لا يكذبون.. ولكنَّهم يقولون ما لا يفعلون

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

مؤسس ثاني أكبر سلسلة مطاعم بيتزا في العالم يتَّبِع مُنذ عقود طويلة حمية غذائية حتى لا يزيد وزنه عن 74 كيلو جرامًا وهو الوزن المثالي، وإذا اضطره الأمر فهو لا يتناول أكثر من 500 سعر حراري فقط، بمعنى أنَّه لا يتناول قُرص البيتزا الذي يصنعه للزبائن، بينما سلسلة مطاعمه هي المسؤولة اليوم عن زيادة الوزن لدى كثير من الأشخاص حول العالم، مثل هذه الأخبار والمفاهيم تتطلب منا دوماً إعادة فهم الأمور من حولنا فيما يخص الأطعمة تحديداً وطرق الإغراء والدعاية لتناولها، ولك أن تتخيل أنَّ العاملين في مطاعم المندي والكبسة لدينا، يأكلون النواشف والخضار والفواكه والأغذية الخفيفة التي لا تُسبب السُمنة، بينما يبيعونَّنا اللحم والأرز والمثلوثة المُشبَّعة بالدهون والكوليسترول صباحاً ومساءً. كثيرة هي القصص المُشابهة في عالمنا القريب، وكيل أحد أشهر المشروبات الغازية في المنطقة استبدل هذه المشروبات على سفرة طعامه (بالعصائر والألبان) بل إنَّ حضور مجلسه لسنوات وعقود طويلة يقولون لم نر أيَّ نوع من هذه المشروبات الغازية التي يورِّدها ويُعيد تعبئتها محلياً على سفرته إطلاقاً، قصص أخرى يتناقلها ويرويها الناس حول (عدم تدخين) الجيل الأول من أشهر مورِّدي التبغ (الدُخان) في الخليج خوفاً على صحتهم، أمَّا المُضحك المُبكي أنَّ ثاني أكبر شركة تصنيع تبغ في أمريكا منعت موظفيها من التدخين داخل مكاتب الشركة حفاظاً على الصحة العامة. مؤخراً ظهر أحد أشهر الأطباء السعوديين في علاج الجلد والليزر على سناب شات مُحذراً من الإفراط في تنظيف البشرة، ووضع كريمات واقي الشمس، وكريمات الصباح والمساء، ومراجعة عيادات الجلدية دون حاجة حتى لا يقعوا ضحية استغلال بعض الأطباء وأضرار هذه الأدوية، حفاظاً على صحتهم و أموالهم، كون أنَّ القليل هم من يحتاجونَّها في الحقيقية، وأنَّ البشرة التي لا يتم وضع كريمات عليها بشكل متواصل ومستمر هي الأفضل والأصح والأنضر، صاحبنا قضى سنوات طويلة وهو يجني الأرباح في عيادات الجلدية التي لا تجد لك موطأ قدم فيها، وتحذيره هذا ينطبق عليه مثل (بعد خراب مالطا). أحد الأصدقاء سافر إلى دولة قريبة حتى يحصل على تلبيسة أسنان (هوليود) كون سعرها هناك أرخص، وضمانهم أطول، ووقتهم أسرع، يقول ترددت عندما وجدت أنَّ أسنان موظفة الاستقبال صفراء، وتراجعت نهائياً عندما وجدت أنَّ أسنان الطبيب نفسه طبيعية مقبولة نوعا ما وإنّ كانت مُتفرقة، وليست تلبيسة هوليودية لامعة مثل تلك التي يُركبها لمُراجعيه. يبدو أنَّنا نعيش مُتناقضات في شتى مناحي الحياة تحتاج تفسير وتأمل.. وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :