«الجزيرة المفقودة».. المعرفة أساس رفاهية المجتمع ووحدته

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» قدمت فرقة مسرح الفجيرة في ثالث أيام مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مسرحية «الجزيرة المفقودة»، من تأليف أحمد الماجد، وإخراج صابر رجب، وتمثيل: دلال الياسر في دور «ليلى»، شمسة النقبي «كوزما»، بشرى «الزوجة»، أمل «فييانكا»، خليل «درامكو»، ياسين «جاسون»، طلال «أوريون»، و محمد بدور «أبو وجهين».شارك في العمل جوقة تألفت من: خالد و أسامة وعبادي وماجد، كما شارك في العمل طاقم فني مكون من: سعيد الهرس «تصميم وتنفيذ الإضاءة»، عماد الجمل «تصميم وتنفيذ مؤثرات صوتية»، ميرزا المازم «ألحان وتوزيع الأغاني»، وكتبت شمسة النقبي كلمات أغاني العرض، كما قامت سفيتلانا راسولوفنا بتصميم وتنفيذ الأزياء، وصمم الديكور المخرج صابر رجب، ونفذ الديكور وسام، وساعده كل من: أحمد عبد التواب، وعبد الرحمن صلاح.تنتصر فكرة المسرحية للخير، وتنبه إلى قيم المواطنة والاتحاد والتعاون والحب، وتقدم مادة تعليمية وتربوية، من خلال حبكة مسرحية تدور أحداثها في جزيرة مفقودة، وكأنها ليست على خريطة الزمن، في أبعد نقطة عن العالم، أو هكذا أوحى الحوار على لسان بعض شخصيات العمل، هذه الجزيرة كان يقطنها بشر مسالمون، ووادعون، لا يعكر صفوهم أي طارئ، يستمتعون بما توفر لهم من رغد العيش، حتى وصلها الشرير «أبو وجهين» هذا الذي عاث فيها فساداً، بل وأخفى الكثير من معالمها، وجعلها مرتعاً لطموحاته الشخصية، حيث طال عبثه كل منارات العلم والثقافة وأولها المدارس، كما قام بحرق الكتب، وهو الذي انعكس على حال سكانها، الذين أصابهم الكسل والوهن، فتبلدت مشاعرهم وقد كانوا من قبل مثالاً في الذكاء والفطنة والنباهة.يقرر أهل الجزيرة في لحظة فارقة، أن يعيدوا جزيرتهم إلى سيرتها الأولى، حين كانت مثالاً في الرخاء والعلم، ويقررون التخلص من هذا الشرير، ويستعيدون ما فقدوه من علوم ومعارف، وحين يسمع «أبو وجهين» بهذه الأنباء من خلال أحد جواسيسه، يقرر أن يلعب معهم لعبة، لكي يتسلى فيقترح عليهم «مسابقة» تركز على الجانب الذي يحبونه وهو العلم، وهو تحدٍّ يريد أن يثبت الشرير من خلاله أنه ليس الأقوى فحسب، بل الأكثر علماً ومعرفة، وأنه ليس جاهلاً كما يعتقدون، ويعدهم بأنهم إذا اجتازوا المسابقة فسوف يترك لهم الجزيرة، وإذا خسروا فسوف يغادرونها إلى غير رجعة.قبل سكان الجزيرة هذا التحدي، وهنا، يظهر دور الرجل الحكيم، الذي يقرر الاستعانة ب«ليلى»، فيذهب إلى حيث تسكن هذه الفتاة المعروفة بذكائها، والتي تقوم بالتدريس في منطقة نائية لم تطلها يد الشرير بعد، فيجلبها الحكيم إلى جزيرتهم بمركبته الفضائية التي هي آخر ما تبقى من التكنولوجيا في الجزيرة، والتي أخفاها عن أنظار الشرير.تُفاجأ ليلى بما عاينته من مشاهد غيرت معالم الجزيرة إلى الأسوأ، فتبدأ رحلة جادة لتعليم سكانها وتثقيفهم؛ لكي يتسلحوا من جديد بالعلم، ويحققوا الفوز، ويتخلصوا من هذا البلاء الذي أصابهم.وبالفعل ينتصر أهل الجزيرة على الشرير وأتباعه في مسابقة المعلومات، ويقوم الأهل بحبسه، فينعمون مجدداً بالعيش الرغيد، وتعود لهم مكانتهم، وتغادر ليلى حيث جاءت، مطمئنة على رسوخ السلم والوئام بين سكان الجزيرة.بذل مخرج العمل جهداً كبيراً في تأثيث خشبة العرض بسينوغرافيا معبرة، لعبت فيها الإضاءة دوراً مؤثراً، وقد كان لعنصر التمثيل دوره في توضيح فكرة العرض، حيث نجح أبطال العمل في تقديم مشاهد مقنعة، أضاءت على رسالة المسرحية، وهي الحث على العلم، ودوره في مواجهة قوى الشر والظلام، ووصلت هذه الرسالة إلى الأطفال، الذين تفاعلوا معها بشكل لافت.في نهاية المسرحية، أقيمت جلسة تقييمية بحضور مؤلف العرض ومخرجه، وشارك فيها عدد من المسرحيين، بينهم: طلال محمود، وسلطان بن دافون، وعبدالله الحريبين، الذين قدموا مداخلات أثنت في مجملها على فكرة النص، وكذلك الجهد الذي بذله مخرج العمل، الذي ضبط إيقاع العرض وأدار طاقماً من الممثلين الشباب، ومنهم عدد كبير يصعد الخشبة للمرة الأولى، ومن جهة أخرى فقد تم انتقاد بعض تفاصيل الإخراج، كمخارج ومداخل الجزيرة، هذه المداخل خرج ودخل منها خلال العرض سكان الجزيرة والغازون على حد سواء، وهو الذي أربك المشاهد، وفي ذات الإطار فقد انفتحت كواليس الخشبة الخلفية أمام المشاهد، وهو ما شتت انتباه جمهور الخشبة.كما شارك بعض الأطفال في تقديم مداخلات عبرت عن سرورهم بهذا العرض، الذي قدم قيمة تربوية هادفة، كالحض على التعليم، والتنبيه إلى ضرورة حب الوطن وإبراز أهمية الاتحاد.

مشاركة :