بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الثلاثاء 26 ديسمبر 2017, 2:23 ص خادم الحرمين يصدر أمرا بترقية 43 قاضيا هيئة الاتصالات تعاملت مع 1% من الشكاوى وزير الداخلية المنشق: أمن صنعاء وهم لبناني يدير حسابات محمد الحوثي شبه الأمي مزارع المليوني متر أخفت الشهيد الجيراني 80 هزة تضرب النماص 6 صالات سينما مستقلة في جدة %90 من مرضى سرطان الدم بلا علاج خادم الحرمين يصدر أمرا بترقية 43 قاضيا السعوديون والرغبة الجامحة في التعبير عن الذات كلما كان المجتمع أكثر حيوية وأفضل تعليما وأكثر قابلية على التغيير، كلما كان أكثر استخداما لوسائل التعبير، وما زال أمام المجتمع السعودي الكثير من الإبداع إحصاءات عديدة طوال السنوات الماضية تؤكد حجم التفاعل السعودي الهائل في التواجد على الإنترنت واستخدام الشبكات الاجتماعية، وخاصة في تويتر، والذي تحول إلى برلمان شعبي سعودي، كما أن أحد الإحصاءات يشير إلى أن مشاهدة السعوديين لليوتيوب تفوق مشاهدة الأميركيين مع فارق التعداد السكاني. أشهر رأي يقدم إجابة هو غياب وسائل التعبير ونقص وسائل الترفيه مما أدى للكبت، وهذه الإجابة متعالية وغير مسلم بها، فهناك أسباب أخرى تؤكد أن حجم هذا التفاعل يؤكد على حيوية المجتمع السعودي وحتى روعته وإبداعه. فمنذ استخدام السعوديين للإنترنت في العام 1999م وهناك ظهور متنامٍ للتعبير عن الذات، وقد كانت بداية لبروز السعوديين مقارنة ببقية العرب رغم فارق التعداد السكاني، وهو ما بدأ مع ظهور المنتديات العربية الشهرية التي برز فيها السعوديون، وهو ما حدث مع ظهور المدونات، وازداد أكثر مع ظهور الشبكات الاجتماعية، وهو ما حدث أيضا في بروز الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية السعودية، بل إن مواقع عربية شهيرة صارت تستهدف الجمهور السعودي أو على الأقل تستهدف أخباره. في تويتر السعودي.. حتى المراهقين والفتيات الصغيرات ومشجعي كرة القدم يشاركون في الصراعات والنقاشات السياسية والدينية بصورة لافتة، بل إنه تحول إلى ساحة تستهدف محاولة العبث بالرأي العام السعودي من خلال نشاط استخباراتي معادٍ. هذه الحيوية الاجتماعية السعودية تعود إلى عدة أسباب، فالإنسان السعودي يتميز برغبة موروثة في التعبير عن الذات، ولم يكن سوق عكاظ القديم وسيطرة الشعر العربي في كافة أرجاء الجزيرة العربية إلا أحد أهم الأمثلة التي تؤكد هذه الرغبة الجامحة لدى ابن الجزيرة العربية في التعبير عن ذاته، فخروجه أيضا إلى كافة أرجاء العالم ورغبته باكتشاف العالم عبر طرق التجارة القديمة كانا من العوامل التي زادت من مقوماته في التعبير عن الذات أكثر من أي شعب آخر. ما بعد الفتح ظهر الاهتمام العربي الكبير بالعلوم ومن ضمنها الفلسفة فكان الكندي، وهو من أحفاد أبناء الجزيرة، أول العرب المشتغلين بالفلسفة على الطريقة اليونانية، وبغض النظر عن النتائج فقد كان إقبال الكثير من العرب على العلم والفلسفة هو انعكاس للانفتاح الذي تميز به الإنسان العربي على الثقافات الأخرى، والذي كان تاجراً بالسليقة، وهو ما يحدث اليوم أيضاً للسعوديين في إقبالهم على الثقافات الإنسانية، وسيطرة الفكر الاستثماري على مصالحهم، وهو من العوامل التي تزيد من قابليتهم للتغيير. أحد الأسباب الأخرى لارتفاع تفاعل السعوديين في الشبكات الاجتماعية هو أهمية الدولة السعودية عالمياً، وذلك يعود لثلاثة محاور، الأول هو نجاحها التجاري في استثمار مورد النفط بمستوى أهّلها لتكون ضمن أقوى عشرين اقتصادا في العالم، والثاني هو كونها الحارس للأراضي المقدسة، والثالث هو اعتبارها النبع التاريخي للعروبة والإسلام. تضافرت هذه الأهمية مع اختناق المجتمع بالحركات المتطرفة، الذي كان لأسباب عديدة، على رأسها عدوى نشاط حركة الإخوان المسلمين في مصر وسورية، وظهور دولة الخميني في إيران، حيث إن المجتمع السعودي كان يتقدم بشكل جيد ومتنامٍ للانفتاح على العالم، ولكنه وجد نفسه يتقهقر أو يتقدم ويتأخر في وقت واحد، كما أنه لم يكد يكمل تحولاته في الانتقال الثقافي والاجتماعي من حياة الحاضرة والقرية والبادية إلى المدينة أو الدولة الحديثة إلا ووجد تلك الحركات تريد إعادته إلى أكثر العادات البدائية تحجراً. ظهور المنتديات كأولى قنوات التعبير الإنترنتي المفتوح، أسهم في بداية انكشاف المجتمع، وكانت قنوات يهرب إليها من يتحاشى العنف أو الإرهاب المحتمل، وتأخر المتطرفون والإرهابيون نسبياً في الهيمنة عليها بسبب حرمة الإنترنت، واستمر تنامي هذه القنوات، فوجد الدعاة الحركيون أنهم بحاجة للإقبال على الشبكات الاجتماعية لاستقطاب الجمهور، وانتفى التحريم، وكان إقبال السعوديين أنفسهم كبيراً على متابعة هؤلاء، ولكن المدهش هو الانقلاب الهائل، فانتشار المعلومات واستمرار النقاش إضافة إلى التجارب الحية التي تعلم منها الناس، وعلى رأسها فشل الربيع العربي، بعد أن ركبته التيارات الإسلاموية، وكذلك ظهور داعش وغيرها من الأحداث، كانت من الأسباب التي حولت هؤلاء المتابعين أنفسهم إلى محاكمة هؤلاء الدعاة من خلال وسائل التعبير نفسها. أحد الأسباب الأخرى التي زادت من فعالية هذه الوسائل هو العداوة التي تعرض لها المجتمع من الخارج والتحديات التي تواجهه، والتي كانت من أسباب تنامي الحس الوطني وبالتالي زيادة الرغبة في التعبير عن الذات من خلال هذه القنوات. أما أحد أقوى أسباب هذا التفاعل السعودي مع قنوات الإنترنت فهو صعود المجتمع في مستوى التعليم، والرغبة بالتساؤل والبحث والاكتشاف، فالأمية وصلت إلى الصفر بين الشباب، كما أن مستوى البعثات والدراسات العليا أصبح مرتفعا ومتنوعا في مجالات جديدة ونوعية، وهو مما أسهم في جعل الحسابات السعودية هي الأبرز والأكثر تنوعاً على المستوى العربي، ورأينا حسابات شهيرة في الآثار أو الاستشراق أو التطور أو الفلسفة، وهي من أكثر العلوم التي حارب تعليمها التيار البدائي المتطرف. ضعف وسائل الترفيه قد يكون سبباً مهماً ولكنه ليس استراتيجياً، أما ضعف قنوات التعبير كما يروج له فهو أيضاً غير صامد، فالبرلمانات السياسية التقليدية أو التجمعات الحوارية المختلفة ليست بديلا للشبكات الاجتماعية، ولم تكن بديلاً لأكثر الدول ديمقراطية، وأميركا هي الأولى عالمياً في استخدام هذه القنوات وهي التي قامت بتأسيسها، وقد كان أهم سبب لانتشار المدونات في التسعينات هو حاجة بعض المتحدثين الأميركيين للاعتراض على حرب احتلال العراق بعد أن كان الإعلام الرسمي موجهاً. استخدام الشبكات الاجتماعية بفعالية ظاهرة إيجابية، وكلما كان المجتمع أكثر حيوية وأفضل تعليما وأكثر قابلية على التغيير، كلما كان أكثر استخداما لوسائل التعبير، ولا زال أمام المجتمع السعودي الكثير من الإبداع. ماجد الحمدان 2017-12-26 1:26 AM
مشاركة :