سؤال قد يبدو سهل الإجابة لكنه صعبها فمنذ العصور القديمة، كان هذا الغرور يسيطر على الذكور وكانت فكرته تتمحور كوني أنا ذكر يحق لي ان اتفاخر أمام البشر أما أن كنت أنثى فهذا حظي السيء أو لعنة قد حلت بي.. ففي العصر الجاهلي وصل الغرور الذكوري بأن تم دفن الانثى تحت التراب منذ ولادتها فهي لاتستحق أن تعيش ليس لجرم قامت به أو خطيئة سوى كونها انثى. وحين جاء الاسلام نصر المرأة وجعلها تتمتع بحقوقها بأن تعيش حياة كريمة لكن بعض الذكور ذوي العقول المتحجرة لازالت فكرة دفن الانثى عالقة في اذهانهم ولكنه للأسف دفن من نوع اخر ليس دفن تحت التراب إنما دفن المرأة تحت جهله وغروره الاجوف فهناك ذكور يعاملون الانثى بانها كائن ضعيف لاحول له ولا قوة وليس له حق بان يمتلك حرية الفكر أو النقاش؛ معللا ذلك بقوله ناقصات عقل ودين. وأوضح عليه الصلاة والسلام، أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وان شهادتها تجبر بشهادة امرأة اخرى وأما ناقصات دين فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة لكن هذا النقص ليست مؤاخذة، وأنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل رفقا بها وتيسيرا عليها. في اعتقادي الشخصي من جعل جملة ناقصات عقل ودين شعاره ضد المرأة فهو ناقص الفكر والفهم ضعيف الحجة أمامها يختبأ خلف ستار جهله فقد تكون تلك الناقصة العقل والدين برأيك تمتلك عقلا راجحا وتصرفا حكيما أفضل من عقلك، وقد تكون ذا منزلة عظيمة عند خالقها لتقواها ألا تعلم يا صاحب الغرور الذكوري إن الله سبحانه وتعالى لم يفرق في الجزاء والمؤاخذة بين الذكر والأنثى. قال تعالى(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)، وساوى بينهم على مستوى الحقوق (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، أما من ناحية القوامة فقد جعلك الله سبحانه وتعالى بقوتك مكملا لضعف تلك الأنثى التي تركت كل شيء خلفها واختارت العيش معك بقية حياتها لتجد فيك ذاك القلب الذي يحتويها بالعطف والحنان وليس لغرض غرورك وسيطرتك عليها وكان عليه الصلاة والسلام يدعوا الى رعاية النساء (استوصوا بالنساء خيرا) مشمولة الأم والاخت والزوجة. وقال ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، ونبينا الكريم قدوة يحتذى بها وأخيرا يكفي النساء فخرا بأن أول من أعتنق الدين الإسلامي على وجه الأرض امرأة وهي السيدة خديجة رضي الله عنها، ويكفي النساء فخرًا أيضًا بوجود سورة كاملة بالقرآن تحمل اسم النساء. سيدتي لا تجعلي صغار العقول يجعلونك اسيرة معتقداتهم وأفكارهم الخاطئة ولا تصغي لجهلهم عززي ثقتك بنفسك وثقي بقدراتك وإيمانك بالله عز وجل حتى تنعمي بحقوقك وبحياة كريمة وسعيدة . أ/ فردوس أحمد – جدة
مشاركة :