أكد مواطنون ومقيمون أن أسعار الماشية والأغنام تشهد ارتفاعاً بنسبة تتراوح بين 30 و50 % في الأسواق كل عام، لافتين إلى أن تجاراً يستغلون عيد الأضحى لرفع الأسعار دون مبرر منطقي، مطالبين المسؤولين بالتدخل لحماية المستهلك من الاستغلال. لغة السوق ويتصاعد الطلب هذه الأيام على شراء الأغنام بشكل كبير في أسواق بيع وشراء الأغنام، وذلك عند اقتراب موسم عيد الأضحى المبارك لذلك أصبحت الأغنام بشكل أساسي مطلوبة بشكل كبير، ويسوق التجار وأصحاب المزارع مبررات يراها مستهلكون "غير منطقية"، ويعتبرها آخرون تتوافق مع لغة السوق القائمة على العرض والطلب، ويتراوح سعر رأس الغنم بين 1500 ريال و2000 ريال قابلة للزيادة، وبارتفاعها يجد معظم الناس حرجا في شرائها بما يثقل كاهلهم ويزيد من أعبائهم طيلة أيام العيد، بعدما كان سعر الخروف الواحد قبل أيام يتراوح بين 1000 و1200 ريال. سلعة موسمية وألقى بعض التجار اللائمة في ارتفاع الأسعار على أصحاب المزارع الذين يغالون في أسعارهم وبالتالي تنخفض أرباحهم ويتعرضون للخسارة، لذلك فهم يفضّلون الأغنام المستوردة التي تكون أرخص من البلدية أو التي تربى في المزارع، بينما لا يخفي بعض التجار استغلالهم المناسبة بقولهم إن الأضحية سلعة موسمية ترتبط بمناسبة عيد الاضحي، مؤكدين أن الأسعار ستبقى مرتفعة في حال استمرار حظر الاستيراد على بعض الأنواع، وطالب عدد من المستهلكين، المسؤولين بإلزام تجار المواشي والأغنام بوضع قوائم أسعار للأضاحي، قبل العيد، تتضمن تحديد سعر الأضحية ونوعها، وتقديم فواتير الشراء لإظهارها عند الطلب. الأضاحي متوافرة وقال أحد مستوردي الأغنام، "فضّل عدم ذكر اسمه" إن الأضاحي متوافرة بكميات كبيرة في الأسواق، لافتاً إلى أن الآلاف من رؤوس الأغنام التي تتطابق مع الشروط الشرعية للأضحية، تدخل الأسواق يومياً، مؤكداً عدم صحة شح عدد الأضاحي في الأسواق، لافتاً إلى أن حركة البيع تشهد انخفاضاً ملحوظاً هذا العام، وأكد سعيد عائض أحد تجار الأغنام أن أسعار الأضاحي هذا العام في متناول الجميع، ويبلغ سعر الخروف المستورد نحو 900 ريال، لافتاً إلى أن التجار يضعون هامشا للربح ضئيلاً لتشجيع المستهلكين على الشراء، واعتبر أسعار الماشية والخراف، مقبولة بالنسبة لزيادة الأسعار التي طالت جميع السلع خلال الفترة الماضية، مضيفاً أنه من غير المقبول أن تباع الأضاحي بأسعار العام الماضي، مؤكداً أن هامش الربح للتجار محدود. إجراءات الفحص وقال بعض موردي المواشي إن سبب عدم توافر الأغنام يعود إلى أن إجراءات الجهات المسؤولة في فحص المواشي المستوردة، خشية أن تكون حاملة لأي مرض من خلال اعتمادها طرق فحص كثيرة، وقال أحد البائعين صلاح أحمد "سوداني الجنسية"، إن أسباب عدم دخول الأغنام هو المزيد من الفحوص التي تجريها وزارة الزراعة، لخشيتها من وجود مشاكل صحية في المواشي المستوردة، وأضاف أنه بعد أن كانت الفحوص بطريقة عشوائية زادت الآن مما تسبب في إعادة الكثير منها وبالتالي إحجام بعض الموردين عن توريدها، وقال إنه في غياب قلة العرض وكثرة الطلب فإن الأسعار سترتفع بشكل كبير، مؤكداً أنه لا يوجد في السوق سوى النعيمي والبلدي والنجدي والسواكني. فتح الاستيراد وأوضح محمد أرشد أنه لو فُتح باب الاستيراد وكان شراء الأضاحي من البلاد الموردة رخيصاً، فسيكون البيع أفضل للجميع، ولكن هناك إجراءات تعطل عمليات الاستيراد، ولفت إلى مغالاة أصحاب المزارع في أسعار النجدي والنعيمي والأغنام البلدية، ولا تبقى هناك ربحية في معظم الأحيان، ونفضل المستورد على المحلي، ومن جانبه قال عوض البقمي "مستهلك" إن بعض الناس يقومون بشراء أغنام وتربيتها شهرا أو شهرين، ولكنهم لا يستطيعون معرفة نوع أكلها خاصة أنهم يشترون الغنم الضعيفة، وقد تتعرض للنفوق بسبب الحر أو عدم العناية بها. استغلال التجار وقال سعيد ناصر، «مستهلك»، خلال جولته بين أسواق الأغنام بحثاً عن أضحية بسعر مناسب، إنه فوجئ بارتفاع أسعار الماشية بصورة مبالغ فيها، بنسبة تتجاوز 50 % مقارنة بالأسعار التي كانت سائدة قبل أسابيع، موضحاً أنه قبل شهر حضر إلى سوق الأغنام واشترى خروفاً بأقل من 1000ريال واليوم وصل سعر نفس الخروف إلى نحو 1700ريال، مطالباً بتدخل عاجل من "حماية المستهلك" لضبط أسعار السوق وحماية الأفراد من استغلال التجار، وأبدى مخاوفه من استمرار زيادة أسعار الأضاحي، مطالباً المسؤولين بالعمل على ضبط الأسعار ومنع عملية استغلال المناسبات الدينية في تحقيق أرباح طائلة، وتوقع زيادة كبيرة في الأسعار في ضوء الشح الواضح بسوق الغنم، مطالباً بتوفير لجان تفتيش تراقب الأسعار في أيام العيد. رقابة صارمة وطالب أحد المستهلكين، بعدم رضوخ المستهلكين للأسعار التي يفرضها الباعة، مضيفاً أنه إذا أحجم المستهلكون عن الشراء بالأسعار الباهظة فإن باعة الأغنام لن يكون أمامهم خيار سوى خفض الأسعار، مطالباً بإخضاع السوق لرقابة صارمة من الجهات المعنية، وتطبيق المزيد من الإجراءات الحاسمة في مواجهة الباعة الذين يلجأون للاستفادة من مناسبة عيد الأضحى لتحقيق مزيد من المكاسب المالية. من جهته أكد تاجر المواشي محمد منصور العنزي، ارتفاع أسعار الأغنام عادة قبل عيد الأضحى بأسبوعين، لتصل ذروتها قبله بأيام، وأن الطلب يزداد في العادة على شراء النجدي والنعيمي الذي يصل سعره إلى 1700ريال إلى 2000ريال، بينما يتراوح سعرها حالياً بين 1150ريالاً إلى 1500ريال، وتأتي بعدها السواكني، ويصل سعرها قبل العيد إلى 1200ريال، بينما يتراوح سعرها حالياً بين 700 ريال و900 ريال، لافتاً إلى أن الإقبال حالياً يعتبر ضعيفاً، وأشار لوجود بعض الخراف السورية بكميات قليلة، وسعرها لا يختلف عن النعيمي والنجدي، وأضاف أن فئة الدخل المحدود دائماً ما يطلبون السواكني التي تعتبر الأقل سعراً عن باقي الأغنام . وأرجع العنزي ارتفاع الأسعار بأنه ليس هناك منافس من الخارج حيث قلّ العرض وزاد الطلب خاصة من سوريا والبلدي قليل هناك ولكنه غير معروف فهناك سواكني فاخر مربى هنا وهو غير معروف ويضاهي النعيمي وتتراوح أسعاره ما بين 1000 إلى 1200ريال ، وقد يكون السواكني القادم من الخارج أقل جودة بسبب نقله من أماكن بعيدة، وتعرضه لكثير من الظروف وتغيير شكله، ولكن لو تم الحفاظ عليه وتربيته بشكل سليم، فإنه سيظهر بصورة مضاهية تماما للأنواع الأخرى ولكن بسبب عرضه في السوق مباشرة بعد استيراده يقلّ الإقبال عليه، وهناك العديد من المشترين يقدمون على شرائه لجودة لحمه ومضاهاته للأنواع الأخرى وخاصة الجذع. صبغ المستورد وهناك أنواع من الأغنام مستوردة مثل الاردنية أو الإيرانية يقوم بعض التجار يصبغها لإخفاء نوعها، وبعض الأغنام النعيمي من عرعر والشمال خاصة، وتأتي لونها أحمر مثل تربتهم فهم يحاولون صبغ المستورد بنفس اللون لإيهام الزبون بأنها نعيمية، والآن هي غير موجودة في الأسواق وتأتي على دفعات أو فترات ويسمح بإدخالها شهرين أو ثلاثة شهور وبعدها تقفل الطرق عليها، ويُمنع إدخالها وكان آخرها قبل 4 شهور ولكنها غير موجودة الآن في السوق . غش تجاري وعن لجوء بعض أصحاب المواشي إلى استخدام الملح، قال العنزي إن الملح مهم للأغنام ولكن بعض الأغنام القادمة من الخارج مثل سوريا والأردن والتي تباع بالوزن يستخدم مربوها الملح لتسمينها وبالتالي سعرها، وحذر العنزي من بعض التجار الجشعين الذين يقومون بإعطاء المواشي بعض اللقاحات لتسمينها وبيعها، بما يعتبر غشا تجاريا، مطالباً الجهات المسؤولة بتشديد الرقابة، لاسيما في أوقات المواسم والكشف العشوائي على عينة من المواشي.
مشاركة :