رفض رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الجمعة، دعوة كارلس بيغديمونت رئيس إقليم كاتالونيا المقال للحوار، مؤكدا أنه لن يجلس إلا مع حزب سيودادانوس المعارض للانفصال الذي حصل على 37 مقعدا في البرلمان. وكان بيغديمونت قد دعا بعد الإعلان عن نتائح الانتخابات الإقليمية في كاتالونيا، التي أسفرت عن فوز الانفصاليين بغالبية مقاعد البرلمان، إلى لقاء مع راخوي في "أي مكان في الاتحاد الأوروبي خارج إسبانيا". يواجه الانفصاليون في إقليم كاتالونيا تحدي استعادة السلطة، بعد فوزهم بغالبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت الخميس، فيما ما زال قادتهم في السجن أو في المنفى. ومن بروكسل التي فر إليها كارلس بيغديمونت رئيس الحكومة التي أقالتها مدريد بعد إعلان الاستقلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر، اقترح الأخير لقاء رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي "في بروكسل أو أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي خارج إسبانيا لدواع جلية"، علما أنه متهم بـ"التمرد" و"العصيان" وسيتم توقيفه في حال عاد إلى إسبانيا. كلمة بيغديمونت في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الإقليمية بكاتالونيا كما طالب بمخاطبة المؤسسات الأوروبية، وقال "أطالب المفوضية الأوروبية أو مؤسسات أخرى بالاستماع إلى الشعب الكاتالوني، وليس الدولة الإسبانية فحسب". وأثناء الحملة أعلن بيغديمونت أنه في حال الفوز سيعيد الحكومة التي أقالتها مدريد. لكن رغم إعادة انتخابه فسيتعذر عليه ممارسة مهامه كنائب وكرئيس، من داخل الزنزانة. وبين النواب الانفصاليين المنتخبين يبرز 18 وجهت إليهم اتهامات، بينهم ثلاثة في السجن وخمسة في المنفى. راخوي يرفض الحوار مع بيغديمونت غير أن راخوي رفض العرض معتبرا أن "الشخص الذي يجب أن أجلس معه هو من فاز في الانتخابات أي السيدة إينيس أريماداس" رئيسة لائحة حزب سيودادانوس المعارض للانفصال الذي حصل على 37 مقعدا في برلمان كاتالونيا. كلمة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي وأظهرت النتائج شبه النهائية أن الأحزاب الانفصالية الثلاثة ستفوز معا بالأغلبية المطلقة من مقاعد برلمان كاتالونيا. اعتبر المحلل لدى تينيو انتليجنس أنطونيو باروزو أن "تنصيب رئيس حكومة جديد قد يكون عملية مطولة تتسم بالفوضى، وما زال احتمال تنظيم انتخابات جديدة مرتفعا". ففي حال تعذر تشكيل حكومة في برشلونة قبل نهاية آذار/مارس سيترتب تنظيم انتخابات جديدة في الشهرين التاليين. الانفصاليون فازوا بغالبية المقاعد ولكن بعدد أقل من الأصوات كما يبدو أن فوز دعاة الاستقلال بعدد المقاعد وليس بعدد الأصوات سيحد من هامش مناورتهم بعد النتيجة الجيدة التي أحرزها حزب سيودادانوس الليبرالي الأكثر حزما في معارضته استقلال الإقليم بحصوله على 1,1 مليون صوت، بعد 10 سنوات على تأسيسه للتصدي للنزعة القومية في كاتالونيا. والجمعة صرحت النائبة إينيس أريماداس البالغة 36 عاما "بات جليا أن أي أكثرية لم تتوافر في أي وقت هنا في كاتالونيا في صالح الاستقلال. لم يكن لهذه العملية أي معنى بالأمس، فإنها افتقارها لأي معنى ازداد اليوم". وكانت وعدت بالأمس "بمواصلة النضال، بما فيه لتعديل قانون انتخابي يعطي مقاعد أكثر للذين يفوزون بأصوات أقل". ولكن أريماداس ليس لديها حلفاء لتشكيل ائتلاف حكومي، فالاشتراكيون المعارضون للاستقلال مثلها حصلوا على 17 مقعدا والحزب الشعبي لم يحصل سوى على 3 مقاعد، مقابل 11 في انتخابات 2015. ويرى خبراء أن الوضع في كاتالونيا ولا سيما الانقسامات الداخلية بين الانفصاليين تعد بمفاوضات شائكة، ستفرض نفسها على الفائزين بانتخابات الخميس. كما أن نقل أكثر من 3000 شركة مقارها إلى أقاليم آخرى وتراجع السياحة والاستثمارات، تهدد بانكماش اقتصادي نتيجة استمرار الفوضى السياسية التي ما زالت كاتالونيا غارقة فيها. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 22/12/2017
مشاركة :