ظاهرة نزع الحجاب

  • 12/24/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ينتشر نزع الحجاب في أوساط المجتمع بشكل ملموس. لا تمر أيام إلا ونسمع خبرا عن إحداهن، كما نشهد ذلك عبر صور البنات التعريفية في وسائل التواصل الاجتماعية الإلكترونية. ظاهرة نزعه لا تقتصر على شريحة معينة من المجتمع، فمنهن التقليديات ومتواضعات الثقافة والمثقفات أيضا. تخبرني صديقة بمرور العديد من صور البطاقات المدنية عليها خلال عملها لمراجِعات بالحجاب بينما يقفن أمامها من دونه. وهناك من يسررن القول بالرغبة في نزعه، وما يمنعهن هو الرفض المدجج بالويل والثبور من قبل ذكور من الأسرة أو الخوف من القيل والقال. بالإضافة إلى كثيرات ينزعنه أثناء السفر وبوجود أزواجهن أو آبائهن أحيانا، وكأن الحجاب أصبح عبئا اجتماعيا ثقيلا كاشفا لنا عن هشاشة وسطحية علاقته بجوهر الدين. بعض السيدات الأكبر سنا تجدهن متدينات، ولكن لا يلتزمن بتغطية شعورهن بالكامل، ويرددن على مسمعك أنهن لسن محجبات بل محتشمات في لباسهن، فالحجاب الحقيقي هو حجاب الأخلاق، أما الحجاب المتعارف عليه فهو مجرد عادة اجتماعية وشكليات. قبل أن يمارس المجتمع تنمّره المعتاد على هؤلاء النساء وصب جام غضبه عليهن، فليتساءل أولا: هل ارتدين الحجاب بكامل إرادتهن أم تبرمجن وطيّعن أو أجبرن عليه بشكل أو بآخر؟ هل يملكن حرية الاختيار واتخاذ القرار في ما يخص ذلك؟ هل يملكن حياتهن كإنسان مستقل شريك للرجل في الحياة، أم أنهن مجرد كائنات أنثوية مقوَّضة ومنضوية تحت جناحه في مجتمعات تهيمن عليها سلطة الذكر؟ لم يكن الحجاب يوما دليلا على حسن أخلاق المرأة، والإجبار عليه نشر ازدواج الأخلاق والنفاق الديني وأمراضا فكرية وعقدا اجتماعية لا حصر لها.. الواقع يقول ذلك. أصل كلمة «حجاب» من حجب، وتعني في اللغة «المنع»، ويقال حجبته عن كذا، أي منعته. وهذا في معجم مقاييس اللغة. أما في القرآن الكريم فذكرت كلمة «حجاب» سبع مرات، وعرّفت التفاسير التي أجمع عليها المسلمون المعنى بعيدا عما هو متعارف عليه في أوساط المجتمعات المسلمة، وذلك وفقا لما ورد في سياق الآيات. تمثل المرأة هاجسا كبيرا في الفكر والخطاب الديني، في وقت يعاني فيه المسلمون من الفقر والتخلف والحروب وسفك الدماء. استحوذت قضية الحجاب بشكل كبير على تفكير المسلمين، في حين وجب عليهم الاهتمام بقضايا أهم بكثير. في حقيقة الأمر الحجاب انتشر في عقود سابقة لأسباب سياسية، ويبدو أنه يخفت تدريجيا لأسباب سياسية أيضا، فالظاهرة لا تقتصر على الكويت فقط. وفق ما نشهده من تغيرات وتحولات في الخطاب الديني وإنشاء مجمع للحديث النبوي في المملكة العربية السعودية لمراجعة السنة النبوية والعمل على تنقيحها، هل سنسمع في القادم من الأيام فتوى جديدة تقر أن الحجاب ليس فرضا؟ أسيل عبدالحميد أمين aseel.amin@hotmail.com

مشاركة :