عيد ميلاد حزين لمسيحيي باكستان بعد اعتداء دام لتنظيم «داعش»

  • 12/25/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت السلطات الباكستانية جنودا داخل وحول أحد كنائس مدينة كويتا في جنوب غرب البلاد اليوم الإثنين، عندما أحيا المسيحيون بحزن عيد الميلاد بعد اعتداء دام لتنظيم «داعش»، استهدف كنيستهم أودى بتسعة أشخاص قبل أسبوع. وتمركز قناصة فوق الكنيسة الواقعة في عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب، فيما كان ناجون يتذكرون أحبائهم الذين قضوا في الاعتداء، مطالبين بتسليح الطائفة. وانفجر أحد الناجين باكيا فيما كان يقترب من المذبح للمناولة، فيما انتحب عدد من المصلين الآخرين في القداس الكئيب. وقالت الشابة أفتاب، «إنها مناسبة للفرح عادة، لكنها مؤلمة اليوم، لكل من حضر القداس ويتذكر الاعتداء». وأدى الهجوم الانتحاري الذي استهدف الكنيسة التابعة لطائفة «الميثوديست» البروتستانتية الأحد الفائت، إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح ثلاثين آخرين. وبين القتلى امرأتان فيما يرقد عدد من المصابين في حالة حرجة. وقالت الشرطة، إن قوات الأمن اعترضت انتحاريا خارج الكنيسة وقتلته، لكن الانتحاري الثاني تمكن من عبور المدخل الرئيسي للكنيسة وفجر نفسه. وكانت الكنيسة مكتظة بالمصلين ذلك اليوم على غير العادة بسبب اقتراب عيد الميلاد. لكن الإثنين، كان الحضور أقل مع قرابة 250 شخصا عوضا عن 350 بحكم المعتاد، رغم الانتشار الكثيف للشرطة حول الكنيسة. وقالت روكسانا نذير، الأم التي أوضحت، أن ستة من أقاربها جرحوا في الاعتداء، إن «شبح الخوف كان يطاردنا أثناء قداس» الإثنين. لكن ناجين آخرين بينهم شيذا إبنة نذير البالغة 13 عاما، قالوا، إنهم لم يشعروا بأي خوف لإيمانهم الكبير بالخالق. وحضر عدد من المسؤولين والسياسيين المسلمين في المدينة القداس لإظهار التضامن مع الطائفة المنكوبة.دعوات لتسليح المصلين ويعود تاريخ الكنيسة في المدينة إلى العام 1890، حسب ما أفاد مسؤولون وكالة «فرانس برس». وكشف كاهنها سيمون بشير، أنه يطالب بنشر حماية أكبر حول الكنيسة منذ قرابة العشر سنوات. ودعا بعض المصلين إلى السماح لأبناء الطائفة بحمل السلاح أثناء المشاركة في الصلاة، تحسبا لأي هجوم في المستقبل. من جهته، أيد رئيس أبرشية كراتشي وبلوشستان الأسقف صديق دانيال الذي زار كويتا لحضور قداس الميلاد هذا التوجه. وأوضح دانيال، أن الفكرة تم طرحها على الشرطة التي طالبت الطائفة بإرسال متطوعين لتلقي تدريبات على حمل السلاح. وقال الأسقف، «إنه أمر مؤلم أن يصلي المؤمنون في ظل إجراءات أمنية مشددة». وأضاف، أنه خلافا للاستعدادات التي تم اتخاذها بمناسبة عيد الميلاد، «لم يكن هناك رجال شرطة أو آليات خارج الكنيسة»، يوم وقوع الاعتداء، رغم أن «أولئك الذين كانوا في الداخل قاتلوا بشجاعة». يشكل المسيحيون أقل من 2% من سكان باكستان البالغ عددهم 200 مليون نسمة، وهم يعانون من التمييز والتهميش وتقتصر وظائفهم على الأعمال المتدنية الأجر، فيما يتعرضون أحيانا لاتهامات بالتجديف والكفر. كما يشكلون منذ سنوات إلى جانب أقليات دينية أخرى هدفا للإسلاميين. ففي العام 2013، قتل 82 شخصا عندما استهدف انتحاريون كنيسة في مدينة بيشاور. وشهدت لاهور عام 2016، أحد أكثر الاعتداءات دموية في باكستان خلال احتفالات عيد الفصح، في تفجير انتحاري أدى إلى مقتل أكثر من 75 شخصا بينهم أطفال. وتواجه الشرطة والجيش في باكستان، المتمردين الإسلاميين والقوميين في بلوشستان الغنية بالموارد المعدنية. وتحاذي بلوشستان إيران وأفغانستان، وهي الأكبر بين أقاليم باكستان الأربعة، لكن سكانها وعددهم سبعة ملايين يشتكون من عدم حصولهم على حصة عادلة في ثرواتها من الغاز والمعادن. وتراجع العنف في الأعوام الماضية نظرا لمساعي السلطات في الترويج للتنمية.

مشاركة :