أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه لن يقبل أي خطة سلام من جانب الولايات المتحدة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، معتبراً أن واشنطن لم تعد وسيطاً نزيهاً بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما أكدت باريس التزامها بحل الدولتين، رافضة الخطوة الأميركية بشأن القدس. وقال عباس في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس: «إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام، ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي». وأشار عباس إلى أن الفلسطينيين يريدون التوصل إلى حل بطرق سلمية، قائلاً «كل التظاهرات التي نظمناها سلمية». ونبه إلى أنه «لا يحق لدولة محتلة أن تقوم بنقل سكانها إلى أرضنا». وكشف عباس أنه حصل على تأكيدات من المملكة العربية السعودية بدعم كل مطالب الفلسطينيين في الصراع مع إسرائيل. وقال إن المملكة تعتقد أن الصراع في الشرق الأوسط لن يحل إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأضاف: «السعوديون يقولون لنا نحن معكم في ما تريدون». وأضاف أن العاهل السعودي الملك سلمان «قال لي كلمة.. لن نحل قضية الشرق الأوسط بمعنى الحل الإقليمي قبل أن تقوم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وأوضح أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كرر له الموقف نفسه. وأشار الرئيس الفلسطيني إلى «تأكيدات سعودية بعدم التدخل في شؤون الفلسطينيين». عاصمة لدولتين من جانبه، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إن القرار الأميركي الأحادي بشأن القدس خلق اضطراباً في المنطقة. وشدد على أن بلاده لا ترى بديلاً لحل الدولتين، وأكد سعي باريس إلى أن تكون القدس عاصمة للدولتين. وأضاف الرئيس الفرنسي «لا إمكانية للتوصل إلى حل دون الاتفاق بشأن القدس»، غير أنه أكد أن هذا لن يتحقق إلا بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ورفض ماكرون طلب محمود عباس الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن. واعتبر أن مثل هذه الخطوة «ستكون رد فعل خطأ» على القرار الأحادي من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورأى الرئيس الفرنسي أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل همشها في هذا الملف، مضيفاً أنه لن يقوم بالمثل ولن يعترف بدولة فلسطينية بشكل أحادي الجانب، مشيراً إلى أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في الوقت المناسب وليس تحت ضغط. وكان الرئيس الفلسطيني، طالب خلال المؤتمر الصحافي، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفاً مثل هذه الخطوة بأنه «استثمار» في السلام في الشرق الأوسط.
مشاركة :