نجح فريق من الباحثين في كشف الآلية أو الطريقة التي تؤدي إلى تثبيط المناعة المضادة للأورام الثانوية بالرئتين، والأورام الثانوية تنفصل عن الورم السرطاني الرئيسي وتنتشر في الجسم، وتعد من الأسباب الأساسية وراء حدوث أغلبية حالات الوفيات لمرض السرطان، ويتصور الباحثون أن هذه الأورام الثانوية تحتاج إلى تعاون بين الخلايا السرطانية المنتشرة وبين البيئة الخلوية للخلية التي يحدث الانتقال إليها، والعامل الأساسي في هذه البيئة هو الجهاز المناعي الموجود بهذه المنطقة الجديدة والذي سوف يكافح الخلايا السرطانية المهاجمة لهذه المنطقة، ومن طرق الدفاع للمناعة استخدام الخلايا التائية، التي تشتمل على بروتينات تساهم في منع حدوث الالتهابات داخل الرئة، لكنها حساسة للأكسجين وتضرر منه بصورة كبيرة، وتعتبر الرئتان هما الموقع المشترك للعديد من الأورام الثانوية في حالة الإصابة بمرض السرطان.توصلت هذه الدراسة إلى أن الأكسجين يقمع تحركات الخلايا التائية في محاربة السرطان، وهو ما يحمي الخلايا السرطانية التي انتشرت بالرئتين من مهاجمة جهاز المناعة، وتشرع في عملها بتكوين مستعمرات من الأورام النقيلية بتلك الأماكن، وتعتبر الرئة أكثر الأماكن المستهدفة من قبل الأورام الثانوية، ويمثل الأكسجين عاملاً بيئياً منتشراً بالرئتين، ما دفع الباحثون للكشف عن دوره في المناعة، واكتشفوا أن بروتينات استشعار الأكسجين تعمل داخل الخلايا التائية على قمع الاستجابة المناعية، التي تقوم بمواجهة الأجسام الضارة التي تدخل الرئتين، وبذلك تستطيع الأورام النقيلية من البقاء داخل الرئتين، وتبين أن هذه البروتينات تعزز التهاب الخلايا التائية، ما يؤدي إلى ضعف قدرتها في إنتاج الجزيئات المسؤولة عن مقاومة الروم السرطاني.قام الباحثون بعمل تجربة على الفئران لتحديد ما إذا كانت هذه البروتينات تعزز من نمو الخلايا السرطانية بالرئة، واستخدم مجموعتان من الفئران تم تجريد إحداهما من تلك البروتينات الموجودة بالخلايا التائية، وتركت المجموعة الأخرى على طبيعتها دون تدخل، ثم تم حقن المجموعتين ببعض خلايا سرطان الجلد، فظهر نمو الأورام الثانوية بالرئتين بشكل كبير لدى الفئران الطبيعية الحاملة للبروتينات الموجودة بالخلايا التائية، ولم يظهر وجود لهذه الأورام في مجموعة الفئران التي تم تجريدها من هذه البروتينات، وانتهت النتيجة إلى أن استخدام طرق تثبيط البروتينات مستقبلات الأكسجين التي تتواجد في الخلايا التائية بأي وسيلة، سواء كان من خلال الجينات أو عن طريق الأدوية فسوف يساعد ذلك على قمع وتحجيم انتشار الأورام الثانوية.
مشاركة :