حذّر الفريق البحري المتقاعد جون ويليام ميلر، القائد السابق للأسطول الخامس الأميركي، إدارة ترمب من التخلي عن قاعدة العديد في قطر لما تتمتع به من إمكانيات وأهمية في محاربة الإرهاب، داعياً واشنطن إلى مواصلة العمل مع الدوحة لمواءمة السياسات وحل أزمة الخليج.وقال ميلر، في مقال نشره موقع «ذا هيل» الأميركي، إنه قبل فترة وجيزة من غزو العراق في عام 2003، نقلت الولايات المتحدة مركزها الإقليمي للعمليات الجوية المشتركة في الشرق الأوسط إلى قاعدة العديد في قطر، مشيراً إلى أن هذا المركز هو محور إدارة العمليات الجوية بالغة التعقيد في أي نزاع، وأن المرفق الذي تبلغ قيمته 60 مليون دولار تم بناؤه خلال سبعة أشهر فقط، ما يدل على التزام كل من الأميركيين والقطريين، لافتاً كذلك إلى أن المرفق شهد نمواً في قدراته وإمكانياته منذ إنشائه. وأضاف الكاتب أن المنطقة لا يوجد بها مرفق آخر مثل «العديد»، حيث يمكنه تنسيق مجموعة كاملة من العمليات القتالية الهجومية والدفاعية، وحركات الطيران اللوجستية، بما في ذلك التزود بالوقود جواً، وبعثات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. وأوضح أن الاعتقاد - كما اقترح البعض مؤخراً- أن الولايات المتحدة يمكنها بسهولة تكرار القدرات أو الإمكانيات المتاحة في قاعدة «العديد»، يتعارض مع الحقائق المالية والجغرافية السياسية الحالية؛ فبينما تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات كبيرة في جميع أنحاء منطقة الخليج، يبدو من غير المحتمل أن يكون الشركاء الآخرون في مجلس التعاون الخليجي مستعدين أو قادرين على الإسراع في تنفيذ هذا الالتزام مثلما فعلت قطر. وتابع ميلر: «بينما مولت الولايات المتحدة الكثير من عمليات تحسين البنية التحتية في قاعدة العديد، استثمرت قطر ما يزيد على الكثير من أموالها الخاصة، وتعمل القوات الأميركية والقطرية جنباً إلى جنب كل يوم لضمان عمليات آمنة وسلسة. وبسبب الجهود المبذولة في قاعدة العديد الجوية، نفذت قوات التحالف أكثر من 18 ألف ضربة ضد المتطرفين في المنطقة منذ عام 2014». واعتبر الكاتب أن استثمار قطر في البنية التحتية والتعاون في عمليات القتال هو مؤشر واضح على التزامها بمكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أنه أثناء حوار المنامة الذي استكمل مؤخراً، أكد القائد السابق للقوات المسلحة الجنرال ديفيد بترايوس على أهمية قاعدة العديد الجوية، وأعرب عن تقديره للدعم الذي قدمته قطر. وأشار الكاتب إلى مقولة ونستون تشرشل الشهيرة «إن الشيء الوحيد الأسوأ من القتال إلى جانب الحلفاء هو القتال بدونهم». ومضى يقول: «فقدان قاعدة العديد الجوية، إما باختيارنا أو باختيار قطر، لن يكون كارثياً، ولكنه سيكون مشكلة كبيرة لاستمرار مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة»، لافتاً إلى أن إنشاء قاعدة أخرى بإمكانيات وقدرات العديد سيكون مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً. وعلاوة على ذلك، فإن الابتعاد عن قطر بسبب الخلافات السياسة، وخاصة بالنظر إلى التحديات الكبيرة في المنطقة، يرسل رسالة خاطئة». واستطرد ميلر: «ترك قاعدة العديد الجوية، بدلاً من مواصلة العمل مع قطر لمواءمة السياسات، من شأنه أن يشكل مثالاً سيئاً في جميع أنحاء المنطقة، ومن شأنه أن يجعل العمليات القتالية واللوجستية وجمع المعلومات الاستخبارية أكثر صعوبة، ومن المؤكد أن ينظر إليه الخصوم السياسيون على أنه انتصار. ومن شأن ذلك أن يزيد من تفاقم الخلاف الحالي بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، الذي يزعزع استقرار المنطقة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً». ورأى الكاتب- بالنظر إلى ما اعتبره فشل القمة الخليجية التي انتهت لتوها في الكويت- أن حل الأزمة في منطقة الخليج سيعتمد على مساعدة خارجية، وأن هذه فرصة للولايات المتحدة لإبداء العزم والقيادة، ولكن فقط إذا وقفت أميركا إلى جانب شركائها في الخليج، وجميعهم حلفاء لهم قيمة في الكفاح ضد الإرهاب. واختتم الكاتب مقاله: «قاعدة العديد الجویة هي مرفق بالغ الأهمیة لجهود التحالف في مکافحة الإرهاب، والتمسك بحلفاء وتحالفات طويلة الأمد والعمل من خلال الاختلافات السياسية هو أمر أكثر أهمية».;
مشاركة :