الراعي: نخشى انزلاقاً سلطوياً

  • 12/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وجه البطريرك الماروني بشارة الراعي من بكركي أمس، رسالة الميلاد إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، مطالباً السلطة السياسية بالانكباب بكل جهد على معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لحفظ كرامة الإنسان. وأكد أن «الكنيسة لا تعتنق أي نظام سياسي خاص، ولا يمكنها أن تتلون بهذا أو ذاك من الألوان السياسية، بل ترضى بكل أداء ونظام يضمن للإنسان حقوقه وخيره واستقراره وكرامته، ويفسح في المجال لجميع المواطنين بأن يحققوا شخصيتهم في مناخ من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة».   فقر اللبنانيين والنازحين وقال: «لا يمكن القبول بأن يبقى ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر، كما أظهرت دراسات البنك الدولي. هذا اللبناني الخلاق الذي اعتاد على البحبوحة والكرامة، كيف القبول به يعيش في الحرمان، لا يستطيع أن يؤمن حاجيات الحياة الأساسية من غذاء وكساء ودواء وتعليم وماء وكهرباء؟ وأي ضمير عالمي يقبل بأن تعيش 58 في المئة من أسر النازحين السوريين عندنا في فقرٍ مدقع، كما أظهر تقرير 2017 للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين». وأسف لأن «الأسرة الدولية لا تفي بوعودها والتزاماتها وهي التي فرضت الحرب على العراق وسورية وحرضت عليها، وأن دولاً مقتدرة بالمال والسلاح أججت نارها في هذين البلدين وفي سواهما، تهجر المواطنين الآمنين من بيوتهم، وتلقي بثقلهم على الدول المجاورة، ومنها لبنان». ولفت إلى أن «من حق الأهالي اختيار المدرسة التي يريدون لأولادهم، من أجل العلم والتربية الرفيعة»، آسفاً لأن «يكون قانون سلسلة الرتب والرواتب أحدث بعض الشرخ في قلب الأسرة التربوية الواحدة: بين المعلمين وأهالي الطلاب والمدارس الخاصة»، مشيراً إلى أن «المدرسة الخاصة، ولا سيما الكاثوليكية، معنية بالحفاظ على المعلمين وضمان حقوقهم، وعلى أهالي الطلاب بالتخفيف عن كاهلهم». ودعا الدولة إلى تحمل مسؤوليتها «في تعليم اللبنانيين بحكم الدستور، وأن تعتبر أن المدرسة الخاصة ذات منفعة عامة»، مطالباً إياها بـ «دفع فروقات رواتب المعلمين الناتجة عن السلسلة الجديدة، وتمنع بالمقابل رفع الأقساط المدرسية». كما طالبها بـ «الحفاظ على المدرسة المجانية». ورأى أن «على الدولة في المدى الطويل أن تدعم رواتب المعلمين في المدارس الخاصة، مثلما تؤمن كامل رواتب المعلمين في المدارس الرسمية». وقال: «يخشى اللبنانيون، نتيجة ما يحدث في هذه الأيام، انزلاقاً سلطوياً نحو استحداث أنماط لتقييد حرية الإعلام والصحافة والتعبير، والتضييق عليها لأغراض سياسية أو لمشاعر كيدية»، مشدداً على أنه «من الواجب أن يبقى الجميع تحت سقف قانون الإعلام والتقيّد به، وبالأخلاقية التي يقتضيها. ولا يحق على الإطلاق تسييس القضاء، ليظل عندنا العدل أساس الملك». ولفت إلى أن «عيد الميلاد ينقلنا إلى القدس، المدينة المقدسة، التي تحافظ عليها الأسرة الدولية منذ سنة 1947 لعلها تنعم بكيان خاص، عبر قرارات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، آملاً بأن «تصبح يوماً ذات نظام دولي يحمي أماكن عبادة الديانات التوحيدية الثلاث وممتلكاتها، ويضمن حرية الوصول إليها للجميع».   قرار ترامب ومفاوضات السلام وأشار إلى أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينقض كل هذا التاريخ بقراره الصادر في 6 الجاري، والقاضي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وبنقل السفارة الأميركية إليها». واعتبر أنه «قرر أن يهدم كل مداميك مفاوضات السلام، ويُشعل نار انتفاضة جديدة بل حرباً، لا سمح الله»، آسفاً لأن «تتخلى الولايات المتحدة، عن رسالتها الرامية أصلاً إلى حماية حقوق الإنسان والشعوب، وحماية الديموقراطية وتعزيزها». وأكد أن «القوة الحقيقية ليست فقط بالمال والنفوذ والقدرات المادية، بل بالمحبة والتجرد والأخلاقية وصنع الخير من دون حدود». وإستقبل الراعي في بكركي وفي حضور الكاردينال نصر الله صفير، المهنئين بالأعياد وفي مقدمهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب. وتلقى الراعي اتصال تهنئة من الرئيس السابق للحكومة سليم الحص.

مشاركة :