اعتبر علماء أنّ ارتفاع درجة حرارة البحر الأحمر بمعدل أسرع من المعدل الوسطي العالمي يضع قدرة احتمال الكائنات الحية في البحر الأحمر على المحك، مما دفع الباحثين بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" لإجراء العديد من الدراسات والأبحاث لفهم وتحليل هذه الظاهرة ووضع الحلول المناسبة لمواجهتها، وتقديم بيانات مهمة تساعد على التنبؤ بمستقبل التنوع الحيوي البحري. وقالت الباحثة فيرونكا تشايدز طالبة الدكتوراه بالعلوم البحرية في "كاوست": "ينطوي المعدل العالمي لارتفاع حرارة المحيطات على عواقب كثيرة، وعلمنا مؤخراً أن ارتفاع حرارة البحر الأحمر أسرع من المعدل العالمي، وتظهر تحليلات بيانات الاستشعار من الأقمار الصناعية أن درجات الحرارة السطحية للبحر الأحمر قد ازدادت بمعدل درجة مئوية كل عشر سنوات متجاوزة المعدل العالمي لحرارة المحيطات البالغ 0.11 درجة مئوية كل عشر سنوات، وتوصلت الأبحاث إلى أن درجات الحرارة السطحية العظمى في البحر الأحمر تزداد من الشمال إلى الجنوب على طول حوض البحر الأحمر". وشددت تشاديز على أهمية الرصد المنهجي لتقييم آثار هذا ارتفاع الحرارة السريع على ابيضاض المرجان والموت الجماعي للكائنات الحية البحرية، وتشير الأدلة إلى أن درجات الحرارة الدافئة في البحر الأحمر تتحدى سلفاً قدرة كائناته الحية البحرية على التكيف والحياة، ومن المعروف أن الكائنات الحية البحرية عموماً تتكيف مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات عن طريق الهجرة نحو القطبين، وهذه الهجرة ليست سهلة في البحر الأحمر لأنه حيز شبه مغلق.
مشاركة :