مسيحيو العراق.. قداس في بقايا كنيسة

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقود حياة شمعون داود أطفالا يرتدون زي بابا نويل لأداء أغنية Jingle Bells الشهيرة باللغة الآرامية داخل كنيسة مار جرجس ببلدة تل أسقف في شمال العراق، بعد تجديد المبنى وترميمه مؤخرا. ومثل باقي سكان تل أسقف، فإن هذا أول عيد ميلاد تقضيه حياة في بلدتها التي عادت إليها بعد ثلاث سنوات من قبضة تنظيم داعش على تل أسقف، ما تسبب في تشريد الأقلية المسيحية الكلدانية والتي يبلغ عدد أفرادها 12 ألفا. واختارت حياة، مثل كثير من المسيحيين الآخرين في سهول نينوى، الرحيل بعد أن خيرت بين التخلي عن عقيدتها ودفع الجزية أو الموت. ولجأ أغلب من فروا إلى بلدات ومدن مجاورة فيما سعى كثيرون لطلب اللجوء في الخارج. وسهول نينوى هي مركز للمجتمعات المسيحية القديمة في العراق والتي ربما يعود تاريخها في البلاد إلى 2000 عام. واحتفل العائدون الأحد بأول عيد للميلاد يقضونه معا مجددا في كنيسة مار جرجس، الكنيسة الرئيسية في البلدة، التي اكتظت بالوافدين. وعلى الرغم من أن العراق أعلن النصر الكامل على داعش قبل أسبوعين، فإن ضررا بالغا لحق ببيوت وكنائيس المسيحيين ودفع الكثيرين للتساؤل عما إذا كانوا سيتمكنون من تخطي ما حدث في الماضي القريب. فقد نهبت وأحرقت منازل وكنائس وجردتها من كل المقتنيات القيمة.  ​ ولحق بمدينة قرة قوش، الواقعة على بعد 15 كيلومترا غربي الموصل والتي تعرف أيضا بالحمدانية، ضرر بالغ خاصة بالكنائس الأثرية فيها. وفي كنيسة الطاهر للسريان الكاثوليك اجتمع المصلون لحضور قداس الميلاد وهم محاطون بجدران متفحمة ومحترقة ما زالت تحمل كتابات لداعش. وجلس المصلون على مقاعد بلاستيكية جلبها متبرعون إذ لم تتمكن الكنيسة بعد من تجديد مقاعدها الخشبية التي استخدمها المتشددون وقودا لنيران ضخمة اجتاحت الكنيسة. ​وتحتاج أغلب الأسر لعشرات الآلاف من الدولارات لإصلاح منازلها وتعويض متعلقاتها المنهوبة. وقبل اجتياح التنظيم المتشدد لقرة قوش كانت البلدة أكبر تجمع مسيحي في العراق إذ كان يصل عدد المسيحيين فيها إلى 50 ألف نسمة. لكن اليوم لم يعد إليها إلا بضع مئات من الأسر المسيحية. وانتقلت تجمعات بأكملها إلى الخارج مثل المنتمين لكنيسة مارت شموني من السريان الأرثوذكس. ​وبعد ظهر السبت حاول الأب بطرس قابو رئيس كنيسة الطاهر في قرة قوش، إحياء أي شعور بالأمل في نفوس الحضور في قداس عيد الميلاد. وقال الأب قابو "نقيم قداسا لعيد الميلاد مثل السنوات السابقة، لكن هذا العام، ستكون فرحة غارقة بالدموع لأن كل شعبنا راح خارج العراق". وأضاف أن إقامة القداس في بقايا الكنيسة المحترقة والمبعثرة مهم لهذا السبب ”لنذكر الجميع بأننا رغم المآسي التي حلت علينا ما زلنا هنا". المصدر: رويترز

مشاركة :