مقتل الصماد.. اختراق أمني وضربة قاصمة للحوثيين

  • 4/28/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شكل مقتل رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، صالح الصماد بغارة للتحالف العربي، في ضاحية البريهي جنوب مدينة الحديدة، ضربة معنوية للجماعة بحسب محللين أردنيين. وسينتج عن مقتله تبعات معقدة ستزيد من أعباء الميليشيا والضغوط التي يواجهونها. ويرى المحللون أن مقتل الصماد وغيره من القياديين البارزين يسلط الضوء على مدى فاعلية التحالف العربي، وفي الوقت ذاته يُظهر مدى الهشاشة التي تعيشها الميليشيا الإرهابية. فالمصادر بينت أن هنالك عدداً كبيراً من القياديين تم تصفيتهم في فترة قصيرة جداً. وبالتالي أصبحت الجماعة تفتقد للمرجعية والأشخاص الذين يتمتعون بخبرات سياسية وعسكرية عالية وصلات وثيقة مع إيران. مصداقية التحالف الخبير العسكري والاستراتيجي، د. أديب الصرايرة يبين أن مقتل الصماد له تأثير معنوي سلبي كبير جداً على الحوثيين، كونه يمثل أحد القادة البارزين في الصف الأول، كرجل سياسي لديه خطط ويساعد في إدارة القتال، كما لديه علاقات مباشرة مع إيران. فأثر قتله سينعكس على الإمداد اللوجستي والمستوى الاستراتيجي لهذه الميليشيا وسيخلق نوعاً من الشك والإرباك بينهم في كونهم مخترقين أمنياً وأن قادتهم مهددون في أي لحظة. يضيف الصرايرة أن الصماد لم يقتل لوحده، بل أيضاً قتل عدد كبير من القادة، وبالتالي ما حصل يشكل ضربة كبيرة للميليشيا ولها تبعات سياسية على الوضع الداخلي للجماعة، مشيراً إلى أن التحالف خلال الفترة الماضية نشر قوائم لأسماء شخصيات مطلوبة، وأكد أن هؤلاء مستهدفون، وبالفعل أكد على مصداقيته من خلال ما جرى. وقال الصرايرة إنه «في عام 2015، قتل القيادي البارز، طه المداني الذي يعتبر المسؤول الأمني الأول في الميليشيا، وبعد عام ونصف العام تم الاعتراف بمقتله خوفاً من ارتداد ذلك نفسياً على الميليشيا». موضحاً أنه لو لم يتم إعلان مقتله من قبل التحالف، لأخفوا ذلك حرصاً على معنويات مقاتليهم. اختراقات أمنية الكاتب الصحافي كمال زكارنة، يؤكد أن صالح الصماد كان له دور كبير ومهم في قيادة الحوثيين على المستويين السياسي والأمني والمعنوي. ومقتله بكل تأكيد سيؤدي إلى زعزعة الصف الأول كونه من القياديين البارزين والمؤثرين داخل الجماعة، ويعد المطلوب الثاني في قائمة تحالف دعم الشرعية. ويردف قائلاً إن «قوة تأثيره جعلت قوات التحالف العربي تبذل جهوداً كبيرة أمنية وعسكرية للوصول إليه واصطياده كما حصل فعلاً»، مضيفاً أن البديل الذي عينته جماعة الحوثي خلفاً للصماد، لن يكون بكل تأكيد بنفس الوزن الذي كان يتمتع به الصماد. ولن يمتلك ذات القدرات التي كانت لسلفه، فالفراغ سيستمر وربما يتطور الأمر إلى حدوث خلافات داخلية بين جماعة الحوثي على مستوى القيادة لأسباب عدة: تبادل الاتهامات بين القياديين حول كيفية تمكن التحالف العربي من الوصول إليه وكيف حصل هذا الاختراق الأمني داخل الصف الأول في الجماعة. مقتل الصماد شكل ضربة قاصمة جداً لميليشيا إيران، أمنياً وعسكرياً وسياسياً، خاصة بعد سلسلة من الخسائر البشرية التي لحقت بهم، خصوصاً مقتل قياديين كبار مثل مسؤول الإمداد والتسليح خالد سيلان.

مشاركة :