أكد تحليل سياسي نشره موقع «ذا هيل» الأمريكي، المقرب من الكونجرس، أمس الثلاثاء، أن سياسات قطر الداعمة للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط أضرت بجهود الولايات المتحدة وحلفائها العرب، الرامية للتصدي لإيران والإرهاب في المنطقة، فيما دعا ائتلاف المعارضة القطرية أفراد الجاليات العربية في أمريكا إلى الحذر وعدم الوقوع في الفخاخ والمخططات الإجرامية لنظام الحمدين الإرهابي التي ينصبها لهم تحت شعارات وأساليب تعتمد اللعب على العواطف والتحريض على الشعبوية والتطرف.ووفقاً ل«بوابة العين الإخبارية» قال الموقع إنه في الوقت الذي تحتاج الولايات المتحدة إلى التعاون الكامل من حلفائها في المنطقة في مواجهة عدم الاستقرار والنزاعات المتصاعدة، فإن سياسات قطر أدت لاتساع الخلافات، ولم تخدم دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة العربية الإسلامية - الأمريكية بأن تتوحد المنطقة في مواجهة طهران والحركات الإرهابية.وبحسب التحليل الذي كتبه قادر يلدريم وكريستان كوتس أولريتشن، زميلا معهد «بيكر للسياسة العامة»، فإن قطر وتركيا، اللاعبين الإقليميين الهامشيين سابقا، استغلا احتجاجات ما يسمى ب«الربيع العربي» للعب دور مؤثر في سياسات المنطقة. وأوضح الكاتبان أن كلا البلدين رأى في تلك الاحتجاجات فرصة لكسب مزيد من التأثير عبر مسارين مهمين، أولهما: تنصيب نفسيهما مدافعين عن القضايا الإسلامية التقليدية، كالقضية الفلسطينية، وانتقادهما الولايات المتحدة.وثانيهما: راهن كلا البلدين على التنظيمات والجماعات الإرهابية كوجه جديد للشرق الأوسط، حيث أقامت أنقرة والدوحة علاقات مباشرة مع تنظيمات إرهابية خلال تلك الفترة.وتابع التحليل أنه: «في ليبيا وتونس وسوريا وفلسطين والمغرب ومصر والسودان، دعمت قطر وتركيا صعود الجماعات المتطرفة، ونادتا بدمجها في الأنظمة السياسية لما بعد الربيع العربي». ومضى إلى القول: إنه «ليس من قبيل الصدفة أن تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر وجد الملاذ والدعم في قطر أولا، ثم في تركيا بعد ذلك»، عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، من السلطة في مصر في 2013، كما قدم البلدان الدعم للجماعات الإرهابية، وأصبحا راعيين مهمين لها في المنطقة.وقد أدى هذا - بحسب كاتبي التحليل - إلى خلق مخاطر أمنية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، كما ساهم في تعقيد المساعي لتحقيق الاستقرار السياسي. وأكد التحليل أن توجهات قطر وتركيا «تتصادم بطريق مباشر وغير مباشر مع سياسة الولايات المتحدة، وهو ما أدى لاحتدام التوتر بينهما وبين الولايات المتحدة، والذي بدأ منذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والتي كافحت لتجد سبيلاً للاستجابة لاضطرابات 2011 والحرب السورية».وأضاف الباحثان: «في وقت تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى التعاون الكامل من جانب حلفائها في مواجهة تصاعد عدم الاستقرار والنزاعات، فإن سياسات قطر وتركيا تشكك في الوضع الإقليمي القائم، وأدت إلى تصاعد الخلافات السياسية».وأكد التحليل أنه في حين اتخذت الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب، موقفا متشددا تجاه الجماعات الإرهابية وانحازت بشكل كبير لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية بشأن قضايا المنطقة، أضرت مواقف قطر وتركيا بدعوته لتوحيد المنطقة ضد إيران والجماعات الإرهابية.من جهة أخرى، دعا ائتلاف المعارضة القطرية أفراد الجاليات العربية في أمريكا إلى الحذر وعدم الوقوع في الفخاخ والمخططات الإجرامية لنظام الحمدين الإرهابي التي ينصبها لهم تحت شعارات وأساليب تعتمد اللعب على العواطف والتحريض على الشعبوية والتطرف.وقال الائتلاف في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع «تويتر» أمس إنه وبعد الفضائح المتتالية للنظام القطري مؤخراً في مجال دفع أموال لشخصيات سياسية وإعلامية أمريكية، تم توجيه عملاء تميم بإعادة التركيز على دعم مجالس وجمعيات تدعي تمثيل الجاليات العربية في الولايات المتحدة.وأضاف، أن هذه الكيانات ليست إلا مجموعات إخوانية تنشر التطرف في أمريكا الشمالية وتستغل الأعداد الكبيرة للمهاجرين إلى هذه المنطقة من خلال استقطابهم لقاء دعم مادي ووعود بوظائف.وأشار إلى أن عملاء تميم عقدوا سلسلة اجتماعات مع قادة هذه المجالس والجمعيات وطلبوا منهم التصعيد المكثف لشعارات الإسلاموفوبيا ضد إدارة الرئيس الأمريكي وفريق مستشار الأمن القومي جون بولتون.وتابع أن النظام القطري يخشى حاليا أن يقوم الكونجرس الأمريكي بتبني مشروع قرار يضع تنظيم «الإخوان» رسمياً على لائحة الإرهاب وبالتالي يصبح موقفه أكثر ضعفا عالميا.وناشد ائتلاف المعارضة القطرية أفراد الجاليات العربية في أمريكا وغيرها عدم الوقوع في الفخاخ التي ينصبها لهم تميم تحت شعارات وأساليب تعتمد اللعب على العواطف والتحريض على الشعبوية والتطرف.
مشاركة :