حصاد 2017 الفني في بيروت: عام خيبات الأمل الفنيّة

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت -إيمان إبراهيم | لم يكن عام 2017 في لبنان مثمراً فنياً، بل يمكن وصفه بعام الركود الفنّي، رغم وفرة الألبومات التي صدرت، إذ لم يتمكّن أي عمل من إحداث اختراق في السّاحة الفنيّة، وغابت أي أغنية ضاربة باستثناء أغانٍ لم تعمّر سوى أسابيع قليلة. فيروز ومغامرة مثيرة للجدل هذا العام، كانت لافتة عودة السيدة فيروز من خلال ألبوم «ببالي»، العمل الذي لا يزال حكراً على تطبيقات الهواتف ولم يصدر بعد في الأسواق. عمل اختلف عليه النقّاد، لكن ثمّة إجماع على أنّ الفنانة الكبيرة أقدمت على مغامرة كبرى، من خلال طرح ألبومٍ كامل مترجم عن أغانٍ عالمية. الأغنية الأولى «لمين» أحدثت ضجّة كبيرة، ثم توالت بعدها الأغاني المترجمة التي لم تلقَ صدىً لدى جمهور كان قد امتصّ الصّدمة. ورغم حجم الانتظار بعد غياب سبع سنوات عن سوق الألبومات، مرّ ألبوم السيّدة فيروز مرور الكرام، خصوصاً لدى محبّيها الذين أرادوا غضّ النظر عن المغامرة التي رأى كثيرون منهم أنّها لا تليق بالفنانة الكبيرة، وإن كان يحقّ لها ما لا يحقّ لغيرها. هذا العام أطلق فنانون كثر ألبومات غنائية، من ملحم زين، إلى نجوى كرم ونانسي عجرم وعاصي الحلاني ووائل كفوري، نجحت منها أغانٍ قليلة، لتؤكّد أنّ عصر الألبومات انتهى، وأنّ على الفنانين التركيز على الأغاني الضّاربة فحسب. أكثر الفنانين نشاطاً هذا العام، سُجّل نشاطٌ ملحوظٌ للفنانة نوال الزغبي التي انفصلت عن مدير أعمالها باسكال مغامس العام الماضي، لتعاود تعاونها مع شقيقها مارسيل الذي يدير أعمالها منذ سنة. خرجت نوال من العزلة التي فرضها عليها مدير أعمالها السابق، أطلقت أكثر من أغنية، صوّرت أكثر من فيديو كليب، كانت نجمة مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التلفزيون، لامها البعض لمبالغتها في الظهور، والبعض تفهّم رغبتها بعد سنوات من الابتعاد بسبب إدارة خاطئة حجبتها عن الأضواء طويلاً. الفنانة نجوى كرم بدورها كانت من أنشط الفنانات، قدّمت موسماً جديداً من «أرابز غوت تالنت»، أطلقت ألبوماً غنائياً بعنوان «مني إلك»، أحيت حفلات في كل أصقاع الأرض، وأعلنت عن قرب ارتباطها رسمياً، رغم استقبالها عام 2017 بخبر وفاة شقيقها نقولا المفاجئة. بدورها، كانت سنة الفنانة نانسي عجرم مثمرة، أطلقت ألبوم «حاسة بيك» الأغنية التي صوّرتها فيديو كليب واعتبرت من أجمل كليبات العام 2017، صوّرت موسماً جديداً من «أراب أيدول»، واختتمت السنة بتصوير موسم ثان من «ذا فويس كيدز». وبدوره، كان الفنان عاصي الحلاني نشيطاً، أطلق ألبوم «حبيب القلب”» رغم أنّه لم يحقّق نجاحاً ملحوظاً، إلا أنّ عاصي كان نجم حفلات الصيف. فقد عاصي شقيقه الشاب هذا الصيف، إلا أنّه استمرّ في نشاطه الفنّي متحدياً لحظات الألم، لينهي عامه بتصوير «ذا فويس» الذي لم يعرف مصيره بعد. كذلك أطلق الفنان وائل كفوري ألبوماً جديداً، لم يقدّم خلاله أي جديد، فلم يحقّق الأصداء التي اعتادت ألبوماته السابقة تحقيقها. إلا أنّه حقق رقماً قياسياً في عدد حفلاته داخل لبنان. من الفنانين النشيطين هذا العام كان الفنان مروان خوري، الذي يخوض تجربة التقديم للمرّة الأولى في برنامج «طرب مع مروان»، على تلفزيون «العربي»، رغم مرور البرنامج بصعوبات عدّة بسبب مقاطعة الكثير من الفنانين للمحطّة لأسباب سياسيّة. الفنانة إليسا ورغم عدم تقديمها أي عمل جديد، نجحت في خطف الأضواء في كليب «عكس اللي شايفينها»، الأغنية التي أطلقتها قبل سنتين وصوّرتها تحت إدارة المخرجة إنجي الجمال، لتصبح الأكثر بحثاً على موقع غوغل في العام 2017. أما الفنانة هيفاء وهبي، فقضت عاماً مملوءا بالخيبات، من الحروب التي أعلنت أنها تشنّ عليها في مصر، مروراً بالدعوى التي رفعها ضدّها المنتج أحمد السبكي في القاهرة، وصولاً إلى حدّ منعها من التمثيل بقرار من نقابة الممثلين المصريين، فضلاً عن امتناعها عن إطلاق ألبومها الجديد رغم أنّه كان جاهزاً من العام الماضي. فضائح بالجملة هذا العام لم يخلُ من فضائح ودعاوى قضائية طالت فنانين، بداعي سرقة ألحان، إلا أنّ الفضيحة الكبرى وقعت في بيروت ليلة عيد الفطر الماضي، حين قبضت القوى الأمنية داخل مطار بيروت الدولي على الفنانة أصالة بعد عثورها على مادّة مخدّرة بحوزتها. واعترفت أصالة في التحقيق الرسمي بأنّ المادة للاستعمال الشخصي، كي لا تتحوّل القضية إلى إتجار بالمخدرات، وحصلت على إطلاق سراح مشروط على أن تعود وتخضع لفحص دم يثبت أنّها أقلعت عن التعاطي، الأمر الذي أثار موجة غضب في أوساط الحقوقيين في بيروت، الذين رأوا أنّ القوى الأمنية تجاوزت عن القوانين لحماية الفنانة، في حين اعتبر محبّو أصالة أنّ كل ما حصل كان مؤامرة مدبّرة لتوريط الفنانة بسبب مواقفها السياسية. هذا العام، كانت السياسة حدّ سيفٍ مصلت على رقاب الفنانين، فقد أقصيت الفنانة أحلام من برنامج «ذا فويس»، بعد انتقادها الخطوة التي قام بها فنانون سعوديون بالغناء ضد قطر، وتمّ استبدال الفنانة نوال الكويتية بها، على أن يعاد تصوير حلقات تجارب الأداء التي سبق ان صوّرتها أحلام، ما يوقع المحطّة في خسائر مالية تقدّر بملايين الدولارات. يمرّ العام 2017 من دون أن يترك ذكرى فنيّة جميلة تستحق أن تسجّل في تاريخ الفن العربي، إلا إذا اعتبرنا أنّ عودة فيروز حدث جميل، حتى لو لم تكن بمستوى تطلعات كثيرين.

مشاركة :