أعلن رئيس غواتيمالا جيمي موراليس أمس (الأحد) عزمه نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، في خطوة وصفتها إسرائيل بأنها «جريئة»، بعد بضعة أيام من تأييد حكومته للولايات المتحدة في خلاف على وضع المدينة المقدسة. وفي بيان مقتضب على حسابه الرسمي على «فايسبوك» قال موراليس إنه أعطى أوامراً لنقل السفارة من تل أبيب بعد تحدثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم أن قرار غواتيمالا يشكل «عملا مخزياً» وغير قانوني. وقالت الخارجية في بيان إن «هذا العمل المخزي والمخالف للقانون، يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين كافة، بما في ذلك أولئك الذين أعلنوا بالإجماع وبشكل لا لبس فيه، رفضهم للمحاولات كافة التي تستهدف وضع ومكانة مدينة القدس المحتلة، أو نقل السفارات إليها». وحظي رئيس غواتيمالا بإشادة مسؤولين إسرائيليين اليوم، بعد قراره نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس. وكتب رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتاين على حسابه على «تويتر»: «أهنئ صديقي (موراليس) على قراره الجريء بنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس»، مضيفاً «قرارك يثبت أنك وبلدك من أصدقاء إسرائيل الحقيقيين». وكانت غواتيمالا وجارتها هندوراس ضمن حفنة دول انضمت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت ضد القرار الخاص بالقدس. وقال سفير إسرائيل لدى غواتيمالا ماتي كوهين، لراديو «إسرائيل» إنه «لم يتحدد موعد بعد لنقل السفارة، لكن ذلك سيحدث» بعدما تنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس. وأوضح مسؤولون أميركيون أن الخطوة قد تستغرق عامين على الأقل. وكتبت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد في تغريدة تشكر موراليس لما وصفته بأنه «قراره الشجاع». وقالت إنها «على ثقة من أن دولاً أخرى ستحذو حذوه». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترف هذا الشهر بالقدس عاصمة لإسرائيل متراجعاً عن سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين ومثيرا غضب العالم العربي وحلفاء بلاده الغربيين. وتحدت 128 دولة الخميس الماضي ترامب بتأييدها قرار غير ملزم للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن اعترافها بالقدس، على رغم تهديدات الأخيرة قطع المساعدات المالية عن الدول المؤيدة للقرار. والولايات المتحدة مصدر مهم للمساعدات التي تحصل عليها غواتيمالا وهندوراس اللتان انضمتا مع خمس دول أخرى إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت ضد القرار الخاص بالقدس ونشب خلاف مرير بين موراليس وهو ممثل تلفزيوني كوميدي سابق والأمم المتحدة في وقت سابق من العام الجاري عندما أيدت هيئة لمكافحة الفساد في غواتيمالا تدعمها الأمم المتحدة مساءلته. وعلى رغم من تفادي موراليس مساءلته، أخفق في محاولة لطرد رئيس اللجنة الدولية لمكافحة الإفلات من العقوبة في غواتيمالا بعد انتقادات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يقوم بدور المرشد السياحي للزائرين المسيحيين أمس في تسجيل فيديو من القدس على «تويتر» عشية عيد الميلاد ووراءه القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 ويطالب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المنتظرة. وذكر نتانياهو أسماء أماكن عدة للزائرين المسيحيين في إسرائيل من بينها كنيسة المهد في مدينة القدس الشرقية التي يسير فيها الزائرون «على خطى المسيح وأصل تراثنا اليهودي - المسيحي»، مضيفاً «سوف أصطحبكم في جولة سياحية. في حقيقة الأمر سأكون مرشدكم في هذه الجولة السياحية». وأضاف أن هذا سيحدث في عيد الميلاد العام المقبل من دون الدخول في تفاصيل. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله في احتفال في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة إن «هذا الإجماع الدولي، إنما يعطي قضيتنا المزيد من القوة والعنفوان، ويمد شعبنا بالثبات والعزيمة والإصرار». وأضاف «نؤكد أنه لا يمكن لأي قرار أن يغير من وضع ومكانة القدس الروحية والدينية والوطنية، فهي مدينة فلسطينية عربية إسلامية مسيحية، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها، ودون ذلك لن يكون هناك سلام في المنطقة أو في العالم بأسره». وفي الاطار، استغل البابا فرنسيس رسالته بمناسبة عيد الميلاد اليوم، ليدعو إلى تبني حل الدولتين عبر المفاوضات لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بعد القرار الأميركي. وقال البابا «دعونا نصلي أن تنتصر إرادة استئناف الحوار بين الطرفين وأن يكون بالإمكان التوصل في النهاية إلى حل عبر التفاوض. حل يسمح بتعايش سلمي بين الدولتين ضمن حدود متفق عليها بينهما ومعترف بها دوليا». وعبر ايضا عن أمله «في ان تسود رغبة استئناف الحوار من اجل التوصل الى حل متفاوض عليه يتيح التعايش السلمي بين دولتين»، مشيداً بجهود المجموعة الدولية الهادفة الى مساعدة «هذه الارض الجريحة على ايجاد الوئام والعدالة والامن الذي تنشده منذ فترة طويلة». وفي جولة افق على الدول التي يعاني فيها الاطفال من النزاعات، تطرق الى الاطفال السوريين «الذين طبعتهم الحرب» في أذهانهم، معبراً عن الامل في ان تستعيد سورية «الكرامة لكل فرد» من ابنائها، عبر الالتزام بالعمل على «اعادة بناء النسيج الاجتماعي بمعزل عن الانتماء الاتني والديني». وتطرق أيضاً الى العراق «الذي لا يزال جريحا ومنقسما من الاعمال العدائية» التي وقعت في السنوات الـ 15 الماضية. وتحدث البابا ايضاً عن اليمن «حيث يدور نزاع تم نسيانه الى حد كبير»، فيما يعاني شعبه من المجاعة والامراض.
مشاركة :