أصدر نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي التابع لوزارة الثقافة والرياضة، أحدث أعداد مجلته الفصلية "الجسرة الثقافية" الذي يحمل الرقم 46. وفي المقال الافتتاحي كتب مصطفى عبدالله عن الجوائز الأدبية أنه منذ أربعين عاما ومتابعة أحوال الجوائز الأدبية والفكرية في وطننا العربي، وفي الغرب أيضا، من شواغلي الرئيسية، وكان عددها عندئذ محدودا للغاية، وكانت معظمها جوائز مقدمة من دولة إلى رعاياها، وكانت جوائز المؤسسات الثقافية في الغرب أكثر منها في بلداننا العربية، وكثيرا ما كنت أدعو رجال المال والأعمال وأصحاب المشروعات الكبرى للنظر إلى الواقع الثقافي، والاقتداء بسلوك الغرب في تخصيص الجوائز التي تستهدف تشجيع النابهين من المبدعين على مواصلة المشوار، وتغير الحال، حيث شهدت أوطاننا العربية أنماطًا من الجوائز غير الرسمية التي اتجهت في البداية صوب القصيدة تشجعها بسخاء من منطلق الإيمان بأن "الشعر ديوان العرب"، لكنها سرعان ما اختصت فنون السرد، والرواية على وجه التحديد بالاهتمام فرأينا جوائز الرواية تستأثر بالساحة، أو تقف على رأس القائمة، بمجرد أن أطلقت صيحة "أننا نعيش عصر الرواية". وقال الروائي والناقد التونسي الدكتور محمد آيت ميهوب "في هذا العدد يظفر العقل بطرافة المواضيع وعمق المضامين وأصالة الأفكار، ويغنم الوجدان فصولا زاخرة بالعاطفة والخيال والحنين إلى أماكن الماضي وأزمنته الحية دائما في ذاكرة القلب، أما البصر فله في هذه الصفحات ألوان تقطر بهجة وصورا بكرا حية متناسقة في تعددها واختلاف أبعادها وتنوع زواياها، صاخبة تكاد تنطق بما كان يحف بالناس والأمكنة والأشياء الذين خلدتهم، من أصوات وحركة وضجيج". وفي مقال للكاتب إبراهيم خليل الجيدة رئيس التحرير الذي يحمل عنوان "أول طلة" يتحدث رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي عن الطفرة التي تشهدها المجلة، بدءا من هذا العدد، على مستوى المحتوى الفكري والصحفي الذي يفيد من خبرة الكاتب الصحفي الكبير مصطفى عبدالله المشرف العام على تحريرها، وعلى مستوى الشكل الفني من خلال لمسات أيمن رمسيس، الفنان البارز في مجال تصميم المطبوعات والمجلات الثقافية في العالم العربي. وشمل العدد على تحقيق صحفي عنوانه "مقاهي المثقفين وصالونات المبدعين"، يضم مشاركات صحفية: من تونس، واليمن، ولبنان، ومصر، حول هذه المجالس الأدبية ونجومها من أمثال: نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والعقاد، ومحمود حسن إسماعيل، وأنور المعداوي، وعبدالعزيز المقالح، والبياتي، وساسة لبنان وفنانيها، فضلا عن الدوعاجي وغيره من أدباء "جماعة تحت السور" التي صنعت نهضة تونس الثقافية وصحوتها السياسية. وبالعدد دراسة عن كتب التغريدات في الساحة القطرية، وإطلالة عن أحدث مؤتمر علمي حول أدب الطفل عقد في العاصمة العمانية مسقط، وإطلالة أخرى من كندا يقدمها الدكتور رامي عبود حول مستقبل الإنسان في حضرة الروبوت. وفي محور "نحن والآخر" يكتب عبدالسلام باشا من برشلونة عن محاولة انفصال إقليم "كتالونيا" عن الجسد الإسباني، كما يكتب أبو بكر العيادي من فرنسا عن العنصرية الغربية، ومن مريلاند يكتب الدكتور شريف مليكة عن حركة النشر في أمريكا وظاهرة الوكيل الأدبي.;
مشاركة :