المريخي: الأمن أساس بناء وحدة المجتمع

  • 7/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ركّز فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن حسن المريخي في خطبة العيد بجامع الإمام على أهمية الأمن ودوره في وحدة الأمة، مؤكداً أن كل واحد منهما سببٌ في وجود الآخر، ومحذّرا من مخاطر الهدم بعد البناء، مشيراً إلى أن الهدم والبناء نقيضان وخطّان متوازيان لا يلتقيان. وهنأ المسلمين بعيد الفطر، طالباً منهم إظهار الفرحة والسرور في هذا اليوم العظيم الذي يعدّ من أيام الله التي أباح فيها لعباده الطيبات، وجعله يوم فرح وسرور، وأضاف: «افرَحوا بيوم فِطركم كما تفرَحون بيوم صومِكم، فهذا يوم الجوائِز، أدَّيتُم فرضَكم، وأطعتُم ربَّكم، صُمتُم وقُمتُم وقرأتُم وتصدَّقتم، فهنيئاً لكم، وتقبَّل الله منا ومنكم، فبارَك الله لكم في أعيادكم، ودامَت مسرَّاتكم، وأعانَكم ربُّكم على ذِكرِه وشُكرِه وحُسن عبادتِه، وجعلَ سعيَكم مشكوراً، وذنبَكم مغفوراً، وزادَكم في عيدكم فرحةً وبهجةً وسُروراً، هنيئاً لكم هذا العيد، وطُوبَى لكم المُدَّخرُ ليوم المزيد، جعلَ الله أيامَكم كلها سعادة، وتفضَّل عليكم بالحُسنى وزيادة، هنأَت منكم الأيام، وامتدَّت بكم على الصالِحات الأعوام، جعلَ الله أعمالَكم مقبولة، وأعمارَكم بالخير موصولة. العمل الصالح ثم تناول أهمية العمل الصالح الذي يعتبر الرصيد الحقيقي للإنسان، فقال: رصيد حقيقي ليوم الدين، في المحشر يبلغ العرق للناس على قدر أعمالهم والمرور على جسر جهنم والعبور عليه يكون على قدر العمل فمن المارِّين كالريح وكالبرق وكالفرس ومنهم من يحبو لأن الصراط مُظْلمٌ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فيعطون نورهم على قدر أعمالهم». البناء والهدم وخلص إلى المقارنة بين البناء والهدم، البناء والهدم، وما يمثله البناء الحسن للأمم، وأضرار ومخاطر الهدم، معتبراً أنهما نقيضان لا يلتقيان وشيئان متبرئان من بعضهما البعض، فالبناء اسم جميل وشرف يسعى له الموفقون وصفة وغاية تتطلع لها النفوس الأبية ومقام تشرئب إليه الأعناق، فجميل في المرء أن يكون بنَّاء، يبني ويعمر ويُصلح ويرمم، يسعى من أجل البناء، بناء الإنسان والبلدان والعقائد والأديان، لقد نجح الكثير من الناس في البناء الحسي، بينما أخفق كثير من الناس في البناء المعنوي، لهذا لا يزال البناء المعنوي متأخراً يراوح مكانه بدليل كثرة الهدّامين المخربين، ويكفي المرء شرفاً أن يُعرف في بيئة أو قرية أو مجتمع ويشار إليه بأنه البنَّاءُ المخلصُ، يبني النفوس والعقول والبلدان والأوطان والأخلاق والشيم، ويرمم التصدع هنا أو هناك، ويسد الشقوق والثقوب، إن الأمة تحتاج إلى بنائين أو بناةٍ حقيقيين، يبنون لا يسأمون ولا يعرفون اليأس والقنوط، فما أجملهم في الأوطان يبنونها ويذبون ويدافعون عنها ويحرسونها، في وقت بدت فيه البغضاء من أفواه الأعداء وما تخفي صدورهم أكبر، وما أجملهم في البلدان تتلألأ بهم وتستنير ببنائهم وجهدهم. وما أقبح الهدم حسياً ومعنوياً، فالهدم كله قبيح، وخاصة هدم البلدان، وأقبح منه هدم البلدان في زمن أو وقت تشنُّ فيه قوى الطغيان الظالمة الحاقدة العدوان على ديار الإسلام وتسعى فيه للهدم، فما أقبح المرء الذي يهدم بيته الذي آواه وستره، وما أقبحه وهو يعضُّ اليدَ التي أطعمته وسقته وما أقبحه وهو يسعى بكل ما أوتي ليكسر بمعوله وطناً حماه الله به ووجد الأُنسَ في فيئه وظلاله. من أوتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً، ومن الخير الكثير أن يوفق في معالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، يظهر هذا التوفيق والسداد عندما يطالع الإنسان المآسي الجارية في العالم، والدماء التي تسيل والخراب الهائل والتدمير وقتل الأنفس وإزهاق الأرواح بدم بارد، ففي الحديث (لقتل مؤمن أكبر عند الله من الدنيا وما فيها). أهمية الأمن وفي مستهل خطبته الثانية ركّز فضيلته على أهمية الأمن العام، فقال: الأمن في الأنفس والبلدان والمجتمعات من أجل النعم الربانية يكدرها ويهز أركانها عبث العابثين وتصرف القاصرين، فيالله كم من متسبب في تكديرها وكم من غافل يحطم جدرانها;

مشاركة :