجيش اليمني العمل على نزع الألغام التي زرعها الحوثيون بشكل عشوائي ومكثف في المنطقة. وقال مصدر عسكري إن الميليشيا زرعت حقولاً صحراوية واسعة بآلاف الألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى شبكات من المتفجرات زرعتها على امتداد الخطوط الأمامية وخطوط السير بمديرية خب الشعف.
مشاركة :