اتفاق على عدم محاربة التطرف بالتطرف واستفزاز المخالفين ب «الجدل العقيم»

  • 9/30/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

برئاسة د. الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، عقد مؤتمر مكة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، بعنوان: الثقافة الإسلامية الأصالة والمعاصرة، جلساته بحضور أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسؤولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر، وقد شارك في الجلسة الأولى ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة لأداء فريضة الحج. وشهدت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر والتي أقيمت تحت عنوان (الثقافة الإسلامية.. المفهوم والخصائص) بمقر الرابطة نقاشا بين المشاركين ففي الوقت الذي طالب فيه الدكتور مصطفى عطية جمعة بضرورة إيجاد مفهوم للثقافة أكثر مرونة، وقال: "فنحن لا نحتاج مفاهيم ملأت الكتب والبحوث نحن في حاجة إلى توظيف لهذه المفاهيم على الفرد والمجتمع مشيرا إلى أن الفرد لابد أن يفهم أن الثقافة هي من الأمور الضرورية التي يحتاجها ولابد أن يعيش بها ويتعايش معها فنحن في حاجة الى مفهوم مرن يرتبط بالفرد المسلم والجماعة المسلمة". فيما شن ناجي علوش هجوما على الكثير من المجتمعات الإسلامية مطالبا بضرورة إيجاد آلية عملية للثقافة يتم تطبيقها عبر مؤسسات مقننة مشيرا أن هناك آلاف الشباب الذين يذهبون للغرب ويحصلون على أعلى الشهادات فهل تم التفكير في هؤلاء الشباب في نقل ثقافة المجتمع المسلم إلى هذه المجتمعات. في حين رد الدكتور عارف علي القره داغي بقوله إن الثقافة ليست جهدا بشريا محض وهي عموميات لا تتعارض مع الوحي. أما الدكتور خالد عبيد فقد طالب بضرورة دراسة طبيعة المجتمعات العالمية والاطلاع على ثقافاتها وتقديمها للمختصين وكذلك دراسة اللغات العالمية واستثمار الجوانب الاقتصادية في العالم الإسلامي لنشر ثقافته وكذلك نشر الثقافة الاسلامية عن طريق المؤسسات الخيرية وذلك من خلال التسمي بأسماء إسلامية لها مدلول ثقافي إسلامي. وطالب عبيد بعدم استفزاز المخالفين وجدالهم فيما لا فائدة فيه وعدم التطرف في محاربة التطرف. من جهته قال الدكتور يوسف جمعة إن الثقافة لا تخالف الدين والدعوة عالمية وخصوم الإسلام لا يتركون مناسبة دون الإساءة للإسلام فنحن نملك بضاعة من ذهب يجب ان نحكم ثغراتها حتى لا يدخل أعداء الإسلام منها. في حين اتهم الدكتور حمزة الفعر الباحثين بوقوعهم في تداخل أثناء طرحهم وخاصة بعدم تفريقهم بين الثقافة والشريعة مشيرا أن الثقافة جهد بشري تختلف مرجعياته وجهده تبعا لذلك ولابد من الفصل بينها. وطالب الفعر بضرورة عولمة الثقافة بشكل مقصود لا بالتوسل والوسيلة تتبع الغاية وهي ليست غريبة ولا بدعة بل سائرة في الدعوة الاسلامية وان تتخذ الوسائل المناسبة لإبلاغ الدين حيث لا نملك القوة التي تساعدنا على بسط ثقافتنا. في حين طالب الدكتور عبدالله بوخلجال في مداخلته الباحثين بتقديم ثقافة إسلامية بضوابط شرعية للمسلمين الذين يعيشون في خارج البلاد الاسلامية يستطيعون بها التعايش مع الثقافات الأخرى. أما حسني حمدان فطالب الباحثين بخطوات ايجابية يستطيعون أن يخاطبوا بها العالم لنشر ثقافتنا الاسلامية مطالب الجميع بحمل الهم الإسلامي وخاصة من يعيش في خارج البلاد الاسلامية. وكانت الجلسة الأولى قد رأسها الدكتور كمال محمد عبيد مدير جامعة أفريقيا العالمية بالسودان وتحدث فيها كل من الدكتور مفرح القوسي أستاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود تحدث فيها عن موضوع رؤى تأصيل الثقافة. فيما كان المتحدث الثاني هو الدكتور عارف على القره داغي الأستاذ في الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا حيث تحدث عن مقومات الثقافة الاسلامية. في حين كان المتحدث الثالث الدكتور محمد الأمين المختار الأمين العام لجامعة عبدالله بن ياسين بموريتانيا وقد تحدث عن موضوع نحو عولمة الثقافة الاسلامية. وأبان الباحثون خلال استعراض بحوثهم تعريفا مفصلاً لمفهوم الثقافة الإسلامية، وأوضحوا أن الإيمان بالله تعالى أصل الثقافة الإسلامية، مستدلين بذلك بما جاء في الكتاب والسنة. وقالوا: إن ما تعانيه الأمة اليوم من تمزق وانقسام وما تقاسيه من نكبات وأزمات يعكس كل ذلك مدى عمق واتساع الخلل الحاصل في بنيتها الثقافية، ومدى الحاجة الملحة إلى المبادرة بإصلاح ثقافي شامل على أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة. كما ناقش المشاركون تأصيل الاتجاه العام للثقافة الإسلامية وخصائص الثقافة الإسلامية، التي تمتاز عن غيرها من الثقافات لأنها ربانية المصدر والوجهة، وهي ثقافة عالمية، بكل ما تعنيها من كلمة. وتناول الباحثون المقومات العالمية للثقافة الإسلامية، والقدرة على استيعاب الثقافات الأخرى. من جهة أخرى قررت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي تشكيل لجنة مكونه من 9 أعضاء لصياغة توصيات مؤتمر مكة واستقبال الآراء والمقترحات من المشاركين وتقديمها للجنة بحيث تكون مكتوبة لتقوم اللجنة بمناقشتها واقتراح التوصيات التي يخرج بها المؤتمر.

مشاركة :