لا شك أن تحقيق النتائج الإيجابية في أي بطولة رياضية تستند إلى الانطلاقة الجيدة والمشجعة بكل ما تعنيه هذا الانطلاقة من ابعاد، وعليه اصبح هذا المبدأ يشكل ارضية اساسية في البطولات الرياضية. يمكن قراءة تعادلنا الإيجابي بهدف لمثله أمام المنتخب العراقي مساء يوم السبت الأخير كبداية معنوية إيجابية لمنتخبنا الوطني خلال مشاركته في النسخة الثالثة والعشرين «خليجي 23» من بطولة كأس الخليج التي تستضيفها الكويت خلال الفترة من 22 ديسمبر الحالي وحتى 5 من يناير المقبل. لماذا الحاجة إلى هذه الانطلاقة المعنوية الجيدة؟ إن هذه الانطلاقة تساعد على تعميق الثقة بالنفس بين اللاعبين وتحفزهم على النشاط والإصرار داخل الملعب. كما أن هذه الانطلاقة تعزز التفاؤل وتزرع الأمل بين جماهيرنا الرياضية المتعطشة بأن يقوم منتخبنا الوطني بإحراز كأس الخليج لكرة القدم كاستحقاق مشروع، خاصة وأن البحرين- وهي التي وضعت حجر الأساس في بطولات كأس الخليج- لم تحرز كأس الخليج على مدار قرابة خمسة عقود من عمر البطولة. يبدو أن المستوى الذي قدمه لاعبو منتخبنا والاثارة الكبيرة التي شهدتها مباراة منتخبنا أمام منتخب أسود الرافدين يدعو للتفاؤل رغم التعادل الإيجابي، كما أن هذا المستوى أثر بشكل إيجابي على تغيير انطباع الجماهير إزاء المنتخب نحو الأفضل، حيث وفق قناعتي فأني أرى أن منتخبنا كان بإمكانه أن يحقق الفوز على نظيره العراقي. وهذا التعادل الذي أتمنى أن يعطي شحنة معنوية للاعبي منتخبنا لخوض المباريات القادمة بمعنويات مرتفعة، إيذانا بإعادة سيناريو دورة كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت عندما تعادلنا في بداية مشوار البطولة أمام المنتخب القطري، وأنهينا البطولة بإحرازنا المركز الوصيف خلف المنتخب السعودي. إن منتخبنا قدم أداء مقنعا امام العراق وأهم ما اتسم به هو الاصرار على الفوز حتى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وقد أظهر لاعبونا شيئا جديدا في هذه المباراة على المستوى الثقة النفسية حيث كانوا على أتم الاستعداد للمباراة، خاصة وأن منتخبنا يحتاج للجانب النفسي بقدر كبير، وذلك في ظل افتقاد لاعبي منتخبنا لعنصر الخبرة. ختاما، أتمنى أن تعطي هذه البداية المعنوية المشجعة دافعا للاعبين والجهاز الفني لتحقيق نتائج أفضل وتكون «خليجي 23» هي الفرصة الجديدة لاستعادة بريق منتخبنا الذي سطع بين عامي 2003 و2004، ونأخذ وضعنا الطبيعي بين منتخبات دول الخليج العربي. حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب
مشاركة :